وفيما يخص انتشار ظاهرة بيع الشهادات الطبية المزورة من قبل بعض العيادات، أقر ضيف المنتدى أن هناك بعض العيادات وعددا من الأطباء يلجأون إلى منح شهادات طبية مزورة لأشخاص بصحة جيدة مقابل مبالغ مالية، متوعدا كل من يثبت تورطه بعقوبات ردعية صارمة.
وأوضح مدير الصحة لولاية العاصمة، أن وزارة الصحة لن تتسامح مع العيادات الخاصة أو الأطباء الذين يثبت تورطهم بالمتاجرة في الشهادات الطبية، حيث توعدهم بتطبيق القانون الذي لا يرحم في مثل هذه التجاوزات.
وعن نوع العقوبات التي تسلطها وزارة الصحة على من يقومون بهذه التجاوزات، أكد محمد ميراوي أنه في حالة ثبوتها فسيتعرض الطبيب إلى عقوبات قد تصل حتى السجن في حين تتعرض العيادة إلى التشميع والاغلاق.
اعتبرها النقطة السوداء الوحيدة بعد “ثراء” القطاع بالمنشآت والهياكل…مدير الصحة لولاية الجزائر لـمنتدى “الموعد اليومي”:
“أنْسنـــة” القطاع.. تحدي وزارة الصحة القادم
أكد مدير الصحة لولاية الجزائر العاصمة، محمد ميراوي، أن “أنسنة” قطاع الصحة يعد من بين أهم التحديات التي سترفعها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات خلال السنوات القادمة، وذلك من أجل ترقية الخدمات والمعاملة التي توفرها المؤسسات الاستشفائية للمرضى وعائلاتهم.
وأقر ميراوي، لدى نزوله ضيفا على منتدى “الموعد اليومي” أنه بالرغم من التحسن الذي يشهده قطاع الصحة من حيث توفير الهياكل والمنشآت، إلا أنه يبقى يقابلها مشكل “أنسنة” القطاع وتحسين الخدمات وهي النقطة التي تبقى محدودة أو تكاد تنعدم في أغلب المؤسسات الاستشفائية رغم الجهود والمساعي المبذولة من قبل المسؤولين من أجل ترقيتها.
وشدّد ضيف المنتدى على ضرورة احترام المريض وعائلته داخل المؤسسات الاستشفائية العمومية، مضيفا أن سوء الاتصال والتواصل بين إدارة المستشفيات والمواطن بالإضافة إلى سوء الاستقبال ومسألة النظافة وكذا ترقية الخدمات بصفة عامة يجب أن تكون أولوية الأولويات لجميع إطارات القطاع قصد محاربتها.
وفي الصدد ذاته، اعتبر ميراوي أن “أنسنة” المؤسسات الاستشفائية لابد أن تتجلى من خلال تحسين ظروف استقبال المرضى وعائلاتهم وتوفير أجود الخدمات لهم وهي الأمور التي تبقى -بحسبه- أكثر من ضرورية، مشددا على إلزامية الإسراع في هذا المسعى.
الأجهزة موجودة والمشكل في سلوكات المستخدمين
نفى مدير الصحة لولاية الجزائر محمد ميراوي وجود عجز أو نقص في الأجهزة والعتاد الصحي، مؤكدا أن كل الأجهزة موجودة ومتوفرة على مستوى المؤسسات الاستشفائية وغير معطلة، قائلا إنه على العكس من ذلك “لدينا تجهيزات أكثر مما هو معمول به في دول أخرى وهي غير معطلة “، فمثلا السكانير هناك 10 أجهزة متوفرة على مستوى بني مسوس، الدويرة، آيت ايدير ، لمين دباغين، القبة، القطار، زميرلي، مصطفى باشا، الرويبة،..لحوالي 3 ملايين نسمة وهو رقم معتبر بالمقارنة مع ما هو معمول به في دول أخرى، مشيرا أن المشكل يبقى في سلوكيات الموظفين والتنظيم، وكشف أن كافة هذه الأجهزة في حالة الخدمة بصفة عادية إلا الجهاز الخاص بمستشفى الرويبة الذي تجاوزت مدة صلاحيته وهو بصدد الاستبدال بجهاز جديد.
