هل تعلم؟… ما هو مفتاح النفاق ؟

هل تعلم؟… ما هو مفتاح النفاق ؟

الكذب هو مفتاح النفاق وأساسه، وهو من أخص صفات الأراذل من الخلق، لا يستوطن إلا في النفوس العقيمة والأرواح السقيمة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان” متفق عليه. قال تعالى: ” وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ” البقرة: 8 – 10.وللوقاية من هذه الآفة يجب علينا ما يلي :

– الاستعانة بالله عز وجل: وذلك بسؤاله الإعانة والتسديد والتوفيق، تضرّعْ إلى الله تعالى أن يَمُنّ عليك بلسان صادق لا يَكذب، وقد كان من دعاء إبراهيم عليه السلام فيما قال الله تعالى عنه: ” وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ” الشعراء: 84. وعن شَدَّاد بْن أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا أَنْ نَقُولَ: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَأَسْأَلُكَ عَزِيمَةَ الرُشْدِ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ لِسَانًا صَادِقًا، وَقَلْبًا سَلِيمًا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ”. رواه أحمد.

– مراقبة الله واستشعار اطلاعه جلّ وعلا على عباده: فإذا راقب العبدُ ربَّه، واستشعر اطلاعه عليه، واستحضر أنه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد، استحيى من الله أن يسمع منه ما لا يرضيه، فالتزمَ الصدق، وتجنّبَ الكذب. قال سبحانه: ” فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ .

– تعويد النفس على الصدق، وتوطينها عليه: وذلك بأن يتكلف الإنسان الصدق مرة بعد مرة؛ حتى يصبح سجية له وطبعًا، ورحم الله القائل: فمن عوّد لسانه الصدق نطق به، ومن عود لسانه الكذب نطق به، وكل إناء بما فيه ينضح.

– النظر في العواقب: تذكّرْ ما للصدق من فضائل ومَكاسِب ومَحاسِنَ في العاجلة والآجلة؛ لينبعث اللسان إليه ويتحرّاه. واستحضِرْ ما للكذِب من عواقبَ وخيمة ونتائج سيئة في العاجلة والآجلة؛ ليبتعد اللسان عنه ويتجنبه.