“نُوتات بَكماء”

“نُوتات بَكماء”

أحملُ قيثاراً..
لا لأعزف..
بل لأجمع نُوتات
خلَّفها العازف على أوتارِهَا..
فلا أفهمُ منها سوى رجعِ الأوتار،
لجهلي بما أخفى الساحر مِن أسرارِهَا..

أحملُ ميكرفوناً، لا لأغنِّي..
بل لأراود كلماتٍ
ترتجفُ مُبدية اِحتضارَهَا..
فلا أسمعُ منها سوى صراخٍ وأنينٍ،
لم أكن أدري أنَّ أحزان السماء أمطارُهَا..

يا أيُّها اللحنُ
السابحُ في عروقي،
أيَّتُها الموسيقى
الراقصةُ على دقَّات خُفوقي،
يا أيُّها الشِعرُ
المعتكفُ حِبري،
خلِّص لوعَتِي مِن قيدِ صبري،
رُدَّ عليَّ شمعة أُنسي
التي طال اِنتظارُهَا..
ردَّ عليَّ خصلاتَ شَعرٍ فاحمٍ،
ردَّ عليَّ عِطرا يُعانقني،
وأنفاسا تُطوِّقني،
.. وقُبلةً شِتوية،
أمام صنمِ كبريائي كان اِنتحارُهَا..

 

بقلم: رؤوف بن الجودي/ العاصمة