وذكر المتحدث أن مديرية الصحة تقوم بعملية الرقابة بشكل دوري لرصد التجاوزات والنقائص من جهة، والتكفل الحسن بالمواطن، مشيرا إلى أن 1500 زيارة تفتيشية قام بها 4 مفتشين وهي العملية التي لا تعد سهلة، بحسب تعبيره.
وذكر محمد ميراوي أن الطلبات على الاجهزة معتبرة خاصة بحكم التوافد الكبير على العاصمة من عديد الولايات بما فيها الداخلية، ما يشكل ضغطا في الطلب عليها، مؤكدا أنه لو اقتصر الأمر فقط على سكان العاصمة لتمت تغطيتها بشكل أسهل.
ونفى مسؤول قطاع الصحة بالعاصمة وجود “تصفية حسابات” عبر تحويل المستخدمين إلى الولايات الداخلية والجنوب بناء على نفوذ البروفيسورات بحكم عدم تلقيه أي عريضة أو شكوى بخصوص هذه السلوكات، مؤكدا أخذ كل التقارير التي تصله بعين الاعتبار ويتم التحقيق فيها، مستثنيا في ذلك القرارات الخارجة عن الوصاية في إشارة إلى وزارة التعليم العالي.
وبخصوص الأمراض الناتجة عن التلوث في العاصمة، قال محمد ميراوي إن معدلات الإصابة بها وبالأمراض المزمنة نفسها بالمقارنة مع باقي الولايات (نفس المعدلات الوطنية) ولا يوجد استثناء أو خصوصية من حيث الإحصاءات، كاشفا عن وجود دراسة بهذا الموضوع سيتم الإفراج عن نتائجها في وقت لاحق (تخص الأمراض المزمنة)، كما أكد المتحدث أن العاصمة لا تخضع لمخطط خاص فيما يخص التعامل مع الأوبئة سريعة الانتشار على غرار انفلونزا الطيور وإيبولا ..وإنما تخضع للمخطط الوطني مثلها مثل باقي الولايات .
وبشأن التخصصات المتوفرة، قال مدير الصحة لولاية الجزائر إن العاصمة تتوفر على كل التخصصات المتداولة في العالم نافيا وجود تحويل المرضى الى الخارج بسببها، قائلا إن “كل المرضى الوافدين إلى مستشفياتنا يتم التكفل بهم”.
سجلنا 3 آلاف اعتداء لفظي وجسدي داخل الاستعجالات الطبية خلال العام المنصرم
كشف محمد ميراوي مدير الصحة لولاية الجزائر عن إحصاء 3 آلاف اعتداء ما بين لفظي وجسدي خلال سنة 2016 المنقضية في عدد من المراكز الاستشفائية الاستعجالية أغلبها كانت من المواطنين تجاه الأطباء والعاملين بالقطاع أثناء تقدمهم لإجراء الفحوصات اللازمة.
قال محمد ميرواي أثناء نزوله ضيفا على منتدى الموعد اليومي بأن السلوك العام للمواطن في القطاع العمومي هو ليس نفسه في القطاع الخاص (للأسف الشديد) حيث تجد هذا الأخير يحترم العيادة الخاصة والطبيب العامل فيها لكن لما يتجه- بحسبه- إلى المستشفى ومختلف المراكز الاستشفائية يغير من سلوكه وتجده يريد فرض منطقه وطبيعة العلاج الذي يريده دون أدنى احترام للمعالج.
وأوضح ضيف المنتدى بأن حوادث العنف داخل الاستعجالات الطبية حقيقة لا يمكن تجاهلها أو القفز عليها، معترفا في الإطار نفسه بوجود عمل كبير ينتظر مديرية الصحة وكل الدوائر المعنية لتفعيل والمساهمة بشكل احترافي في معالجة الظاهرة من كل جوانبها باعتبارها متعددة الأطراف ومتشعبة للغاية.
تكوين أفراد متخصصين في الاستقبال والتوجيه لمعالجة ظاهرة العنف
كما أوضح الضيف بأن القائمين على قطاع الصحة مدركون أيما إدراك بأنهم ينتظرهم عمل كبير وكبير جدا في إطار تكوين أفراد مختصين في الاستقبال والتوجيه بدليل أن العمل المشار إليه بدأ بالفعل مع الشركاء المعنيين ونعني بهم وزارة الداخلية والدرك والشرطة ووزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لإيجاد الآليات لمجابهة هذا التحدي والتحديات الأخرى التي تنتظر القطاع خلال سنة 2017.
