رمـضـانُ بـالـخـيرِ العميمِ أتانا
هـو مـنـحـةُ الـرحمنِ في دنيانا
هـو نـفـحـةٌ مـن عند ربك للدنا
تـلـقـى الـوجـودَ إذا أتى مُزدانا
خـيـرُ الـشـهورِ ففيه أفضلُ ليلةٍ
اللهُ فــيـهـا نـزَّلَ الـقـرآنـا
فـيـه الـجـنـانُ تـفتحتْ أبوابُها
شـوقـاً وأغـلـقَ ربُـنـا النيرانا
وتـرى الـنفوسَ وقد زكَتْ أخلاقُها
والـخـيـر يـمـلأ أرضَنا وسمانا
شـهـرٌ مـن الـبركاتِ جاءَ يظلُنا
رحـمـاتُ ربـي أنـزلـت تغشانا
اسـمـعْ مـقـالَ اللهِ جـلَّ جـلالُه
أقـوالُـه جـاءتْ لـنـا تـبـيانا
كـتـبَ الـصـيـامُ عليكمو فلعلكمْ
بـالـصـومِ يـومـاً تـبلغونَ تقانا
واللهُ في أي الـصـيـامِ يـدلُـنا
أن الإلـهَ سـيـسـتـجـيبُ دعانا
فـإذا سُـئـلتَ أيا «محمدُ» من أنا
فـأنـا الـقـريـبُ أجيبُ من نادانا
“الصومُ نصفُ الصبرِ” قال حبيبُنا
والـصـبـرُ هـذا يـشْطرُ الإيمانا
“الـصومُ جُنَّةُ” من يصومُ وحافظٌ
مـن كـلِّ شيء يـغـضب الديانا
مـن صـامَ هـذا الشهرَ محتسباً له
عـنـد الإلـهِ وقـامَـه إيـمـانـا
غـفـرَ الإلـهُ لـهُ الذنوبَ جميعَها
سـبـحـانَ ربـي راحـماً رحمانا
هـذا ويـفـرحُ كـل من قد صامَه
في هـذه الـدنـيـا ويـوم لـقانا
أعـمـالُـنـا فـيه تضاعفَ أجرُها
سـبـعـيـنَ ضـعـفاً ربُنا أعطانا
جـعـلَ الإلـهُ ثـوابَ نـافـلةٍ به
كـفـريـضـةٍ فيما سوى رمضانا
الـصـومُ لي وأنا الذي أجزي به
سـبـحـان ربـي واهـبـاً مـنانا
فـلـقـد أطـاعوا واستجابوا أمرنا
صـامـوا وقـاموا أرغموا الشيطانا
هـجـروا حظوظ النفس إرضاءً لنا
تـركـوا الـحلالَ وكابدوا الحرمانا
أعـددتُ لـلـصـوَّام عندي جنة ً
الـرَوْحُ فـيـهـا خـالـطَ الريحانا
وخـصـصـتُـهم فيها ببابٍ واحدٍ
مـن أجـلِـهـم سـمـيـتُه الريانا
فـإذا هـمـو دخـلـوه أغلقَ دونهم
رأوا الـنـعـيـمَ بـه هـنا ألوانا
ظمئوا.. وهاهم يرتوون بعطفنا
فـجـزاءُ إحـسـانٍ غـدا إحـسانا
فـكـلـوا هـنيئاً واشربوا أسلفتمو
فـي صـومِ نـافـلةٍ وفي رمضانا
يـأتـي الـصيامُ مع الكتابِ ليشفعا
يـا ربـنـا فـاقـبـلْ إليك رجانا
الـصـوم مـانعهم تناول ما اشتهوا
قـرأوا الـكـتاب وأسهروا الأجفانا
فـيـشَـفَّـعـانِ بـفضلهِ وعطائه
فـازوا هـنـالـك جاوروا الرحمن
خـسـئ العصاةُ المفطرونَ بما جَنَوا
ويـلٌ لـهـم إذْ حـالـفوا الشيطانا
سـتـطـولُ حسرتُهم إذا هم أقبلوا
ورأوا ثـوابَ الـصـائـمين عيانا
يـعـلـو صراخُ المفطرينَ إذا همو
فـي نـارِ ربـي يُـقـذفونَ هوانا
يـا ربَّـنَـا مـا كـانَ هـذا حالُنا
لِـمَ أنـتَ تـحـشـرنا هنا عُميانا
فـيـقـولُ ذكـري جاءكم فنسيتمو
والـيـومَ نـنـسـى كلَّ من ينسانا
فـجـزاءُ سـيـئـةٍ يـكونُ بمثلِها
عـدلُ الإلـهِ لـدى الـخـلائقِ بانا
وجـزاءُ إحـسـانٍ يـكونُ مضاعفاً
اللهُ بـالـفـضـل الـعـظيم حبانا
فـاهـنأ بشهرِ الصومِ واعملْ صالحاً
مـنْ قـبـلِ تـأتـي خـائفاً ظمآنا
واحـفـظْ لـسانَك لا تقلْ زوراً به
واحـفـظْ عـيـونَك واحفظِ الأذان
لا تـنـطـقـنَّ بغيبةٍ.. لا تنظرنَّ
لـسـوءةٍ قـم واسـمـعِ الـقرآنا
والـبـسْ ثـيـابَ العزَّ أنت بطاعةٍ
مـن قـبـلِ أن تـأتي أخي عُريانا
واذرفْ دموعَ الخوفِ من ربِّ الورى
حـتـى تـلاقـى في الحساب أمانا
يـا رب وفـقـنـا لـخـير عبادةٍ
يـا رب نـرجـو مـن لدنك حنانا
ولـتـمـحُ يـا ربَّ الورى أخطاءنا
واغـفـرْ لـنـا يـا ربـنا ما كانا
يـا رب فـاقبل من عبيدِكَ صومَهم
وكـذا الـصـلاةَ.. وثـقلِ الميزانا
يـا رب واجـعـلهم بفضلك في غدٍ
فـوقَ الأرائِـك سـيـدي إخـوانا
وعـلـى الأسرةِ في الجنان جلوسُهم
لا يـعـرفـون هـنـالِك الأحزانا
لا يـعـرفـون الـغـلَّ فيما بينهم
فـلـقـد مـحـوتَ إلهَنا الأضغانا
يـا رب أحـدقـتِ المصائبُ حولَنا
بـكَ أنـتَ ربـي نـسـتعيد قوانا
نـارُ الـقـطـيعةِ أحرقت ما بيننا
يـا رب فـامـحُ بـفضلك الهجرانا
يـا رب أمـتُـنـا بـعـينكَ سيدي
يـا رب فـاكـشفْ عنهمو الخذلانا
يـا رب وانـصـرنـا على أعدائنا
يـا رب فـرجْ هـمَـنـا وأسـانا
الشاعر غربي طلعت