قال إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل إبادة الشعب الفلسطيني والموقف العربي يفاقم معاناته

يوسف حمدان لـ”الموعد اليومي”: صمود الشعب الفلسطيني لا يزال يتحدى آلة الحرب الإسرائيلية رغم حالة الخذلان التي يعاني منها

يوسف حمدان لـ”الموعد اليومي”: صمود الشعب الفلسطيني لا يزال يتحدى آلة الحرب الإسرائيلية رغم حالة الخذلان التي يعاني منها
  • هدف الاحتلال الأكبر هو القضاء على أي وجود فلسطيني غرب نهر الأردن

  • العدوان الإسرائيلي يمثل عقابا جماعيا للفلسطينيين

  • الأطفال والنساء وكبار السن يُستهدفون قصداً من الاحتلال ولا يمكن أن يكونوا جزءا من أي حرب أو معركة

  • من يراهن على سقوط المقاومة في غزة نقول له إننا لن نرفع الراية البيضاء بل سنواصل الصمود مهما كانت الأثمان

  • الدول العربية تمتلك أوراق ضغط سياسية واقتصادية لكنها لم تستخدمها لإجبار شركاء الاحتلال على وقف دعمهم للكيان

  • دور الجزائر رائد وحيوي في دعم القضية الفلسطينية في المساحة الدبلوماسية


 

في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها الفلسطينيون منذ أكثر من أربعة عشر شهراً، استضاف منتدى “الموعد اليومي” السيد يوسف حمدان، ممثل حركة حماس في الجزائر.

وخلال الحوار، كشف حمدان عن تفاصيل الجرائم الإسرائيلية الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني، وتحدث عن استراتيجيات الاحتلال لشطب الهوية الفلسطينية، وعن الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني وبسالة المقاومة في مواجهة العدوان، كما سلط الضوء على التخاذل الدولي والعجز العربي، مشيدا بالدور الجزائري الثابت في دعم القضية الفلسطينية.

 

إبادة منظمة.. جرائم الاحتلال تتجاوز حدود الإنسانية

أكد الدكتور يوسف حمدان أن الفلسطينيين يتعرضون لحرب إبادة مستمرة منذ أكثر من عام، في أسوأ عدوان شهده العالم الحديث. وأشار إلى أن هذه الحرب الإسرائيلية ليست موجهة فقط ضد غزة، بل تمتد إلى الضفة الغربية وأراضي الداخل الفلسطيني، موضحاً أن الاحتلال يعمل على تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه بالاستهداف المباشر ومصادرة الأراضي وتهويد المقدسات في الضفة والقدس، بينما يواصل في غزة قتل الأطفال والنساء وكبار السن بشكل متعمد، مما يشكل جرائم ضد الإنسانية. كذلك تدمير شامل للبنية التحتية، قصف المنازل والمرافق الصحية والمدارس، واستهداف المستشفيات وطواقم الإسعاف. إضافة إلى حصار خانق ومنع وصول المساعدات الإنسانية من غذاء وأدوية ومياه، من أجل جعل غزة غير قابلة للحياة. وأوضح حمدان، أن الاحتلال يستخدم هذه الوسائل لتحقيق هدف أكبر يتمثل في القضاء على أي وجود فلسطيني غرب نهر الأردن، وهو جزء من مشروع استعماري توسعي يستهدف محو الهوية الفلسطينية بالكامل. وقال حمدان أن “ما يجري ليس ردًا على ما حدث يوم 7 أكتوبر، بل عقاب جماعي للفلسطينيين لأنهم يرفضون الرضوخ والاستسلام للمشروع الصهيوني الذي يستهدف وجودهم وحقهم على أرضهم”، قال حمدان.

 

صمود الشعب الفلسطيني.. المقاومة الأسطورية والتاريخ يشهد

رغم الحصار والتدمير، أكد حمدان أن الشعب الفلسطيني أثبت قدرة هائلة على الصمود في غزة، وعلى الرغم من تكبد الفلسطينيين خسائر فادحة، أظهر الأهالي إصراراً على مواصلة المقاومة. وأشار المتحدث إلى أن الاحتلال، الذي كان يعتقد أن غزة ستنهار سريعاً وجد نفسه أمام مجتمع يرفض الاستسلام، حيث قال “رغم الدمار والمعاناة، لن ترفع غزة الراية البيضاء، نحن شعب عصِّي على الإنكسار”. وأشار حمدان، إلى أن هذا الصمود مستلهم من الثورة الجزائرية المجيدة، التي تعد نموذجاً حديثاً في التضحية والنضال من أجل الحرية واسترداد الحق، وأكد أن المقاومة الفلسطينية تؤمن، كما آمنت الجزائر من قبل، بأن “ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة”.