إنشاء 40 عيادة متعددة الخدمات للتخفيف على مراكز الاستعجالات
وكشف ضيف المنتدى في السياق ذاته بأن مديرية الصحة من خلال الوصاية تعمل بجهد حثيث لتفعيل وإنجاز 40 عيادة استشفائية متعددة الخدمات أو أكثر على مستوى ولاية الجزائر تكون مجهزة بأحدث الوسائل الضرورية بهدف تخفيف الضغط على مراكز الاستعجالات الطبية، خصوصا وأن المداومة التي هي واجب قانوني يقوم بها العاملون في ميدان الصحة لديها ضغوطها وخصوصياتها .
المراكز الاستشفائية مفتوحة للرعايا الأجانب مثل المواطنين الجزائريين وبالمجان
قطع محمد ميراوي الشك باليقين مؤكدا بأن المراكز الاستشفائية سواء الجامعية أو الخاصة على اختلاف أنواعها كانت وما تزال مفتوحة للرعايا الأجانب مثلهم مثل المواطنين الجزائريين وبالمجان باعتبار أن الجزائر لا تضع أي حسابات أمام مثل هذه الأعمال الإنسانية الراقية.
وقال ضيف منتدى الموعد اليومي بأن المستشفيات تستقبل يوميا رعايا أجانب سواء تعلق الأمر برعايا من دول إفريقيا أو الشرق الأوسط أو الأوروبين ولا مشكلة في ذلك حيث كثيرا ما تم استقبالهم على مستوى مستشفيات زرالدة وعين طاية والقطار ومصطفى باشا وغيرها من المستشفيات.
أنفي نفيا قاطعا وجود ندرة في اللقاحات والأدوية
نفى ضيف منتدى الموعد اليومي أي ندرة في اللقاحات والأدوية كما يشاع مؤخرا، مؤكدا أن مصالحه أحصت جميع اللقاحات اللازمة وهي الآن متواجدة في جميع مستشفيات الصحة الجوارية ومتوفرة بكميات كافية وبإمكان المواطنين التحقق من ذلك.
وشدد الضيف بأنه منذ 3 سنوات تقريبا لم تعرف ولاية الجزائر في قطاع الصحة نقصا في الأدوية أو في اللقاحات المذكورة -على حد تعبيره، مضيفا أن الأدوية ما تزال توزع كل شهر في إطار نشاط الصيدلية المركزية وبمواعيد مضبوطة ويمكن اقتناؤها من معهد باستور.
تقليص المواعيد الطبية من 18 شهرا إلى 04 أشهر وشهرين مكسب مهمة
ثمن محمد ميراوي مدير الصحة لولاية الجزائر المجهودات المتوصل إليها في إطار تقليص المواعيد الطبية في عدد من المستشفيات ولا سيما مستشفى مصطفى باشا ومركز بيار وماري كوري المختص في مكافحة السرطان حيث أكد أن المواعيد التي كانت تعطى للمريض في مدة 18 شهرا تقلصت وتراجعت إلى 04 أشهر وشهرين خاصة في العلاجات الكيمائية.
وأوضح الضيف بأن المتعارف عليه الآن هو أن المريض بإمكانه بعد تشخيص المرض مباشرة الاستفادة من العلاج الفوري سيما مع فتح الوزارة الوصية مراكز إضافية عبر الوطن لمعالجة مختلف أنواع السرطانات.
الحالة الاجتماعية لعمال قطاع الصحة أحسن من قطاعات أخرى
وصف محمد ميراوي مدير الصحة لولاية الجزائر الحالة الاجتماعية للأطباء العاملين في قطاع الصحة بالأحسن إذ ما تمت مقارنتها بقطاعات أخرى في إشارة للسلم الوظيف العمومي، مشددا على مواصلة إستراتجية تكوين الأجيال بما يتماشى واحتياجات القطاع .
وجاء تصريح الضيف ردا عن سؤال يتعلق بهجرة الأدمغة في قطاع الصحة ولا سيما في بعض المراكز الاستشفائية نحو بعض الدول الأوروبية ولا سيما فرنسا التي أصبحت تستثمر في الكفاءة البشرية الجزائرية حيث أكد بأن هجرة الكفاءات بشكل عام تعود للمبادئ المرتبطة ارتباطا مباشرا بالقناعات وبالطموحات لكل شخص يعمل داخل القطاع نافيا وجود الظاهرة داخل المستشفيات بالعاصمة.
