“القماط”.. ارتبط هذا الأخير ارتباطا وثيقا بالمواليد ، وكان عادة لا تستغني عنها الأمهات بل وكانت تحرص حرصا شديدا لوضعه لما له من اعتقاد حول أهميته في طول وصحة الابن مستقبلا.
إلا أن هذه العادة المتوارثة جيلا بعد جيل تكاد تختفي أين تخلت عليها أمهات اليوم، بعد أن أصبح القماط في نظرهن موضة قديمة.
فالأجيال الماضية لا يستغنين عنه في تنشئة أطفالهن من الولادة والى فترة تصل إلى ثمانية أشهر أحيانا وكان يكتسي أهمية واسعة جدا، وحول هذا ذكرت خالتي فاطمة أنها ربت أولادها وأولاد أولادها على القماط، لما له أهمية في استقامة الرضيع، وأيضا لتوفير له لباس آمن يجعله ينام بسهولة ، خاصة وأنه في الأشهر الأولى يحتاج إلى نوم عميق كي ينمو، كما أن هذه الطريقة حسب خالتي فاطمة تسهل على الأم حمله.
وحسبها دائما فطريقة وضعه بسيطة أين تقوم الأم ببسط قطعة من القماش مع إضافة قطعة داخلية توضع بين فخذي الرضيع مع ثني بسيط لزاوية واحدة يوضع الطفل ووجهه مقابل الغطاء مع إبقاء عنقه على الثنية، ثم تلف زاوية اليسار من الغطاء حول جسمه والزاوية السفلية فوق قدميه، مع لف الزاوية اليمنى حوله، وترك وجهه وعنقه فقط في الخارج غير مغطيين، هذه الطريقة قالت محدثتنا اتبعتها أجيال متعاقبة، قبل أن يبدأ في التخلي عنها تدريجيا، ورغم نصائحهن اليوم لبناتهن وزوجات أبنائهن بالعمل بها إلا أنهن يرفضن ذلك ويجهلن الأهمية الواسعة للقماط تضيف محدثتنا.
إتحاد القابلات يحذر من القماط
حذرت رئيسة الإتحاد الوطني للقابلات عقيلة قروش من القيام بلف الطفل حديث الولادة ” بالقماط ” كما جرت العادة عند أجدادنا لما له من أضرار كثيرة، وأكدت في تصريح للموعد اليومي أن كل ما يقال عن فوائد القماط بأنه يقوي عضلات اليدين والرجلين ويحفظ وجهه وعينيه من الخدوش أو الجروح التي يمكن أن تسببها أظافر الطفل الحادة لا يستند إلى دليل علمي يثبت صحتها أو فائدته.
وأشارت المتحدثة أنه أثناء عمليات الولادة ينصحن الأمهات بالتخلي عن هذه العادة التي قالت أن 80 بالمئة من أمهات اليوم تخلين عنها وتكلمت عن الأضرار التي يسببها القماط للطفل من أهمها، أنه يعيق حركته ويبطئ نموه الجسدي واستجابته وحركته وتفاعله مع محيطه الخارجي، كما يعيق طرح الفضلات من جسم الطفل، فكلما قامت الأم بفك قماطه يبدأ الطفل بطرح فضلاته، بالإضافة إلى أنه يعيق تنفسه الطبيعي، إذ دائما ما يعيق قفصه الصدري ، كما تتسبب في ذات الوقت مادة اليوريا الناتجة من البول والتي يبقى الطفل فيها مدة طويلة وقماطه مبلل بتآكل جلده وسلخه والتهابه بسبب الرطوبة والاحتكاك. منوهة إلى أن أسباب استمرار هذه الظاهرة رغم تراجعها يعود لسماع الأم الجديدة الكثير من الوصايا من أمها وجدتها، وكذلك تقصير المؤسسات الصحية والطبية والتربوية عن لعب دور فعال في التوعية من أخطار هذه العادة.
ق.م