الخميس , 28 سبتمبر 2023

 مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ 

 

التوحيد أساس الملة ووحدة الأمة، وهي عقيدة أهل السنة ” قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ” الزمر: 11 ،12. التوحيد مخبرُ الإسلامِ ومظهره، ولُبابُ حسهِ وجوهره. لا يقبل الله غيره “وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ” آل عمران: 85. التوحيدُ.. إخلاص الدين للهِ وحده ” أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ” الزمر: 3. التوحيد من تمسك به سما، ومن مات عليه نجا ” إِنَّ اللهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ ” متفق عليه. التوحيد يمثل الإسلام الصحيح، والمعتقد الحنيف، لا يُقبلُ غيرُ أحكامهِ، ولا يُحتكمُ إلى غيرِ شرعهِ ” إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ” يوسف: 40، ” وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ” الكهف: 26. وإذا اختلفت الآراء والأهواء، وتباينت القوانينُ النُظم، فالتوحيد هو المرد وإليه الحكم ” وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُه إِلَى اللَّهِ ” الشورى: 10. التوحيد شعارُ الموحدين، ودثارُ المؤمنين، ورمز عزةِ المسلمين ” وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ” آل عمران: 101.

التوحيد هداية للقلوب زمن الفتن، وتثبيت للأرواح وقت المحن. عُذب بلال بالرمضاء، وتحت وهج السماء، ليفتن عن دينه، أو يشرك في توحيده، فكان لا يزيد على قولِ أحدٌ أحدُ ” قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ” الإخلاص: 1. ولسان حاله يقول ” لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا ” الكهف: 38. التوحيد عقيدة واعتقاد، واستسلام وانقياد ” قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ ” الرعد: 30. لا يجتمع الدين الصحيح والتوحيد الخالص، مع الثقة بالعدو والركون للذين ظلموا ” وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ” هود: 113. إذا ضعف التوحيد في القلب والقالب، تعلقت الأجيال بحبالٍ أوهى من خيوط العنكبوت، وضلالاتٌ في الاعتقاد، وفوضى في الفكر، وتفَسقٌ في الأخلاق؛ ” قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ” الكهف: 103، 104.

 

الدكتور مسلم اليوسف