من معاني “بسم الله”

من معاني “بسم الله”

افتتح الله تبارك وتعالى كتابَه العظيم بـ”بسم الله”، وشرع لنا أن نفتتح بها كلَّ قول أو عمل. فمعنى “بسم الله”: أي: بدأتُ بعونِ الله تعالى وتوفيقِه وبركتِه، فهذا تعليمٌ من الله تعالى لعباده؛ ليذكروا اسمَه عند افتتاح القراءة وغيرها من الأقوال والأفعال، حتى يكونَ الافتتاحُ ببركة الله عز وجل. وهذا الذي أشار إليه ابنُ جرير الطبري؛ وردت فيه آيات، وأحاديث في مشروعيته، واستحبابِه عند ابتداء بعض الأمور من الأقوال والأفعال التي يزاولها المسلم في حياته اليومية. “بسم الله” تصْحَبُكَ أيها المسلم  في كل مكان وزمان؛ فتصحَبُك عند ابتداء الطعام؛ ليُبارَك لك فيه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن أبي سلمة رضي الله عنه: “يَا غُلاَمُ، سَمِّ اللَّهَ” رواه البخاري ومسلم. ومَنْ أراد أنْ يذبحَ؛ فلا بدَّ له مِنْ “بسم الله”؛ لذا شُرِعت التسمية على الذَّبيحة، قال الله تعالى ” فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ ” الأنعام: 118؛ وقال تعالى ” وَلاَ تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ” الأنعام: 121. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَا أَنْهَرَ الدَّمَ، وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ؛ فَكُلْ” رواه البخاري ومسلم. وأنتَ في الصباح والمساء لا تستغني عن “بسم الله”؛ لأنَّ الله تعالى يَحْفَظُكَ بها، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: “مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ، وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: “بِسْمِ اللَّهِ” الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ لم يَضُرُّهُ شَيْءٌ” رواه الترمذي. ومِثْلُ هذه الأذكار تحتاج مِنَّا إلى يقين، وحُسن ظنٍّ بالله تعالى، وثقةٍ بوعده، فهذا هو الحِفظ الشامل لحياة الإنسان وصحَّته وأمواله وعقله ودينه، ومَنْ أراد أنْ يحفظ مركبتَه ونفسَه وأهلَه؛ فليقل: “بسم الله”. لذا أوصى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عثمانَ بنَ أبي العاص رضي الله عنه بالرُّقية، وكان يشكو وجَعاً في جسده، فقال له: “ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ: “بِاسْمِ اللَّهِ” ثَلاَثًا. وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ” رواه مسلم.

موقع إسلام أون لاين