اللسان قد يكون من أعظم أسباب دخول الجنة إذا حفظه صاحبه من السوء، وجعله رطبًا من ذكر الله تعالى. فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ” رواه البخاري. وكما أن اللسان من أعظم أسباب دخول الجنة إذا حفظه صاحبه، فإنه كذلك من أعظم أسباب دخول النار إذا لم يقيده صاحبه بأحكام الشرع، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ فَقَالَ “تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ”. وَسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ فَقَالَ: “”الْفَمُ وَالْفَرْجُ” رواه أحمد. وقد يكون سبب دخول النار كلمة يقولها الإنسان ولا يهتم لها، بل ربما ينساها بعد دقائق، وقد جلبت له شقاء الأبد، وما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، وهذا يبين لنا أهمية الكلمة، ومدى خطر اللسان.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ “إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ” رواه البخاري. لذلك كان أخوف ما يخافه رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على المسلم اللسان، ولم لا وهو الذي يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ. فعَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنِي بِأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ. قَالَ “قُلْ رَبِّيَ اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقِمْ”، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَخْوَفُ مَا تَخَافُ عَلَيَّ؟ فَأَخَذَ بِلِسَانِ نَفْسِهِ ثُمَّ قَالَ “هَذَا” رواه أحمد.