واسيني الأعرج: “اللايكات والتعليقات المادحة ليست نقدا”

واسيني الأعرج: “اللايكات والتعليقات المادحة ليست نقدا”

قال الروائي واسيني الأعرج: “إن حرية الإبداع هي الأساس لدى أي كاتب أو فنان أو مبدع، حيث لا يمكن لأحد أن ينتج عملا إبداعيا وهو ليس حرا”.

وأضاف واسيني أن “الحرية ليست في ما يضمنه القانون فقط، إنما إحساس داخلي بأن الانسان يستطيع أن يكتب دون تخوف، هي عبارة عن نضال يومي، فأنا أؤمن أن الكاتب هو الذي يصنع حريته ومساحته من الكتابة، ولا ينتظر من أحد أن يمنحها له”، مضيفا “الحرية تراكم تاريخي ليست وليدة لحظة، وهي متولدة عن سلسلة من الأزمنة، وأستاذي في الجهد المبذول لتوسيع مساحة الحرية ابن رشد، فالجهد الذي بذله ابن رشد، والصراع الذي كوّن به الكلمة الحرة حتى كاد يدفع حياته ثمنا لذلك، وفي الحلاج الذي أعدم على بوابة بغداد.. وفي ابن المقفع الذي مزق لأنه قال شيئًا لا يجب أن يقال، وأجد نفسي في الفنان التشيلي، فيكتور جارا الذي قطعت أصابعه لأنه يعزف على الجيتار ويغني للحرية، هذه القياسات أنتمي لها انسانيا ليس فقط لأني عربي، لكن عندما أكتب أو أبدع فأنا في داخل تلك المنظومة”.

وحول أهمية ترسيخ الرواية لقيم ومعتقدات أم اكتفائها بتحقيق المتعة الأدبية، ردّ الأعرج قائلا: لا تناقض بين الحالتين، فقد يقرأ الانسان ليستمتع، وإذا لم تمتعني القصة، فقد لا أنهيها، فهذه مسألة مهمة وأساسية، فإنما تنشأ القيم داخل المتعة، وربما تقنعني شخصية أو وجهة نظر أشعر أنها تتحدث عني، فالنصوص العظيمة هي التي تدخلنا في مسارها وتشعرنا بأن شيئًا منا موجود داخل هذه الرواية، ليس بالضرورة أن يكون حرفيا ولكن شيئا انسانيا، لذلك فالرواية ليست أمرا سهلا، بل هي أمر معقد ومهم جدا للكاتب والقارئ الذي يعد أساسيا ويمثل الفاعلية”.

وبخصوص عالم الرواية وعلاقته بوسائل التواصل الاجتماعي وسرب بعض ممن لا يملكون الأدوات الكافية إليها، قال واسيني الأعرج: “إن هذا الأمر مرتبط بدمقرطة وسائل التواصل الاجتماعي، فدمقرطة تلك الوسائل لا يمكن مراقبتها، فمن حق الناس التعبير عن آرائهم، إلا أن الظاهرة الأدبية ليست بسيطة، فبعضهم يكتب نصا قد يكون نصا لطيفا لكنه لا يشكل رواية، ويبني عليه ببعض اللايكات وتعليقات الثناء المادحة، وهذه الأشياء غالبا لا تصنع أدبا بل تصنع علاقات بين الناس، لكن الأدب حالة روائية ومسؤولية، والقارئ هو الذي يفصل في الأمر، فلا يمكن منع الناس من الكتابة، لكن على النقد ألا يظل منفصلا، وأن يأخذ المسألة بعين الاعتبار”.

وأردف الروائي قائلا:”ليست مهمة الكاتب ولا الشاب الذي يريد التعبير ويظن حاله أنه أصبح روائيا فجأة، فنحن نعيش زمن الرواية كما يقول د. جابر عصفور، اتركوه يقول وللقارئ والناقد دورهم وكلمتهم، والشاب الذي يضع هذا اللايك قد يكون قارئًا، ولكن في بعض الأحيان أتفاجأ من بعض اللايكات حين أضع نصا يحتاج مثلا 5 أو 10 دقائق وبمجرد وضعه يكون هناك لايكات، فكيف وضع هذا اللايك؟ هذا يعني أنه لم يقرأ، لذلك لا يسعدني هذا اللايك خاصة أنني بعد 10 دقائق أفترض أنه قرأ النص وهذا ما يسعدني”.

وفي حديثه عن النقد وكيفية تقبله، يقول واسيني الأعرج إنه: “حين يكون الشخص شابا صغيرا، قد تكون ردة فعله سريعة وقد لا يقبل ذلك النقد مطلقا ولكن هذا سيتغير حتما مع الزمن، فهناك آراء تختلف وآراء تحسد، وآراء تصفي حسابات، وأخرى نقدية من خلال النقاش والتوضيح، ويجب التفريق بين تلك العينات المختلفة عن بعضها البعض”.