ولد محمد بن أبي القاسـم في أول محرم سنة 1240هـ الموافق لـ 26 يوليو 1824م. بدأ حفظ القرآن الكريم انتقل سنة 1253 هـ/1837 م إلى زاوية علي الطيار تازروت بلدية القصور ولاية برج بوعريريج. رفقة أخيه لمواصلة طلب العلم، فأتقن القراءات السبع وفن التجويد على يد أحد شيوخ الزاوية المسمى “سي الصادق”. يقول أبو القاسم سعد الله بأن ما قام به الشيخ محمد بن أبي القاسم “هو إنشاء الزاوية ونشر التعليم وتكوين أسرة وفي ذلك من الجهاد ما فيه! أليس ذلك أولى من الهجرة وأنفع من التصوف السلبي القائم على الانزواء والبعد عن الناس؟ ومن يدري لعل الشيخ محمد كان ينوي ما نواه ابن باديس بعد قرن، وهو تكوين حركة تعليمية يصارع بها الجهل الذي ضربته السلطات الإستعمارية على الجزائريين أكثر من نصف قرن، وتخريج طلائع تتولى بنفسها مصير البلاد” تاريخ الجزائر، الثقافي، ج4، ص 161. إن أهم الأعمال التي قام بها الشيخ محمد بن أبي القاسم هو التصدي للتيار التنصيري والتبشيري الذي باشره الإستعمار الفرنسي في أوساط الشعب الجزائري، إضافة إلى الإستجابة لطالبي العلم وهذا لقلة وانعدام المدارس بعدما ضيق عليها الإستعمار وحارب تعليم الدين واللغة، وأيضا إيواء عدد كبير من الأيتام والفقراء والمساكين نتيجة للسياسة الإستعمارية المفروضة، كما ساهم بشكل كبير بدعم ثورة 1871 بالرجال والسلاح.
