– إنَّ حفظ القرآن وتعلُّمه خيرٌ من متاع الدنيا؛ فحين يَفرح الناس بالدرهم والدينار، ويَحوزونهما إلى رِحالهم، فإن حافظ القرآن وقارئَه، يَظفر بخيرٍ من ذلك وأبقى، فها هو صلى الله عليه وسلم يَخاطب أهل الصُّفَّة قائلاً: “أيُّكم يحبُّ أن يغدو كلَّ يوم إلى بُطحان، أو إلى العقيق، فيأتي منه بناقتين كَوْماوَيْن في غير إثمٍ ولا قَطْع رَحمٍ؟”، فقالوا: يا رسول الله، نحب ذلك، قال: “أفلا يَغدو أحدُكم إلى المسجد، فيَعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خيرٌ له من ناقتين، وثلاث خيرٌ له من ثلاث، وأربع خيرٌ له من أربع، ومن أعدادهنَّ من الإبل” مسلم.
– في حفظ القرآن رِفعة في الدنيا والآخرة ونجاة من النار؛ “إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا، ويضع به آخرين” مسلم. وحين يدخل المؤمنون الجنة، فإن حافظ القرآن يعلو غيره، وتعلو منزلته؛ فعن عبد الله بن عمرو بن العاص: “يُقال لصاحب القرآن: اقرَأ وارقَ ورتِّلْ، كما كنت ترتِّل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرَأ بها” الترمذي.
– حافظ القرآن مع السَّفرة الكرام البَررة؛ “مثَلُ الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له، مع السَّفرة الكِرام البَررة، ومثل الذي يقرَأ وهو يتعاهَده وهو عليه شديد، فله أجران”.
– حافظ القرآن أكثرُ الناس تلاوة له غالبًا، فهو لن يَحفظه حتى يُكرِّره كثيرًا، ولا يَثبت حفظه إلاَّ بالمراجعة المستمرة، وقد عَلِمنا أنَّ في تلاوة الحرف من كتاب الله عشر حسنات.
– إنَّ حافظ القرآن الكريم يستطيع التلاوة في جميع أحواله، فهو يقرأ ماشيًا ومُضطجعًا، ويقرأ وهو يعمل بيده، أو يقود سيارته، وفي السفر والحضر، أما غير الحافظ، فلا يُمكنه ذلك مهما حرَص.
– إنَّ حِفظ القرآن زادٌ للخطيب والواعظ، وللمعلِّم والمتكلم، إذا كان يَحفظه فهو بين عينيه تَحضره الأدلة والشواهد، فيَنتقي منها ما يُناسبه بخلاف غير الحافظ؛ حيث يَعسر عليه الوصول إلى موضع الآية، فضلاً عن قراءتها حِفظًا. اللهمَّ ارزقْنا حفظَ كتابك والعملَ به، وتلاوتَه على الوجه الذي يُرضيك عنا.
موقع إسلام أون لاين