برزت ظاهرة “البودكاست” مؤخرا بشكل كبير، خاصة بين النساء الراغبات في التغيير أو التطوير في مرحلة أولى، ثم تعدى الأمر ذلك، ليصبح متداولا بشكل أثيرت معه الكثير من التساؤلات حول إن كان يمكن لبرنامج لا تتجاوز مدته ساعة ونصف الساعة أن يكون سببا في تغيير حياة سيدة؟ أو ربما تغيير حياة أسرة بأكملها؟.
أكدت الأبحاث الحديثة أن برامج “البودكاست” أسهمت في تغيير حياة كثير من النساء نحو الأفضل، خاصة اللائي يمتلكن الرغبة
والإرادة في التطوير وينقصهم فقط التحفيز، من خلال استكشاف موضوعات وقصص ملهمة لنساء تخطين الواقع الصعب وأخذن خطوة أو خطوات نحو المستقبل.
“البودكاست”.. الاستماع المفيد
لا يقتصر استماع “البودكاست” على فئة دون غيرها، وهو ما تؤكده السيدة “غنية” أم لأربعة أطفال وماكثة في البيت، أنها صارت تستغل الوقت المخصص لأعمال تنظيف المنزل اليومية في الاستماع إلى مجموعة من برامج “البودكاست” الموجهة إلى النساء، وهو ما لم تكن تفعله في الماضي، حيث كانت في البداية تتابع مقاطع ترفيهية أو مسلسلات فاتتها. لكن قبل مدة وبينما كانت تتجول في قنوات اليوتيوب، وجدت العديد من برامج “البودكاست” الموجهة إلى المرأة، فاستمعت لها ووجدت أن نفعها يفوق الخيال، فكان أول ما سمعت هو “بودكاست” عن الاستعداد للأمومة، وآخر عن تطوير الذات والتخطيط والذكاء العاطفي وكيفية إدارة المشاعر.
وتوافقها الرأي السيدة “ليلة” التي قالت إنها اكتشفت برامج “البودكاست” عندما كانت تتصفح موقع الفايسبوك، فقرأت تعليق سيدة على مشكلة طرحتها إحدى المشتركات ونصحتها بمتابعة برنامج “بودكاست” مع ياسر الحزيمي، فأرادت أن تستمع لهذا البودكاست وهكذا صارت متابعة لبرامج البودكاست وهو ما غيّر من نفسيتها وفكرها ورؤيتها للأمور، وأضافت “أسئلة كثيرا ما دارت في عقلي، ثم وجدتني أنخرط في متابعة العديد منها، خاصة تلك التي تناقش تطوير الذات لدى الأمهات، وحقوق الأطفال والأم، وقد وجدت أفكارا وإجابات مقنعة جدا”.
المستمعون إلى “البودكاست” أكثر انفتاحا
وجدت دراسة حديثة، أن الأشخاص الذين يستمعون إلى برامج “البودكاست” هم بشكل عام أكثر انفتاحًا وفضولًا فكريًا وأقل عصبية من أولئك الذين لا يستمعون إليه، حيث طرح باحثو جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا أسئلة على أكثر من 300 مشارك حول عادات الاستماع إلى “البودكاست” وقارنوها بسماتهم الشخصية وأسباب الاستماع.
وحسب ما ذكرته صحيفة “ديي ميل” البريطانية، كتب الباحثون في ورقتهم البحثية: “كما هو متوقع، وجدنا أن الأشخاص الذين كانوا أكثر انفتاحًا على التجربة، وفضول المعرفة، والحاجة إلى الإدراك كانوا أكثر عرضة للاستماع إلى البودكاست”.
وهذا ما يشير إلى أن أولئك الذين يستمعون إلى البودكاست لديهم احتياجات إعلامية أقوى، وتتوافق هذه النتائج مع الأبحاث السابقة التي وجدت أن الانفتاح أو الفضول أو الحاجة إلى الإدراك كان مرتبطًا باستخدام تقنيات جديدة أخرى واستخدام المنصات عبر الأنترنت لأغراض إعلامية.
هذا، وقال الباحثون إنه على عكس توقعاتهم، فإن أولئك الذين استمعوا إلى البودكاست لم يفعلوا ذلك لأسباب تتعلق باليقظة أو بسبب إدمان الهواتف الذكية، وأضافوا: “المشاركون الذين كانوا أكثر احتياجًا للانتماء كانوا أقل احتمالًا للاستماع إلى بودكاست”. وكان الهدف من دراستهم هو فحص الارتباطات بين جوانب الاستماع إلى البودكاست والنتائج النفسية، وطُلب من المشاركين من مجموعة من البلدان إكمال استبيان عبر الأنترنت لتقييم عوامل الشخصية، بما في ذلك الفضول والحاجة إلى الإدراك والحاجة إلى الانتماء والعمر والجنس، وكذلك جوانب الاستماع إلى البودكاست، مثل المقدار والنوع والإعداد والجهاز.
كما نظر في الأسباب المحتملة للاستماع إلى بودكاست، بما في ذلك الاستقلالية والكفاءة والعلاقة والمعنى والوعي وإدمان الهواتف الذكية.
وختم الباحثون بالقول إن الانفتاح على التجربة والفضول القائم على الاهتمامات والحاجة إلى الإدراك يشير بشكل إيجابي للاستماع إلى البودكاست.
ق. م