أشرف وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، أمس الثلاثاء، على ندوة فكرية تحت عنوان “تجليات عيد النصر في التخييل الأدبي والفني الجزائري”، في إطار الاحتفال بذكرى عيد النصر 19 مارس 1962، الذي يمثل نقطة فاصلة في تاريخ الجزائر.
وتهدف هذه الندوة التي احتضنتها القاعة الشرفية لقصر الثقافة “مفدي زكريا”، إلى استكشاف العوامل الثقافية والأدبية التي أثرت على الذاكرة الوطنية الجزائرية، خاصةً من خلال الأدب والفن، وكيفية تجسيد “عيد النصر” في الأعمال الأدبية والفنية التي أبدعها الأدباء الجزائريون بعد الاستقلال. وتضمن البرنامج مجموعة من المحاضرات التي قدمتها نخبة من الأساتذة المختصين في مجالات الأدب والفكر. وتناول الدكتور عبد الحميد بورايو في محاضرته موضوع “التعبير عن النصر على الاستعمار الفرنسي في الشعر الشعبي الجزائري”، في حين تحدث الدكتور “عبد السلام يخلف” عن “استشراف النصر على الاستعمار في كتابات مالك حداد”. أما الدكتور محمد ساري فقدم محاضرة حول “حضور عيد النصر في تجارب أدبية جزائرية”، بينما سيتطرق الدكتور “وحيد بن بوعزيز” إلى موضوع “النصر المستدام، نحو رؤية ما بعد استعمارية لإنعاش الذاكرة”.
وقدم الدكتور علال بيتور مداخلة افتتاحية حول “السياق التاريخي لعيد النصر”، ليضع الحضور في قلب الأحداث التاريخية التي شكلت هذا اليوم البارز. ولإضفاء طابع ثقافي مميز على الندوة، تضمنت الفعاليات قراءات شعرية شرفية من قبل شعراء جزائريين كبار، حيث كان للحضور فرصة للاستماع إلى ألوان شعرية تحاكي الذاكرة الجماعية واحتفاءً بالنصر.
وشكلت الندوة فرصة لتبادل الأفكار والمناقشات بين المثقفين والباحثين حول أهمية عيد النصر في تعزيز الهوية الوطنية الجزائرية، وكذا دراسة تأثيره العميق على الأدب والفن الجزائري، كما سلطت الضوء على كيفية انعكاس التجربة الجزائرية في الأدب الشعبي، الأدب الروائي، والشعر على الوعي الثقافي والسياسي للمجتمع.
للإشارة، نسق أشغال الندوة الدكتور أحسن ثليلاني، ويعدّ بمثابة تكريم للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل استقلال الجزائر.
ص\ب