نياسين الماضي

نياسين الماضي

يا نياسين الماضي

استفيقي

جمالُ ذكراك

ينبعثُ عطراً من حريقي

أيُّ حنين إليكِ

يجعل الماضي صديقي

وأنا المثكولُ

أنا المفجوعُ

أنا النرجسٌ من دون رحيقي

تلعقُ الروحُ ذِكراكِ

فيتشدق بالحلا كل ريقي

أيُّ عمرٍ عشتُه من جنة

باتَ حُلماً يؤرق أرقي

ورداءٌ ضمني وهاجري

نسجته بخيوطٍ

من حبٍّ تقي

كم اختارتْنَا الأمثالُ

أمثالاً لها

في الحب في الهيام

في العشقِ

يا نياسين

في بحر غيابي

لا تغوصي أبداً

لا تغرقي

فقدتُ مجذاف حبيبٍ

حبُّه الصادق شطي

شراعي وزورقي

مِرود الوحدةُ كحلَ الثواني

وتبهرج العمر

بألوان الأرقِ

ملامح الخريف

ولجت الوجوه

في ناظري في حدقي

ما عاد الأمل

ينبض لا في الصميم

ولا في الخفق

وتاهت عن الألوان

لوحتي

خزانتي

وعقيقي

يا أجفان السكينة

على فجري أطبقي

وعلى غسقي

هاج الليل

على بحر العمر

وأغرق الجمال

حتى على الورق

احتارُ أي الروافد

يسقي سكوني ويروي تدفقي

وكل خطواتي تقصد طيفك

في السُّبل والمنعطفات والطُرق

يا قلب لِمَ أنينك يختنق

في الصوت والنفس والحلق

صدر الفضاء من زفرات

أناتي استفحل في الضيق

عدْ إليَّ هيا نسيماً

يلتحفُ ورقي وينثرُ عَبقي

الوجدُ جبّارٌ

و َودُك للنجاةِ مرساتي وطوقي

يا عبثية الموتِ هلمي

روحي تشتهيك

من بين الخلائق والخلقِ

 

نرجس عمران/ سورية