الرئيسية / ملفات / مواقع للزيارة وأخرى للتداوي… “المنابع الحموية بالجلفة”  سياحة ورعاية صحية

مواقع للزيارة وأخرى للتداوي… “المنابع الحموية بالجلفة”  سياحة ورعاية صحية

إنّ تاريخ ولاية الجلفة حسب المصادر يعود إلى العصر الحجري القديم، الفترة الطبيعية حيث كان الانسان يسكن في العراء والكهوف والمغارات المحصورة بين 12000 إلى 8000 سنة قبل الميلاد، وهذا استنادا للمواقع الأثرية للفن الصخري برصيد 37 موقعا أثريا. هذا، وتتسم المواقع الأثرية والتاريخية في الجلفة بكثرة التنوع، احتل الصدارة فيها فن الرسم على الصخور المتمركزة في كل من الجلفة، سيدي مخلوف ومسعد.

 

موقع زكار

تعتبر زكار الواقعة على بعد 37 كلم من الجلفة بلدية صغيرة من النوع البربري، شوارعها تلتقي كلها عند المسجد بوسط القرية، بناياتها شاهدة على مرور الأمير عبد القادر والجيوش الفرنسية، وعن مقربة من البلدية توجد أول محطة أثرية لعصور ما قبل التاريخ اكتشفت في المنطقة، تحت أحد الملاجئ الطبيعية، تضم زكار تنوعا كبيرا من فن الرسم على الصخر، يتنوع بين رسم فيل و الجاموس العتيق والكركدن ورسومات أخرى للحيوانات المنقرضة.

وجنوب شرق بلدية زكار على بعد حوالي 02 كم، نجد “دير الدقاورين” الموقع المكتشف سنة 1907 من طرف القاضي “ماون” وهو مصنف كتراث وطني منذ 1982 و المتكون من:

أ- مخبأ صخري يعرض لوحة فنية رائعة لمشهد صيد متحرك، يبرز الحركة الآنية الواقعية للعلاقة الطردية الطبيعية بين نوعين من الحيوانات: الأسد والضبي، بالإضافة لمجموعة من الحيوانات: النعامة، الفيلة الأربعة، أروية، حيوان بقري…

ب- جدارية وحيد القرن بالمنظور الجانبي

ج- جدارية المرأة

موقع عين الناقة

يقع الموقع جنوب شرق مقر الولاية على بعد 33 كم جنوب شرق بلدية المجبارة و المكتشف سنة 1965 من طرف السيد “لوتيلو”، وهو مصنف كتراث وطني منذ عام 1979 المكون من 05 جداريات والتي تعرض زوجين من الجاموس العتيق، العاشقين الخجولين، صياد يحمل فأسا مرفقا بثلاثة كلاب، ثلاثة أشخاص برؤوس مستديرة، شخص رافع يده، حملا ذا القرص المستديرة …الخ

وبالتقدم قليلا من “عين الناقة” نحو “بوسكين” ومن هناك عبر الممر الكبير نحو “صافية بورنان”، نجد نقوشا لحيوانات متوحشة وأليفة في ذلك الزمن بحوالي 4000 سنة قبل الميلاد، أين كانت تعيش هنا عدّة أنواع من حيوانات إفريقيا شبه الصحراوية.

 

موقع حجرة سيدي بوبكر

يقع الموقع جنوب غرب مقر الولاية على بعد 38 كم شمال غرب بلدية عين الإبل، والمعروف بتسمية المزار المكتشف سنة 1956 من طرف الأب “دوفيلاري” والسيد “برافيل”، وهو مصنف كتراث وطني منذ عام 1982، عبارة عن جدارية صخرية كبيرة على شكل فطر مغطاة بالنقوش الصخرية على واجهاتها الأربعة: حمل ذو القرص المستدير، شخص ذو رأس مستديرة يلبس سترة، فيل، كبش جميل بكريات، أحصنة، كلاب، نعامة نقوش لستين يد، عشرة نقوش تبين حدا لنعل، أشكال مستطيلة و هناك أيضا آثار مجوفة لأيادي تبدو حديثة.