 

التخاذل العربي والدولي.. عجز صادم أمام الجرائم

وانتقد حمدان بشدة، الموقف العربي الرسمي تجاه ما يتعرض له شعبنا في غزة من مقتلة على يد الاحتلال وحلفاء وشركاء وداعمي الاحتلال، فرغم امتلاك الدول العربية أوراق ضغط سياسية واقتصادية كبيرة، إلا أنها لم تستخدمها للضغط على مصالح الاحتلال ومصالح شركاء الاحتلال لجهة وقف الجرائم المستمرة. وأضاف أن بعض الدول العربية، لجأت إلى التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي رغم رفض الأخير لأي مبادرات سلام تضمن حقوق الفلسطينيين. واعتبر حمدان، أن هذا النهج يهدد الأمن القومي العربي، قائلا: “التطبيع مع الاحتلال ليس فقط خيانة لفلسطين، بل تهديد مباشر لأمن المنطقة العربية بأسرها”. وعلى الصعيد الدولي، انتقد حمدان ازدواجية المعايير التي يتبعها الغرب في التعامل مع القضية الفلسطينية، حيث تسارع لاتخاذ إجراءات وفرض عقوبات على كل من تتهمه بانتهاك القانون الدولي في حين تتعامى عن انتهاكات الاحتلال للقانون الدولي والقانوني الإنساني، بل لا تتورع الإدارة الأمريكية في تعطيل قرارات دولية تدعو لوقف إطلاق نار لأسباب إنسانية وتقف وحيدة في وجه العالم للحيلولة دون تطبيق المقررات الدولية أو اتخاذ أي إجراءات عملية لوقف ما يجري في فلسطين والمنطقة.

 

الجزائر.. يد بيضاء تدعم القضية الفلسطينية

في المقابل، أشاد حمدان بالدور الجزائري، سيما في المساحة الدبلوماسية، معتبراً أن هذا الموقف ينسجم مع هوية الجزائر الثورية والنضالية، وذكر أن الجزائر تقف إلى جانب الحق الفلسطيني في كافة المحافل الدولية، وتعمل على مواصلة فضح جرائم الاحتلال في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وتدعو إلى محاكمة الاحتلال في محكمة العدل الدولية، كما تقوم الجمعيات الخيرية الجزائرية بواجب الدعم الإنساني وتقديم مساعدات للشعب الفلسطيني، ويؤدي الإعلام الجزائري دوراً هاماً في حماية السردية الفلسطينية في مواجهة أساليب التضليل الإعلامي الصهيونية.

 

القضية الفلسطينية قضية أمة بأكملها..

اختتم حمدان حديثه بالتأكيد، على أن القضية الفلسطينية ليست قضية شعب أو أرض فقط، بل هي قضية أمة بأكملها. وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمثل خطرا استراتيجيا يتجاوز حدود فلسطين، حيث يسعى لتنفيذ مشروعه الاستيطاني الذي يمتد “من النيل إلى الفرات”. ودعا حمدان، الحكومات والشعوب العربية والإسلامية، إلى التحرك الفوري لمواجهة الاحتلال، حيث قال: “إذا لم تُهدد مصالح الاحتلال ومصالح شركائه، فسيستمر العدوان. مسؤوليتنا كأمة هي التصدي لهذا الخطر”. وأكد أن الفلسطينيين لن يتخلوا عن حقهم في المقاومة، مشددا على أن الحل الوحيد أمام الاحتلال هو الانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.

 

أمل في المستقبل.. المقاومة سبيل التحرير

برغم التحديات الجسيمة، أبدى حمدان تفاؤله بمستقبل القضية الفلسطينية، وقال إن الشعب الفلسطيني لن يتراجع عن نضاله حتى تحقيق التحرير الكامل. مؤكدا، أنه “كما تحررت الجزائر بعد نضال طويل، سيتحرر الشعب الفلسطيني. الأرض ستعود لأصحابها مهما طال الزمن”.