الجزائر- قلّلت جلّ الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات المحلية الأخيرة، خاصة المعارضة منها، من نزاهة العملية الانتخابية، وراحت تبرر “فشلها” بالتزوير المنتهج من طرف “جهات نافذة”.
تعوّدت عديد الأحزاب السياسية عند كل موعد انتخابي في الجزائر التشكيك في النتائج المترتبة عنه والاتهام بالتزوير والتقليل من نزاهة العملية الانتخابية، في وقت تتغاضى فيه عن القيام بدراسة أعمق لإحصاء أسباب فشلها ومحاولة تجنبها مستقبلا.
والغريب في أمر هذه الأحزاب أنها كثيرا ما تتهم “السلطة” وتندد بالتزوير قبل انتهاء العملية الانتخابية أو بدايتها أصلا، حيث تسارع إلى التشكيك فيها والتقليل من نزاهتها لتبرير فشلها.
حتى الولاة ورؤساء الدوائر والبلديات لم يسلموا من اتهامات هذه الأحزاب لهم بالانحياز لأحزاب الموالاة وتنفيذ أجنداتها، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك عندما أكدت أن بعضا من الولاة ورؤساء الدوائر تحولوا إلى مسؤولي قسمات ومحافظي أحزاب لضمان فوزهم في الاستحقاقات، وهي كلها اتهامات تبقى من دون أدلة.
عدّد أسباب تقهقر الإسلاميين في الانتخابات الأخيرة..فاتح ربيعي لـ”الموعد اليومي”:
ازدواجية الخطاب والتناقض في المواقف عجلا بفشل بعض الأحزاب
أكد القيادي والأمين العام السابق في حزب النهضة، فاتح ربيعي، أنه من بين أسباب فشل بعض الأحزاب السياسية أنها دائما ما تتحدث عن التزوير وعدم نزاهة الانتخابات، لكنها في المقابل تكون أول المشاركين فيها، مؤكدا أن ازدواجية الخطاب والتناقض في المواقف عجلا في تقهقرها ونفور المناضلين منها.
وأوضح ربيعي في اتصال هاتفي مع “الموعد اليومي” أنه حقيقة قد تشوب العملية الانتخابية بعض التجاوزات والخروقات لكن لا ينبغي على الأحزاب تعليق فشلها على مشجب التزوير فقط، مضيفا أن هناك أسبابا ودوافع أخرى للإخفاق بعيدة عن التزوير لا بد من النظر فيها ومراجعتها بدل التحجج دائما بالتزوير.
ودعا الأمين العام السابق في حزب النهضة جميع الأحزاب السياسية بكل أطيافها إلى التعمق في أسباب الفشل وتجاوز العثرات واستخلاص الدروس وتدارك الأخطاء في المواعيد الانتخابية القادمة، مؤكدا أن ذلك خير لها من الاختباء وراء حجة التزوير.
وإضافة إلى ذلك، أحصى ربيعي بعض الأسباب الأخرى التي عجلت بتراجع نتائج الإسلاميين في الانتخابات الأخيرة، حيث حصرها في الخطاب غير المتجدد الذي يركز -بحسبه – على الشعارات بدلا من التركيز على المطالب الحقيقية للمواطن، فضلا عن حالة التشرذم التي بات يعيشها التيار الإسلامي والتي بعثت رسائل قاتلة مفادها أن هذه الأحزاب غير مؤهلة، إضافة إلى عدم الالتفات للانتقادات والنصائح الموجهة من المناضلين والقياديين السابقين.
أدلة ملموسة ستتقدم بها إلى الجهات المعنية..نعيمة صالحي لـ”الموعد اليومي”:
حزبنــــا كـــــان ضحيـــة التزويـــــر
أكدت رئيسة حزب العدل والبيان، نعيمة صالحي، أنه خلال الانتخابات المحلية الأخيرة طغى التزوير في كثير من مراكز الاقتراع عبر كامل التراب الوطني، مضيفة أن حزبها كان من بين ضحايا هذا التزوير.
وأوضحت صالحي في اتصال هاتفي مع “الموعد اليومي” أن حزب العدل والبيان لم يسلم من عملية التزوير التي شابت العملية الانتخابية الأخيرة، مضيفة أن الجميع رأى ما حدث في بعض مراكز الاقتراع ولا أحد يستطيع نكرانه.
واستدلت صالحي في كلامها بما سمّته “المحضر المزوّر” للمجلس الولائي لبرج بوعريريج الذي أحصى 12250 صوت فقط لحزبها في وقت تحصل فيه على 23000 كاملة، مؤكدة أن هذا ما هو إلا عينة صغيرة تثبت التزوير في هذه الاستحقاقات.
وأردفت النائب البرلماني عن ولاية بومرداس أنه من أجل التقليل من التزوير خصّص حزبها مراقبين في كثير من المراكز إلا أنهم تعرضوا للطرد والضرب فضلا عن عدم إشراكهم أثناء عمليات الفرز.
وأضافت رئيسة العدل والبيان أن بحوزتها أدلة أخرى ملموسة طالت صناديق الاقتراع ومست المحاضر الرسمية وتثبت التلاعب بأصوات الناخبين أثناء عمليات الفرز ستتقدم بها إلى الجهات المعنية بما فيها “هيئة دربال” التي قالت بخصوصها إنها “لا حول ولا قوة لها”.
قال إن النتائج التي تحصل عليها حزب العمال لا تعبر عن الواقع..تاعزيبت لـ”الموعد اليومي”:
الانتخـــابـــات في الجزائــــر لم تكن يومـــا نظيــــفة
اعتبر القيادي في حزب العمال رمضان تاعزيبت، أن النتائج التي تحصل عليها الحزب في المحليات الأخيرة لا تمت للواقع بصلة، مؤكدا أن حزبه طالته أيدي التزوير وسيناضل من أجل استرجاع حقه.
وأوضح تاعزيبت في اتصال هاتفي مع “الموعد اليومي” أن الجميع مقتنع بأن الانتخابات في الجزائر ملطخة ولم تكن يوما نظيفة، مؤكدا أن حزب العمال يحتفظ بأدلة دامغة وملموسة تؤكد التزوير في المحليات الأخيرة سيتقدم بها خلال الـ72 ساعة الجارية للمجلس الدستوري و “هيئة دربال” رغم اقتناعه بضعف هذه الأخيرة.
وعن نوعية الأدلة التي يحتفظ بها الحزب، أكد المتحدث أنه إضافة إلى المساس بصناديق الاقتراع والمحاضر الرسمية ومنع المراقبين من تأدية مهامهم، فإنه ثبت أيضا استخدام المال الفاسد وشراء الذمم يوم الاقتراع.