موقع خنق الهلال

يقع الموقع جنوب غرب مقر الولاية على بعد 38 كم، شمال غرب بلدية عين الإبل على بعد حوالي 21 كم والمعروف بتسمية “خنيق قيلان” المكتشف سنة 1966 من طرف الأب “دوفيلاري” والسيد “برافيل” وهو مصنف كتراث وطني 1982، عبارة عن جدارية صخرية عمودية كبيرة تحمل نقوشا لمجموعة من الحيوانات: الجاموس العتيق، حمل ذو قرص مستدير يحمل عقدا على رقبته، أسد كبير الحجم وفيل.

 

موقع المعالم الجنائزية كاف الدشرة

المعروف ببنيان الجهلاء على بعد 07 كم شمال غرب عاصمة الولاية، توجد بها بقايا عدة قبور يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام، وهي عبارة عن كومات من الحجر دائرية الشكل وهي متواجدة في عدة أماكن من المنطقة، بعض القبور هنا تعتليها قبب من نوع الدولمان يعتقد الباحثون أنها لمجموعة من السرد جاءت إلى المغرب نحو ألف سنة قبل الميلاد – معظم القبور قد انتهكت- وفي الجانب الغربي من الرابية توجد أثار لقرية بربرية محصنة، وللعلم أن الموقع اكتشف سنة 1884 من طرف فرقة عسكرية تابعة للجيش العسكري عن طريق الصدفة، ويحتوي على 35 معلما جنائزيا موزعا إلى 27 دولمان و 05 فضاءات جنائزية وجثوة ذات صندوق و 02 جثوة بسيطة.

 

موقع المعالم الجنائزية عين لوكاريف

المعروف ببنيان الجهلاء على بعد 09 كم شمال غرب عاصمة الولاية، على بعد 02 كم غرب الطريق الوطني رقم 01، وعلى ارتفاع 19 مترا، اكتشف سنة 1884 من طرف فرقة عسكرية تابعة للجيش العسكري إثر توغلها، على مسافة تقدر بـ 60000 م2 موجه نحو الطاحونة العسكرية القديمة، ويحتوي الموقع على 22 معلما جنائزيا موزعا كالآتي:

بازينة و11 جثوة ذات صندوق و03 جثوة ذات فوهة و06 فضاءات جنائزية و جثوة بسيطة، وإضافة للمواقع المصنفة تمتلك الجلفة أبنية عديدة لعصور غابرة في التاريخ كالأطلال الرومانية بمسعد، حيث توجد قلعة القائد الروماني “ديميدي” وقرى بربرية بزكار وعمورة …..الحارة بعين الإبل، الساعة الرومانية بعمورة وأبنية شاهدة على التاريخ الحديث وأبنية عديدة محافظة على جوهرها تحكي حقبا قريبة من الزمن بقلب مدينة الجلفة منها “دار البارود” “البريد الرئيسي”، “السوق بوسط المدينة”..، ..”مسجد البرج” أقدم مسجد بالمدينة، “مسجد بن دنيدينة”، “مسجد أحمد بن الشريف” الذي تحتضنه الساحة المميزة ساحة محمد بوضياف والمسجد العتيد بالشارف وجامع الراس بمسعد وغيرها من الأماكن التي زادت من بهاء إرث تاريخ ولايتنا.

الضايات وغابة النخيل بمسعد

دائرة مسعد هي أكبر تجمع سكاني بعد مدينة الجلفة تشتهر بحدائقها الخلابة ذات الثلاثة طوابق: نخيل، مشمش، تين و رمان و غيرها من الخضر والفواكه.

وتقع غابة النخيل لمسعد بمحاذاة وادي مسعد المتواجد بالوديان المغلقة بسلسلة الأطلس الصحراوي التي تشكل حاجزا و الذي يحتوي على سلسلة من الجبال ذات علو متوسط نوعا ما، مما يجعل مدينة مسعد منطقة عبور إلى الحافة المتواجدة في الجنوب منها، وفي شرق مسعد توجد قرية “دمّد” التي تتميز أيضا بحدائقها الجميلة المثمرة وفي أعلى الرابية توجد آثار القرية الرومانية القديمة.

