وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ

وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ

قال عز وجل “وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا” النساء: 1.
و في حديثِ عبد الله بن سلام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أوَّلَ مقامٍ بالمدينة: “أيها الناس! أفشُوا السلامَ، وأطعِموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصلُّوا بالليل والناسُ نِيام؛ تدخُلُوا الجنةَ بسلامٍ” رواه البخاري. لقد تهاون الكثير من الناس بصلة الرحم وقاطعوها كثيرا وقد يكون سبب القطيعة سبب تافه. فكم نسمع من إخوان تقاطعوا سنوات طويلة لا يسلّم أحدهم على الآخر ولمّات مات أحدهم جاء الآخر إلى جنازته ينكبّ عليها باكيا ويطلب العفو متندما على ما حصل وهل ينفع البكاء والندم بعد فوات الأوان، يكفي عقوبة أن المتقاطِعًين لا يقبل الله عملهما حتى يصطلحا وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن أعمالَ بني آدمَ تُعرضُ كلَّ خميسٍ ليلة الجُمعة، فلا يُقبَلُ عملُ قاطِعِ رَحِمٍ” رواه أحمد.

فقد يصوم رمضان ويقوم ليلة القدر ويحج ويصوم يوم عرفة والبيض وسائر النوافل وكلما رُفِع له عمل لا يقبله الله وقال لملائكته انظروا هذين حتى يصطلحا فكيف إذا مات أحدهما ولم يصطلحا ما الذي سيجنيانه من هذه القطيعة إلا رضى الشيطان وفرحه بما حققه من تقاطعهما، فيا أيها الأرحام المتقاطعة تسامحوا من هذه اللحظة وتعانقوا وانسوا خلافاتكم وارموها وراء ظهوركم وكل منكم يعتبر نفسه هو المخطئ والمسيء, واطلب العفو من أخيك قبل أن يفقد أحدكم الآخر فما ألذ الأخوة الصادقة التي تملؤها المحبة  واحذروا من عقوبة الله التي أعدها للقاطع. وقال النبي صلى الله عليه وسلم “ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم” صححه الألباني. فعلى كل قاطع أن يراجع نفسه من الآن، فالدنيا لا تدوم والعمر قصير فقد يصبح الإنسان صحيحاً ويمسي في قبره فاقد لأحبابه. فلنتق الله ونصل أرحامنا عل الله أن يحسن خاتمتنا.

 

من موقع وزارة الشؤون الدينية