الجزائر- جدد رئيس المجلس الشعبي الوطني د. محمد العربي ولد خليفة، الثلاثاء، بالجزائر العاصمة، تحذيره من خطر الإرهاب وانعكاساته في تفكيك الدول والبلدان، كما ذكر بمشروع المصالحة الوطنية الذي تبناه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والذي أصبح الآن مرجعا مهما للدول التي تعاني من تجارب مماثلة.
وحذر د. محمد العربي ولد خليفة، لدى إجرائه محادثات مع نائب رئيس جمهورية الهند محمد حميد أنصاري الذي يزور الجزائر على رأس وفد هام، من خطر الإرهاب الذي يسعى إلى تفكيك الدول والشعوب، كما ذكر بما عاشته الجزائر من محن بسبب هذه الآفة خلال سنوات التسعينات، مؤكدا في الوقت ذاته بأن مشروع المصالحة الوطنية الذي بادر به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد أتت ثماره وجنب الشعب الجزائري خطر الانقسام حتى صار مرجعا للدول التي تعاني من تجارب مماثلة.
كما أكد رئيس المجلس أن الجزائر والهند تجمعهما علاقات قديمة قابلة للتوسع والتطور بفضل التشاور الديبلوماسي ورفع نسق التعاون في المجالات المختلفة، مضيفا أن الجزائر بعد تطبيقها إصلاحات سياسية واقتصادية، باتت توفر مناخا محفزا على الاستثمار وهو ما من شأنه أن يختصر المسافات بين البلدين، ودعا ولد خليفة إلى ترقية التعاون بين الجزائر والهند لاسيما في مجالات الصيدلة والفلاحة والأبحاث الفضائية وكذا تكنولوجيات الإعلام والاتصال، موضحا بأن التعاون في هذه المجالات سيعزز العلاقات الثنائية وسينعشها بما يعود بالفائدة على البلدين والشعبين.
وفيما يخص الشأن الدولي، خاصة قضايا تقرير المصير، أكد ولد خليفة أن الجزائر تدعو إلى إيجاد حل عادل للنزاع بين المغرب وجبهة البوليزاريو على أساس القرارات الأممية ذات الصلة، مشددا على أن قضية الصحراء الغربية تختلف تماما عن مسألة إقليم كشمير، في حين أشار إلى المقاربة الجزائرية لحل الأزمات بالحوار والطرق السلمية ورفض استخدام العنف ونبذ التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول.
من جانبه، أكد نائب الرئيس الهندي بأن الوقت قد حان لكي ينظر البلدان في سبل تحقيق مصالحهما عبر التعاون الثنائي، وأضاف بأن الهدف الرئيسي لزيارته إلى الجزائر هو إعطاء دفع قوي لهذه العلاقات وإنعاشها حتى يرتقي التعاون بينهما إلى المستوى المطلوب.
وأوضح أنصاري أن البلدين يمكنهما أن يطورا علاقاتهما لاسيما في مجال الفلاحة والبيئة والتعاون الفضائي والاستخدام السلمي للطاقة الذرية والأمن. وقال بأنه سيعمل على أن تكون هناك مستقبلا زيارات لوفود هندية على المستوى الوزاري أو الفني لبحث ما يمكن القيام به في هذه المجالات، كما أكد أن بلاده تؤيد إيجاد حل سلمي للنزاع في الصحراء الغربية الذي يختلف تماما عن مسألة كشمير، موضحا بأن بلاده كانت دائما تدعو إلى صياغة اتفاق دولي لمواجهة الإرهاب مهما كانت الأشكال التي يتخذها.