موسم جني الزيتون… مناسبة للاحتفال وتجديد التمسك بالتقاليد المتوارثة

موسم جني الزيتون… مناسبة للاحتفال وتجديد التمسك بالتقاليد المتوارثة

يعد موسم جني الزيتون وعصره بمناطق مختلفة من ولاية بومرداس مناسبة نادرة، يغتنمها السكان لتجديد التمسك بالتقاليد المتوارثة وتوثيق الروابط بين أفراد العائلة والجيران.

ويغتنم السكان القدماء بضواحي بلدية بني عمران هذه المناسبة في الغالب للحديث عن حيثيات حملة جني الزيتون و”الخير الوفير المسجل هذه السنة وفوائده الصحية المختلفة” من خلال الخوض في الحديث عن يناير وطقوس الأجداد الملازمة لإحيائه.

ويولي سكان المناطق الريفية المعروفة على وجه الخصوص بإنتاجها الوفير لمحصول الزيتون و زيتها عبر الولاية على غرار بني عمران وشعبة العامر وسوق الحد و أعفير أهمية بالغة لهذه المناسبة الثمينة، كما ذكر الكثير منهم في لقاء مع “واج”.

وتتميز حملة جني الزيتون وعصره هذه السنة عبر الولاية بعودة احتفاليته السنوية إلى موطنها الأصلي ببلدية بني عمران بعد سنتين من الغياب، حيث تم الإرتقاء بها هذه السنة من طابعها الجهوي إلى الوطني .

 

تحضير مبكر والإحتفال في الدار الكبيرة

تشرع ربات البيوت وأرباب الأسر بتلك المناطق في التحضير بشغف ومبكرا لهذه المناسبة، من خلال دعوة كل أفراد العائلة الكبيرة والأقارب المبعثرين هنا وهناك بمناطق مختلفة من الولاية وعبر الوطن، للإلتحاق بمنزل العائلة الكبرى أو ما يعرف بـ “الدار الكبيرة” لإحياء هذه المناسبة.

وتعد عملية السعي لإشراك كل أفراد العائلة بمن فيهم الشباب والنساء الطاعنات في السن في حملة جني الزيتون من أبرز الأعمال التي يحرص عليها سكان هذه المناطق، حيث يسعون معهم لترك أشغالهم جانبا أو بأخذ عطلتهم السنوية من أجل التفرغ كلية لهذه المناسبة.

ومن جهة أخرى، عبر عدد من القدامى ببلدية بني عمران لوأج “عن حسرتهم الشديدة والعميقة بخصوص التلاشي الملاحظ لدى شباب اليوم وعدم تمسكهم بمثل هذه المناسبات التي لا تزال تثير في نفسيات القدامى منهم الاعتزاز والفخر بالتمسك بتقاليد الأجداد”.

 

أطباق وأكلات تقليدية متنوعة تصاحب موسم جني الزيتون وعصره

تتجلى المظاهر الإحتفالية بهذه المناسبة المزدوجة (جني الزيتون وإحياء يناير) التي تبدأ عادة منتصف شهر جانفي وتنتهي بانتهاء موسم الجني بتحضير مجموعة من الأطباق التقليدية التي يكون أساسها الزيتون سواء لزينة المائدة أو مدمجة في الطهي مع أكلات مختلفة، مع الحرص على الطهي بزيت الزيتون، إضافة إلى أطباق متنوعة أخرى من الكسكسي والحلويات المزينة بالعسل.

ومن بين أشهر الأطباق التقليدية التي تشتهر بإعدادها ربات البيوت بهذه المناطق لإحياء هذه المناسبة، حسب ما ذكره عدد من قدامى مزارعي الزيتون ببلدية بني عمران، هو حرص ربات البيوت المتواضعات منهن أو محدودات الدخل على إعداد مأدبة عشاء تقليدية معروفة بالمنطقة يكون أساسها لحم دجاج بلدي المعروف بـ “السردوك” يذبح خصيصا لهذه المناسبة.

أما العائلات الميسورة الحال أو التي لديها الإمكانيات المادية فتقوم من جانبها بإعداد سبعة أطباق مختلفة من المأكولات في المائدة الواحدة للتعبير من خلال ذلك، حسب ما ذكره أحدهم، “على الخير الوفير المرتقب قدومه طيلة السنة الأمازيغية الجديدة”.

 

معرض وطني لإنتاج الزيتون و زيت الزيتون لإحياء المناسبة ببني عمران

وبغرض إحياء هذه المناسبة المزدوجة تنظم الغرفة الفلاحية ببومرداس بالتنسيق مع بلدية بني عمران، ابتداء من يوم الخميس وعلى مدار أربعة أيام، معرضا وطنيا لإنتاج الزيتون وزيت الزيتون. ويرتقب حسب المنظمين، أن تعرف هذه التظاهرة مشاركة عدد كبير من المزارعين ومنتجي الزيتون وزيت الزيتون عبر ولايات الوطن إلى جانب أصحاب المشاتل ومتعاملين اقتصاديين وأخصائيين في المجال.

ويتضمن برنامج هذه الاحتفالية الوطنية إقامة العديد من أجنحة العرض للتعريف بمختلف أنواع الزيتون و زيت الزيتون و المشاتل، وأخرى مخصصة للمعاصر والأجهزة والعتاد المستعمل في المجال علاوة عن عرض خدمات مختلف أجهزة دعم الدولة لاستحداث مؤسسات صغيرة و متوسطة، بالإضافة إلى إلقاء محاضرات و تنظيم ورشات عمل ما بين المزارعين و المتعاملين الاقتصاديين ومسابقات و نشاطات ثقافية متنوعة.

لمياء. ب