وبعد دمّد هناك قرية “القاهرة” أين توجد زاوية كبيرة منها نتسلق ممر “ايفري” الذي يعتبر بحق بوابة الصحراء وفيه نكتشف أول ضاية تحتضن هضبة صخرية وطست تغمره مياه الأمطار جارّة معها التربة الخصبة. ومع حلول كل صيف تنبت الأعشاب وتخضّر الضاية فجأة لتعطي للمكان منظرا جميلا ومتباينا.

هذا، وهناك العديد من المناطق الطبيعية الأخرى التي لا تقل أهمية أبدا عن سابقاتها من تعظميت إلى جبل الدوم و صافية البارود إلى النثيلة وواد الحصباية وواد الرميلة وغيرها من المناظر الطبيعية والأفلاج والوديان والينابيع المنسابة والجبال الشامخة التي تعانق السماء والتي تكسوها الخضرة اليانعة، من أشجار وزهور ومزروعات وكذلك الأنواع المتعددة من حيوانات وطيور واتساع الرمال الشاسعة والكهوف الجبلية الأخّاذة.

الإرث الطبيعي أساس المورد السياحي في الجلفة بالاستناد إلى مقومات الجذب السياحي، طبيعة خلابة ومناخ معتدل ومواقع متفاوتة الرونق والجمال مشكلة بذلك علاقة تكاملية بين الطبيعة والسياحة والمتمثلة في:

الزهرز الغربي

يتراءى لنا من قرب الطريق الوطني رقم 01 بعلوّ يصل إلى 820 م، ويظهر في شكل هضبة طويلة تتربع على مساحة 340 كم2، وتشكلت هذه الهضبة إثر تعامل ثلاث عمليات انجراف وهي: الذوبان الكيميائي، الحفر عن طريق السيلان والعمق بالانجراف والرياح.

 

الكثبان الرملية

تستقبل الكثبان الرملية الساحرة زوارها على بعد 10 كم جنوب حاسي بحبح، تظهر على شكل حقل للكثبان الرملية وتمثل أحد المعالم الأكثر أهمية، تبدو كأنها العرق الكبير والتجول فيها مريح، كما أن الحمام الرملي يستهوي أي زائر لها …. سحر السياحة الصحراوية في قلب السهوب، وهي عبارة عن كثبان متنوعة الألوان من الأحمر إلى اللون البني تمتد على مرمى البصر.

محمية الصيد

تتواجد محمية الصيد ضمن تراب بلديتي عين معبد ودار الشيوخ تمتد على مساحة 31.886,25 ها، تتضمن غابة طبيعية ومساحة لإعادة التشجير لها أهمية بالغة في حماية وتنمية الأصناف الحيوانية المحمية، ومتابعة وحماية حيوانات الصيد، إقامة جرد للثروة الحيوانية للمحمية، البحث والتجربة على الحيوانات المفترسة…. تمكن زائرها من قضاء وقت ممتع ومريح والتعرف على حيوانات نادرة… كما تعد المكان الأمثل للسياحة البيئية.

حجر الملح

يُعد معلما جيو سياحيا وثالث جبل ملح في العالم، يوجد ببلدية عين معبد ويبعد عن مدينة الجلفة بحوالي 30 كم شمالا و15 كم عن هضبة الزهرز، ويمثل حجر الملح أحد المعالم الأكثر أهمية في ميدان الجيولوجيا، فهو عبارة عن تركيبة من الملح الذي يظهر في وسط مكونات القارية الحجرية، حيث يمثل في الميدان السياحي متعة للمشاهدة بألوانه المتغيرة من الأصفر إلى الأخضر والبنفسجي وأحيانا إلى الأحمر، مما يعطي خليطا متجانسا وجميلا أين تخرج عيون تشكل شطوطا بيضاء ويصنع سيلان الماء المتشعب زربية رائعة من الملح… من المشاهد الأكثر سحرا جيولوجيا وأعجوبة طبيعية… ملح صخري على الخريطة السياحية.. يحتضن ألوان الطيف حين تتلامس أشعة الشمس ببلورات الصخور.

