هل تعلم؟… ما هي أفضل الأعمال الصالحة ؟

هل تعلم؟… ما هي أفضل الأعمال الصالحة ؟

 

خَلَقَ اللهُ تعالى الخلقَ لعبادته، وأمَرَهم بطاعته، ونهاهم عن معصيته، وافترض عليهم فرائضَ، وأوجب عليه واجبات، ونهاهم عن مُحرَّمات، وسَنَّ لهم سُنناً، وندبهم إلى مُستحبات، ورغَّبهم في ترك مكروهات. والمُسلم بحاجةٍ إلى ما يزيده قُرْباً من ربه تبارك وتعالى، ومن نِعَمِ اللهِ تعالى أنْ كَثُرتْ طُرقُ الخير، وتنوَّعت وتعدَّدت السُّبل المُوصلة إلى الله تعالى، ولكن يُشترط في ذلك الإخلاصُ لله تعالى، والمتابعةُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، و”مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ” رواه البخاري.

إنَّ أفضلَ العبادةِ العملُ على مَرضاةِ الله في كلِّ وقتٍ بما هو مُقتضى ذلك الوقت: فأفضلُ العبادات في وقتِ الجهاد؛ الجهاد، وإنْ أدَّى ذلك إلى ترك الأوراد من صلاة الليل، وصيام النهار، وقراءة القرآن. والأفضلُ في وقت حُضور الضَّيف؛ القيام بحقه، والاشتغال به عن الوِرْدِ المُستحب. والأفضلُ في أوقات السَّحَر؛ الاشتغال بالصلاة والقرآن والدعاء والذِّكر والاستغفار. والأفضلُ في وقت استرشاد الطالب وتعليم الجاهل؛ الإقبال على تعليمه والاشتغال به. والأفضلُ في أوقات الصَّلَوات الخَمْس؛ المبادرةُ إليها في أول الوقت، وأداؤها على أكمل الوجوه. والأفضلُ في أوقات ضرورة المُحتاج؛ إغاثة لَهْفَتِه، والاشتغال بمساعدته بالجَاه أو البدن أو المال. والأفضلُ في وقت قراءة القرآن؛ جَمْعُ القلبِ على تَدبُّره وتَفهُّمه، والعزم على تنفيذ أوامره واجتناب نواهيه، التأدَّب بآدابه. والأفضلُ في وقت مَرَضِ أخيك المُسلمِ أو موته؛ عيادته، وحضور جنازته وتشييعه، وتقديم ذلك على أمورك الخاصة.

فالأفضلُ في كلِّ وقتٍ وحالٍ إيثارُ مرضاةِ الله في ذلك الوقتِ والحالِ، والاشتغالُ بواجبِ ذلك الوقتِ ووَظِيفَتِه ومُقتضاه. وتتفاضل الأعمالُ عند الله تعالى بِتَفاضُلِ ما في القلوب؛ من الإيمان، والإخلاص، والمُتابعةِ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، فليس المقصودُ كثرةَ العمل؛ وإنما المقصود حِفْظُ العملِ الصالح مما يُفسده ويُحبِطه؛ كالرِّياء، والمَنِّ على الله بالعمل، والعُجب به؛ ولذا قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: “لَوْ لَمْ تَكُونُوا تُذْنِبُونَ؛ لَخِفْتُ عَلَيْكُمْ مَا هُوَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ: الْعُجْبَ الْعُجْبَ” رواه البيهقي.