من أبواب الإحسان

من أبواب الإحسان

العفو والصفح والتسامح من أبواب الإحسان؛ ونيل الرحمة والغفران وجزيل الثواب؛ قال الله تعالى: ” فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ” المائدة: 13. “وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ” التغابن: 14. “فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ” الشورى: 40. وهو بابٌ رفيع للفوز بالجنان ونيل رضا الرب الرحمن؛ قال الله تعالى ” وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ” آل عمران: 133، 134. التسامحُ بلسَمٌ للرُّوح وراحة للجسم؛ لأن الحقدَ والغضب يوقعان النفسَ في الأمراض الفاتكة والعلل المفسدة. وأهل العفو هم الأقرب لتحقيق تقوى الله جل وعلا؛ قال الله تعالى: ” وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ” البقرة: 237. ولو تأمَّل الناس قليلاً في حِلم الله عزَّ وجلَّ على المخلوقين وصَفحه عن زلاتهم لرفعوا التسامحَ شعاراً، ولاتَّخذوه مبدءاً. إننا اليوم في أمس الحاجة إلى التسامح والحوار البناء أكثر من أي وقت مضى. والتعصب والانغلاق من أكبر أسباب تغذية نار الكراهية، والانزلاق إلى مزيد من النزاعات، التي تؤدي إلى التدمير العبثي لكل ما هو جميل في هذا الكون. فالله عز وجل أمرنا بالدعوة إلى سبيله بالحكمة، بكل ما تحمله كلمة الحكمة من معاني اللين واللطف، ومراعاة حال المخاطب وظروفه، ثم بالموعظة الحسنة التي تنفذ إلى أعماق القلوب وتأسرها، ثم المجادلة بالتي هي أحسن عند الحاجة إلى المجادلة، تحقيقا لقول الله عز وجل ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ” الحجرات: 13. لقَدْ كانَ لنَا فِي رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الأسوةُ الحسنةُ فِي التسامحِ والعفوِ، فمِنْ مواقفِهِ صلى الله عليه وسلم التِي تفيضُ حلمًا وسماحةً حينمَا فتحَ مكةَ إذْ قالَ صلى الله عليه وسلم لِمَنْ آذَوْهُ وأخرجُوهُ مِنْ بلدِهِ ” يا مَعْشرَ قريشٍ ما تَظُنُّونَ أنِّي فاعِلٌ بكُمْ؟” قالوا: خيراً أخٌ كرِيمٌ، وابنُ أخٍ كريمٍ، قالَ: ” فإنِّي أقُول لكُمْ كمَا قالَ يوسفُ لإخوَتِه، لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُم اذْهَبُوا فَأنْتم الطُّلَقَاءُ”.

 

من موقع إسلام أون لاين