منطقة عمورة

منطقة تحيط بها جبال وعرة المسالك، تتخللها بصمات عميقة للديناصورات، مطلة على منظر خلاب للصحراء والكهوف الرائعة والحدائق المبهرة والشلالات العذبة… تمتزج فيها لوحات طبيعية تستدعي التأمل.

وبالإضافة إلى هذا، نجد مواقع أخرى متباينة التميز نعرّج عليها سريعا ومتمثلة في:

جبل بوكحيل، هذا الجبل الشاهد على الكفاح الثوري بالمنطقة والمزدان بالمناظر الآخاذة والساحرة ترسمها التباينات المذهلة في ذهن عشاق شموخ جبال أولاد نايل وشساعة الصحراء، وكذا منطقة غابة قطية إلى تقرسان وجبل حواس وواد الفج بسد رحال وغيرها من المناطق التي تعكس جمال طبيعة جلفتنا.

 

الحمّامات.. الوجه الآخر للسياحة بالجلفة

لا يليق الحديث عن السياحة في الجلفة دون ذكر حمّاماتها المعدنية التي يبلغ عددها ثلاثة منتشرة عبر الولاية وما توفره من منافع صحية جمّة تبعا لقدرة مياهها على علاج قاصديها من عدّة أمراض، على نحو صارت معه هذه “السياحة الحموية” رافدا اجتماعيا وقبلة مفضلة للباحثين عن العلاج والاستجمام.

ومن دون شك أن حمام الشارف الذي تعدَّت شهرته حدود الوطن يأتي في مقدمة هذه المنشآت السياحية.

ا- المنبع الحموي لحمام الشارف:

يعود تاريخ هذا المنبع إلى القرن 19، ففي سنة 1897 بدأت الدراسة لتحديد الخصوصيات التي تأتي من مختلف منابع عين الحمام، وعرف هذا الموقع بداية أول تهيئة في سنة 1929 تاريخ بناء حمامين اثنين، ويتواجد هذا المنبع على بعد 07 كم شرق مقر بلدية الشارف وعلى بعد 50 كم من مقر الولاية غربا الذي يبعد بـ 300 كم جنوب العاصمة، ويرتفع بـ 1150 م، حيث ينبع من مكان يسمى “الحاجية” وهو سهل المنفذ للطريق الوطني رقم 46 وهذا ما يفسر جاذبيته المتواصلة للسكان المعنيين مباشرة، وكذا البلديات المجاورة وحتى مناطق أخرى بعيدة زيادة على المناخ الجزئي الذي يميز المنطقة ويخفف كثيرا من درجة الحرارة الصيفية. ومن خصوصياته حسب الدراسة التي قامت بها المؤسسة الوطنية للدراسات السياحية في سنة 2002، فإن هذا المنبع له خصوصيات فيزيائية، كيماوية وعلاجية من عدة أمراض.

ب- المنبع الحموي للمصران:

يوجد هذا المنبع بالقرب من الطريق الوطني رقم 01 على بعد 08 كم جنوب مقر بلدية حاسي بحبح، وهو منبع حموي يرتفع على سطح البحر بـ 850 مترا، ويقول باحثون إنّ المياه المعدنية التي تتدفق من هذا المنبع بمقدار 10 لترات في الثانية، وبحرارة خروج 52 درجة مئوية من شأنها معالجة عدّة أمراض مختلفة.

ج- المنبع الحموي لقطارة:

يقع هذا المنبع في بلدية قطارة التي تبعد بـ 170 كم إلى الجنوب الشرقي من مقر ولاية الجلفة وإلى الشمال الشرقي من مقر القرارة بولاية غرداية وعلى ارتفاع 387 م، كما يتميز هذا المنبع بخصوصيات معدنية استنادا إلى دراسة المؤسسة الوطنية للدراسات السياحية.

