نحن كمسلمين عندما نتبنَّى أيَّ مشروع تنموي بنَّاء، ننطلق دائمًا من منطلق ديننا الحنيف، وفيه من المرغبات والمحفِّزات والخيارات التي تَنهض بالنَّفس وترتفع بها إلى ذُرى العُلا والمجد، ما لا توجد عند غيرنا، وقد كنَّا رُوَّاد النهضة في كافَّة ميادينها، ولكن يلزمنا القراءة المنهجية الصحيحة والواعية، بعيدًا عن التأوُّلات الخاطئة للنصوص، وأن نُدرك رُوح الثقة وإحياء العزيمة، وتقوية النفس التي تبعثها هذه النصوص الشرعية في نفوسنا، وأُعطيك مثالاً لذلك قوله صلى الله عليه وسلم “إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فَسِيلة، فإنِ استطاع ألا يقوم حتى يغرسها، فليغرسها” رواه أحمد.
أليس هذا يعطي المرءَ شحنة وعزيمة أن يبدأ بمباشرة الفعل، مهما كان المجتمع من حوْله يعيش لحظة اضطراب وتأزُّمٍ؟! ولكن العاجز المتمني سيقول: وما الفائدة مِن غرْسها إذا كانت أحداث القيامة ستقوض سوقها بعد لحظات من غرسها؟! نعم سيكون كلامك صحيحًا إذا نحن قد سيْطَر علينا اليأس وتمكَّن منَّا، ولكن غيرنا يفهم من هذا أنَّ المبادرة لبناء أيِّ ذات ينبغي أن تنطلق؛ سواء كانت الأمور مهيَّأة، أو متأزِّمة؛ لأنَّ الله تعالى يقول: ” وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ” التوبة: 105، فأنت مكلَّف بأن تبدأَ ولستَ مكلَّفًا بالنتيجة، وهنا تكمن مشكلة أخرى من معوقات بناء الذات، وهي النظر للنتيجة قبل البداية.
ليس صعبًا أن تبني ذاتك، وليس معجزة أيضًا، إنما هي عملية سهلة عند أُولي العزْم من الرجال، وصعبة وشاقة عند أُولي الكسل والأماني، وكل ما عليك هو:
- أن تستعين بالله عز وجل وأن يعلمَ فيك الصدق والعزيمة؛ “الصِّلة بالله”.
- أن تخطِّط جيدًا لعملية البناء؛ “التخطيط”.
- أن تبدأ بأفضل ما عندك من قُدرات وإمكانات، وتوظِّفها توظيفًا صحيحًا؛ “معرفة شخصيَّتك”.
- أن تجدَ بيئة محفِّزة ومقوِّية لعزيمتك؛ “الخيارات المتاحة”.
- أن تتحلَّى بالصبر والإصرار؛ “العزيمة”.