التقرب من المواطن وتشجيع الصحة الجوارية من أولويات مديرية الصحة لولاية الجزائر
أفاد مدير الصحة العمومية لولاية الجزائر محمد ميراوي أثناء نزوله ضيفا بمنتدى الموعد اليومي أن قطاع الصحة لولاية الجزائر العاصمة يحتوي على 05 مراكز استشفائية جامعية، 12 مؤسسة استشفائية متخصصة، 08 مؤسسات عمومية استشفائية و29 مؤسسة استشفائية خاصة.
وأضاف المتحدث أن بولاية الجزائر العاصمة 85 عيادة متعددة الخدمات من بينها 40 عيادة تشتغل 24 على 24 ساعة والبقية تشتغل من الثامنة صباحا إلى الثامنة مساء، مشيرا إلى تواجد 162 قاعة علاج. كما ذكر المسؤول نفسه أن عدد الأسرة المتواجدة على مستوى العاصمة هي 8147 سرير من بينها 7375 سرير بمؤسسات الصحة العمومية و772 سرير بالقطاع الصحي الخاص أي بما يعني سرير لكل 418 مواطن وعيادة متعددة الخدمات لـ 40000 مواطن وقاعة علاج لـ21000 مواطن، موضحا في السياق ذاته أن مديرية الصحة العمومية لولاية الجزائر تعتمد أكثر على الصحة الجوارية وعلى امتصاص كل المتوافدين من الولايات الداخلية الأخرى إلى المراكز الجامعية والمؤسسات الاستشفائية للعاصمة، كون أن ولاية الجزائر هي قطب لكل الولايات والمرضى المتوافدين من شتى المدن والقرى.
وأبرز مدير الصحة محمد ميراوي أن من بين الأولويات التي سطرتها مديرية الصحة لولاية الجزائر ضمن الإستراتيجية الوطنية هو التقرب من المواطن وتشجيع الصحة الجوارية.
وصرح المصدر نفسه أنه تم خلال سنة 2016 المنصرم الكشف عن حوالي 340000 مواطن تم فحصهم على مستوى العيادات المتعددة الخدمات كما تم إخراج الفحوصات المختصة نحو العيادات المتعددة الخدمات بغرض تخفيف الضغط على المؤسسات الاستشفائية حتى تكون هذه الأخيرة -على حد تعبير مدير الصحة لولاية الجزائر- قادرة على تقديم علاج ذي مستوى عالي. وأضاف أيضا أن بالولاية الاستشفاء المنزلي، مدققا بأنه يوجد 3 مؤسسات تقوم بهذا العلاج على مستوى المركز الجامعي لباب الوادي والمؤسسة الاستشفائية للابيار والمؤسسة الاستشفائية لزرالدة، كما تم -يؤكد ميراوي- خلال سنة 2016 التكفل بـ690 مريض على مستوى منازلهم وأغلبهم مسنون أو لديهم عاهة لا تسمح لهم بالتنقل إلى المؤسسات الاستشفائية، ضف إلى ذلك يقول مدير الصحة لولاية الجزائر أن هناك مشروع توسيع هذا النشاط إلى مركز بيار وماري كوري وكذا المؤسسة الاستشفائية لرويبة في سنة 2017 الجارية.
التفتيش والرقابة والتحقيق من صلاحيات مديرية الصحة
أكد مدير الصحة العمومية لولاية الجزائر محمد ميراوي أن إستراتيجية مديرية الصحة لولاية الجزائر تدخل ضمن الإستراتيجية الوطنية وسياسة وزارة الصحة والسكان واستصلاح المستشفيات التي يشرف عليها وزير الصحة والسكان واستصلاح المستشفيات، كاشفا أن مديرية الصحة بولاية الجزائر تعمل جاهدة على تحسين الوضع الصحي بالولاية وذلك بتكثيف عمليات التفتيش والرقابة على مدار السنة.
وأشار محمد ميراوي على أن مديرية الصحة العمومية لولاية الجزائر قامت بتنفيذ 1526 عملية تفتيش على مستوى المؤسسات العمومية والمؤسسات الصحية الخاصة ومن خلالها -يقول ميراوي- تم اتخاذ إجراءات تمثلت في 24 حالة إغلاق و31 حالة توقيف مؤقت و17 حالة إعذار كانت نتيجة الإهمال والتزوير في الوصفات الطبية.