خواطر دعوية  

وداعا رمضان

وداعا رمضان

ها هو رمضان يوشك على الرحيل، يُعْلنُ فينا أنَّ كلَّ شيءٍ إلى فوات، وكلَّ جمْعٍ إلى شتات، وكلَّ حَيٍّ إلى مَوات، وأنَّ الله عز وجل يجمعُ الناس كلَّ الناس ليومٍ لا ريبَ فيه؛ ” رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ” آل عمران: 9. يوشكُ رمضان على الرحيل وقد ضربَ الله عز وجل لنا طريقًا إليه نسلكُه، ونتعبَّدُ إلى الله فيه؛ ” وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ” الأنعام: 153. فمن كان يعبدُ رمضان، فإنَّ رمضان يوشكُ على الانتهاء، ومَن كانَ يعبدُ الله، فإنَّ اللهَ حَيٌّ لا يموت؛ ” مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ” النحل: 96. الذين صبروا على الطاعة، صبروا على العبادة، صبروا على الصيام، صبروا على القيام، صبروا على تلاوة القرآن، صبروا لا صبر الاستسلام، إنما صبرُ الاستعلاء، لا صبر القعود، إنما صبرُ النهوض، لا صبر الخمول والكسل، إنما صبرُ النشاط والعمل؛ ” قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ” الزمر: 10؛ أي: يغرفُ لهم من الحسنات غرْفًا.  قال تعالى ” فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ” هود : 112، اسْتقمْ كما أُمِرْتَ، إنها الأمانة، إنَّه طريقٌ طويل، وعبادات مُستمرَّة، تعبدُ ربَّك ليس في المسجد فقط، وليس اليوم فقط، وإنَّما في كلِّ مكانٍ تطؤه بقدمك، وتحياه بروحك، لا يصحُّ أنْ ننتقيَ من العبادات فنأخذ ونترك، وإنَّما الإسلام منهجُ حياة شاملٌ لكلِّ زمانٍ وكلِّ مكان؛ “أفتؤمنون بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ” البقرة: 85.

من موقع وزارة الشؤون الدينية