لطالما كان الشباب يلجؤون إلى المخدرات لأنها الوحيدة التي كانت تواسيهم مع زحمة المشاكل الكثيرة في حياتهم اليومية، والتي لم يجدوا لها حلا يريحهم أو ينسيهم إياها، لكن اليوم تغيرت هذه المعادلة السلبية وبات الشباب ينشغل بمواقع التواصل الاجتماعي كالفايسبوك والتويتر للتعبير عن ما يشعرون به وما يعانون منه الأمر الذي قلل من تعاطيهم للمخدرات التي كانت تفتك بحياتهم ومستقبلهم طيلة السنين الماضية.
فرصة للتعبير عن ما يخالجهم من مشاعر
أكدت دراسة حديثة أجراها مجموعة من الخبراء، أن الشباب اليوم باتوا يعزفون عن المخدرات التي فتكت بمستقبلهم لقرون وانشغلوا بمواقع التواصل الاجتماعي، التي وجدوا فيها الفرصة للتعبير أكثر عن ما يخالجهم من مشاعر، حيث تتيح لهم مثل هذه المواقع كفيسبوك وتويتر، إنشاء صداقات مع أشخاص كثر فضلا عن التفتح على العالم الخارجي، إذ وفرت لهم كل هذه الأمور الإيجابية طريقا معبدا نحو التقدم والازدهار والبحث دائما عن الأفضل، عوض المخدرات التي كانت تقودهم في ظرف قصير إلى الهلاك كما أنها لم تنسيهم يوما ما يعانونه بلا كانت السبب وراء تفاقم مشاكلهم وضياع مستقبلهم وتخبطهم في عالم مجهول مليء بكل أنواع المخاطر.
تعاطي الأنترنت يخفض نسبة المدمنين على المخدرات
وأضاف الخبراء في نفس السياق، أن الشباب اليوم أضحوا يتمكنون من التعبير عن مشاكلهم بطريقة سهلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رجعوا في تحليلهم هذا إلى أن نسبة الجريمة انخفضت بشكل كبير في إنجلترا وويلز منذ عام ونصف العام كبلد طبقت عليها الدراسة، فأصبح شخص واحد فقط من بين خمسة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 16 و24 سنة، يتعاطون المخدرات.
الشباب الجزائري يتحرر هو كذلك من قيود المخدرات
ومن المرجح أيضا، أن لا تكون الجزائر مستثنية من هذه الدراسة خصوصا وأنها تعتبر من بين الدول العربية التي يقبل الكثير من شبابها على مواقع التواصل الاجتماعي سيما الفايسبوك وتويتر، وهو شيء يمكن أن يتأكد بالإحصائيات والدراسات، وهذا شيء ايجابي بإمكانه أن يدفع الشباب والمراهقين إلى التعبير عن مشاكلهم وعن أفكارهم بحرية دون أن يكبتوها مثلما كان ذلك على مر السنين الماضية، أين كانوا يلقون صعوبات جمة في إيصال ما يريدونه والأفكار التي تدور برأسهم للآخرين، الذين كانوا في نظر الشباب أنهم لا يفهمونهم ولا يستوعبون ما يرغبون به، لذلك فقد شكلت وسائل التواصل هذه فرصة للتعبير والتخلص من عقد الماضي وكدا التحرر من قيود المخدرات التي قضت على مستقبل أغلب الشباب.
مختصون يعتبرون إدمان الأنترنت أخطر من إدمان المخدرات
حذرت بعض الأبحاث والدراسات من سوء استخدام الأطفال للشبكة العنكبوتية، ومن انتشار إدمان الأنترنت بين الأبناء، الأمر الذي أدى بأبرياء في عمر الزهور إلى العزلة الاجتماعية واضطرابات النوم ومشاكل دراسية ونفسية كثيرة لا تعد ولا تحصى. ومع دخول الإلكترونيات المتقدمة، خاصة تلك التي تتفاعل مع البشر، أصبح العديد من الأشخاص، كبار أم صغار، يستخدمون تلك التقنيات لساعات طويلة قد تصل أحياناً إلى أيام، إذ أصبحت تلك التقنيات تشكل خطرا جسيما على مستخدميها، وتحولت بعد أن كانت أداة لهو وترفية إلى أداة حرب صحية، أدت إلى الإدمان الذي قد تنتج عنه حالات وفاة وإدمان الطفل للانترنت قد يؤثر على أشياء أخرى في حياته مثل الأنشطة الرياضية والعادات الغذائية الصحية وفقد القدرة على التواصل مع العالم من حوله مما يعزز من إحساس الطفل بالوحدة التي تصل إلى حد العزلة الاجتماعية. كما يعمل الأنترنت على إضعاف شخصية الطفل، ويجعله يعاني من غياب الهوية، نتيجة تعرضه للعديد من الأفكار والمعتقدات والثقافات الغريبة على المجتمع، كما يساعد الأنترنت على زيادة العدوانية في سلوك الأطفال، وذلك بسبب ممارسة الألعاب العنيفة أو مشاهدة الصور والأفلام التي تروج للعنف، إضافة إلى أنه يؤثر الأنترنت في سلوك وأخلاقيات الطفل، فالأنترنت يتيح له ألعاب قد تؤثر على الطفل أخلاقيا كلعبة القمار، كما يسهم الانترنت سلباً في تفكير الطفل وشخصيته، من خلال انتشار مجموعة من المواقع المعادية للمعتقدات والأديان، وكذلك المواقع الإباحية والتي تؤثر مشاهدتها في السن المبكر ليس فقط على نمو فكر الطفل، بل أيضا على سلوكياته وتصرفاته مع الآخرين.
ل.ب