 

مشاريع سياحية في الأفق

إن التنمية السياحية في الجلفة هي فرصة استثمار اقتصادي وضرورة لمستقبل البلد. والفكرة الأساسية السائدة هي أن تنويع السياحة في الولاية يجب أن يساهم في ديمومة المشاريع وأن يساعد على خلق خدمات سياحية جديدة ومتجددة بصورة مستمرة كدرب من دروب الإمتياز لما تشتمل عليه ولاية الجلفة من خصائص تجعلها تتبوّأ مكانة سياحية مرموقة ومتميزة وسط الولايات الأخرى والجنوبية منها على وجه الخصوص.

 

السياحة الحموية.. أهم روافد الولاية

تكملة للسياحة الإيكولوجية والترفيهية التي تعرفها ولاية الجلفة، تشكل السياحة الحموية رافدا إضافيا للقطاع بالولاية التي تشتهر بمنابع ثلاثة لا يختلف اثنان في ميزة مياهها للعلاج من عدة أمراض، وحسب القائمين على القطاع، فإن مديرية السياحة بالولاية استقبلت العديد من الطلبات للإستثمار في هذه المنابع الحموية وتعكف حاليا على دراستها بغية جعل المنابع قبلة للسياحة قصد العلاج و الاستجمام.

 

المنبع الحموي لحمام الشارف.. خصوصيات فيزيائية لن تجدها في غيره

المنبع الحموي لحمام الشارف الذي يعود تاريخ إنجازه إلى القرن 19 حيث عرف أول تهيئة له في سنة 1929 تاريخ بناء حمامين اثنين. ويتواجد منبع الشارف على بعد 7 كيلومترات شرق مقر بلدية الشارف وعلى بعد 50 كلم غرب مقر الولاية و 300 كيلومتر جنوب العاصمة. ويرتفع عن سطح البحر بـ 1150 متر، حيث ينبع من مكان يسمى الحاجية وهو سهل المنفذ للطريق الوطني رقم 46، وهذا ما يفسر جاذبيته المتواصلة للسكان المعنيين مباشرة وكذا البلديات المجاورة وحتى مناطق أخرى بعيدة، زيادة على المناخ الذي يميز المنطقة والذي يخفف من درجة الحرارة صيفا.

ويتمتع هذا المنبع حسب الدراسة التي قامت بها المؤسسة الوطنية للدراسات السياحية في سنة 2002 بعدة خصوصيات فيزيائية وكيماوية وعلاجية تتمثل في حرارة الخروج 40 درجة مئوية وبتدفق قدره 40لـ/ ثا فضلا عن معالجته لأمراض الروماتيزم والأعصاب والجلد والغشاوة وكذا أمراض المفاصل. ويستغل هذا المنبع تقليديا وتحاول مديرية السياحة أن تحسن هذا الاستغلال وجعله أقرب إلى الحداثة.

 

منبع المصران.. مياه ساخنة لعلاج الأمراض المستعصية

وهناك منبع المصران وهو منبع حموي يقع بالقرب من الطريق الوطني رقم 1 على بعد ثماني كيلومترات جنوب مقر بلدية حاسي بحبح ويبعد بـ 42 كلم شمال مقر ولاية الجلفة ويرتفع على سطح البحر بـ 850 متر. وتبين من خلال الدراسة المنجزة من طرف المؤسسة الوطنية للدراسات السياحية سنة 1988 أن المياه المعدنية التي تتدفق من هذا المنبع بمقدار 10ل/ ثا وبحرارة خروج 52 درجة مئوية من شأنها معالجة أمراض مختلفة كالروماتيزم وتصلب الشرايين وأمراض النساء والجلد

والغشاوة والجهاز البولي.

 

منبع القطارة.. إرث طبيعي ومورد هام للسياحة العلاجية

أما المنبع الحموي الثالث الذي يقع ببلدية لقطارة فيعد إرثا طبيعيا آخرا وموردا هاما للسياحة العلاجية، حيث يبعد عن مقر الولاية بـ 170 كلم جنوبا وترتفع المنطقة عن سطح البحر بـ 387 متر، ويتميز بحرارة خروج الماء بـ 45 درجة مئوية وبتدفق 3 ل/ثا، ومن شأنه هو الآخر معالجة عدة أمراض كما هو الحال للمنبعين السابق ذكرهما وذلك استنادا للدراسة التي قامت بها المؤسسة الوطنية للدراسات السياحية سنة 2002، إلى جانب السياحة العلاجية المعول عليها.

