الرئيسية / منبر القراء / هل تراه سراب

هل تراه سراب

ترى هذه يدي تلوّح للمعنى:

وداعا..

إلى غدِ..

أم أنِّي أرى لا شيء

ثم أحسه تشكّل شيئا

صارَ عينا يروعني مداها

كأني أرنبٌ عبر غابة الجنون

تؤازيه ذئابُ التبدُّدِ

أهذا فراشي؟

أم تراه سفينة تسير إلى الكابوسِ

تشعل ماءه ارتيابا

أهذي غرفتي؟

ذاك مكتبي اللعين؟

أهذا مرسمي؟

أم كأنما الوجودُ وجودي والتواجد ليس لي

أذلك وجهي؟

أمْ جريحُ كآبةٍ أبادتْ صباهُ

واحتمالَ التجدُّدِ

أذلك صوتي؟

لستُ أدري..

لعلّه عويلُ إلهٍ ماتَ في غير موعدِ

تشرَّدَ صمتي

ثم إنَّ رزانتي استحالتْ خيولا من ضجيج التشرّدِ

قد احتلَّ قلبي كائن من توجّس

مخيفٌ

عنيفٌ

صارخٌ

متأجّجٌ

وقلبيَ طفلٌ روحه من هشاشةِ الأماني

بريء

طيّبُ الخطوِ

جامحٌ

شقيٌّ يربِّي الطير في عشِّ نبضهِ

ولكنَّ نبضا راكضا خاننا معا

وأشعلَ شكًّا لا ينامُ

وثورةً تغني بكاءَ الروحِ

يصبح شعبها الملايين فردًا

يختفي في التوحّدِ

أهذا أنا؟

يا سرُّ تعرفُ أنني حفيدُ دراويشِ الجمالِ

وأنني صديق الخطايا

والنوايا

وربها

وأن عروقي بيتُ نارٍ ومسجد

وأنيَ شيطانٌ يخبئ داخلي ملاكا

وأنّي اللهُ..

لكنّ صورتي امّحتْ

أينَ عمري،

أينَ صبح طفولتي؟

حروفي؟

وأمي؟

أين أمي

وإخوتي؟

تبدّدْتُ

تقاطرتُ

قطرةً.. قطرةً

في نهر الحبيبة

ولن أعود..

 

محمد الأمين سعيدي/ النعامة

الرابط