سينزل الكاتب الجزائري المغترب، ياسمينة خضرا، يوم 15 سبتمبر الجاري، ضيفا مميزا على “دار القصبة” للنشر، حيث سيلتقي بمحبيه في عملية بيع بالإهداء لروايته الجديدة “قلب اللوز”، وهي توليفة من مواضيع إنسانية واجتماعية شتى، منها العلاقات الأسرية والتهميش الاجتماعي، والتعبير عن أحوال الراهن كموقف يرفض إلغاء الذات.
وتدور أحداث الرواية في حي بارباس الشهير بالعاصمة باريس، حيث تلتقي الجاليات والثقافات والأعراق، ليبرز بطلها المدعو “نستور” ذو القامة القصيرة، الذي ترفضه والدته منذ لحظة ولادته، بسبب تشوهه الخلقي، لتتكفل جدته برعايته، ومن ثم بقي مرتبطا بها لا يفارقها، فهي نبع الحنان والحب، علما أنها كانت تعمل معلمة اللغة الفرنسية قبل تقاعدها، لتبقى متكفلة بطلبات نستور، رغم معاشها البسيط. وترعرع بطل الرواية في بيت بسيط لا يبعد كثيرا عن كنيسة “الساكري كور” الشهيرة، وظل هذا الحي مزدحما وصاخبا والحياة فيه صعبة، لكن البطل نستور بقي دوما متفائلا ومصرا على الحياة، لا يكل ولا يمل في البحث عن سبل لتحسين حياته وحياة جدته العزيزة. وتتوالى الأحداث، لتبدأ حالة الجدة الصحية في التدهور، ويزداد الأمر سوءا عندما تصاب ذاكرتها بالاختلال شيئا فشيئا، ما تطلب إدخالها دار رعاية المسنين، ليعيش نستور بفعل هذا التحول المفاجئ، الوحدة والانكسار، ثم تتعقد الأمور أكثر عندما تقرر أم نستور بيع الشقة التي يقيم فيها مع جدته، ليجد نفسه بين ليلة وضحاها، مرميا في الشارع بلا سند ولا مأوى، وهنا ينهار تماما. وكان السلاح الوحيد الذي يملكه نستور لمواجهة هذا الواقع المر، هو الكتابة كتعبير عن ألمه وغضبه، وكملاذ نحو النور والأمل، وهكذا سجل في أوراقه ذكرياته مع جدته الحنون والكلمات التي علمته إياها، مجتهدا في تحويل هذه المأساة الإنسانية إلى إبداع وصمود ورغبة في حياة أفضل، وتنديدا بالقسوة التي سلطت عليه، ليطلق على الكتاب الذي أنجزه عنوان “قلب اللوز”، وهو لقب أطلقه عليه أصدقاؤه العرب في الحي، كناية عن قلبه الطيب وروحه الصافية.
ف.ق