وحسب مصالح مديرية السياحة، يوجد بهذه الولاية تباعا من الشمال إلى الجنوب مواقع طبيعية خلابة من كثبان رملية وغابات الأطلس الصحراوي وهضبة ما قبل الصحراء في جنوب البلد. فغابة “سن الباء” التي تبعد عن مدينة الجلفة بـ 5 كلم تشكل أهم جبال أولاد نائل “الأطلس الصحراوي”، وتعد من بين المواقع الخلابة نظرا لوضعيتها الجغرافية ومساحتها وأهميتها العلمية والبيئية وتضاريسها ومناخها الجزئي، وهي كلها معطيات لمؤشرات إيجابية لإنشاء مجمع طبيعي واسع يمكن ممارسة الرياضة فيه، إلى جانب الراحة والترفيه مع الاحتفاظ بطبيعتها الغابية. ونظرا للخصوصيات المذكورة، فقد تم تحديدها واختيارها وإعلانها كمنطقة للتوسع السياحي بمساحة إجمالية مقدرة بـ 12.5 هكتار تزيد من جمالها أشجار الصنوبر الحلبي. وكانت هذه الغابة نهاية السنة الفارطة مسرحا لتظاهرة رياضية وطنية متمثلة في الدور الوطني للعدو الريفي المدرسي.

بلدية مسعد هي الأخرى تتوفر على غابة لا تقل أهمية عن غابة سن الباء وهي غابة “النخيل” وتقع بمحاذاة واد مسعد المتواجد بالوديان المغلقة بسلسلة الأطلس الصحراوي التي تشكل حاجزا، والذي يحتوي على سلسلة من الجبال ذات علو متوسط نوعا ما، وقد تم إعلان هذه المنطقة كمنطقة للتوسع السياحي بمساحة 4.5 هكتار. كما تزخر ولاية الجلفة بكثبان رملية ذهبية تتواجد على بعد 10 كلم جنوب بلدية حاسي بحبح، تظهر من الوهلة الأولى على شكل حقل للكثبان الرملية تمثل بذلك أحد المعالم الأكثر أهمية.

“حجر الملح” من المعالم السياحية الفريدة من نوعها، وتتواجد على بعد 30 كلم شمال الولاية وتمثل أحد المعالم الأكثر أهمية في ميدان الجيولوجيا، فهو من الملح الذي يظهر في وسط من المكونات القارية ويمثل في الميدان السياحي الألوان المتغيرة من الأصفر إلى الأخضر إلى البنفسجي في بعض من المرات إلى الأحمر كما يمثل مجموعا متجانسا وجميلا، حيث تخرج عدة عيون تشكل شطوطا بيضاء. كما تتوفر الولاية على مواقع تاريخية وأثرية هي أيضا من بين الذخر السياحي بالولاية، حيث تتركز أساسا في منطقة جبل أولاد نائل بدوائر الجلفة عين الإبل 30 كلم جنوب الولاية وكذا بلدية فيض البطمة 50 كلم جنوب شرق الولاية ودائرة مسعد 75 كلم جنوب الولاية، حيث توفر محطات النقوش الصخرية التي تعود إلى حقبة ما قبل التاريخ. وقد تم إحصاء 1162 نقشا صخريا في هذه المنطقة التي تتواجد بالمثلث الجلفة-مسعد وبمحاذاة سيدي مخلوف من جانب ولاية الأغواط و بخاصة منطقة زكار. إلى جانب هذه النقوش الصخرية التي من ضمنها ست مصنفة، توجد مواقع تاريخية هامة من حقبة فجر التاريخ إلى عهد الاحتلال الروماني تتمثل في آثار قرى بربرية بزكار وعمورة والجلفة – تيميلوس وقبور قديمة إلى جانب آثار رومانية بمسعد “كستيليوم دميدي” وبقايا قبور في أزيد من محطة.

لمياء. ب

الرابط