25 %  من الجزائريين مدمنون على الأنترنت “مواقع التواصل الاجتماعي”… الإدمان الجديد للشباب الجزائري

 25 %  من الجزائريين مدمنون على الأنترنت “مواقع التواصل الاجتماعي”… الإدمان الجديد للشباب الجزائري

يبدو أن الإدمان على استخدام الأنترنت أصبح حقيقة لا مفر منها، ليس في الدول المتقدمة فقط بل في الجزائر أيضا، حيث أظهرت آخر الإحصائيات بأن 25 % من الجزائريين يستخدمون الأنترنت لمدة طويلة جدا.

ونشرت الوكالة الاتصالية الجزائرية 2Pi نتائج دراسة أجرتها على 15 ألف مواطن جزائري على مدى 45 يوما، شارك فيها أشخاص من كافة الفئات ومن جميع الولايات، يبلغون من العمر 13 سنة فما فوق.

وظهر من خلال الدراسة أن نسبة الذين يقضون أقل من ساعة يوميا في تصفح الأنترنت لا يتجاوز 10% فقط، بينما بلغ الذين يقضون أكثر من 5 ساعات في اليوم على الأنترنت 25 %، أما من يقضون بين 4 و5 ساعات على الشبكة فتتجاوز نسبتهم 15 %، وحقق الذين يقضون بين 3 و4 ساعات على الأنترنت 20 %، فيما بلغت نسبة من يقضون أمام أجهزتهم الذكية وحواسيبهم ما بين ساعتين و3 ساعات حوالي 30 % من إجمالي المدروسين.

ويظهر من خلال هذه الأرقام أن الفئة الغالبة تتصفح الأنترنت ما بين ساعتين و3 ساعات يوميا، بينما تبلغ نسبة المدمنين الحقيقيين 25 %، حيث يعتبر التعريف العالمي لإدمان الأنترنت كل شخص يتجاوز عتبة 38 ساعة أسبوعيا من الاستخدام مدمنا حقيقيا، وساعد بالتأكيد انتشار تقنيتي الجيل الرابع والجيل الثالث بالجزائر العديد من المستخدمين على البقاء متصلين بالشبكة طوال اليوم، حيث أظهرت دراسة سابقة أن تقنية الجيل الثالث موجودة في قرابة 100 % من هواتف الجزائريين.

 

فرصة للتعبير عما يخالجهم من مشاعر

فيما أكدت دراسة حديثة أخرى أجراها مجموعة من الخبراء، أن الشباب اليوم باتوا يعزفون عن المخدرات التي فتكت بمستقبلهم لقرون وانشغلوا بمواقع التواصل الاجتماعي، التي وجدوا فيها الفرصة للتعبير أكثر عما يخالجهم من مشاعر، حيث تتيح لهم مثل هذه المواقع كالفايسبوك وتويتر، إنشاء صداقات مع أشخاص كثر فضلا عن التفتح على العالم الخارجي، إذ وفرت لهم كل هذه الأمور الإيجابية طريقا معبدا نحو التقدم والازدهار والبحث دائما عن الأفضل، عوض المخدرات التي كانت تقودهم في ظرف قصير إلى الهلاك، كما أنها لم تنسيهم يوما ما يعانونه، بل كانت السبب وراء تفاقم مشاكلهم وضياع مستقبلهم وتخبطهم في عالم مجهول مليء بكل أنواع المخاطر.

 

تعاطي الأنترنت يخفض نسبة المدمنين على المخدرات

وأضاف الخبراء في نفس السياق أن الشباب اليوم أضحوا يتمكنون من التعبير عن مشاكلهم بطريقة سهلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رجعوا في تحليلهم هذا إلى أن نسبة الجريمة انخفضت بشكل كبير في إنجلترا وويلز منذ عام ونصف العام كبلد طبقت عليها الدراسة، فأصبح شخص واحد فقط من بين خمسة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 16 و 24 سنة، يتعاطون المخدرات.

 

الشباب الجزائري يتحرر هو كذلك من قيود المخدرات

ومن المرجح أيضا ألا تكون الجزائر مستثنية من هذه الدراسة، خصوصا وأنها تعتبر من بين الدول العربية التي يقبل الكثير من شبابها على مواقع التواصل الاجتماعي سيما الفايسبوك وتويتر، وهو شيء يمكن أن يتأكد بالإحصائيات والدراسات، وهذا شيء ايجابي بإمكانه أن يدفع الشباب والمراهقين إلى التعبير عن مشاكلهم وعن أفكارهم بحرية دون أن يكبتوها مثلما كان ذلك على مر السنين الماضية، أين كانوا يلقون صعوبات جمة في إيصال ما يريدونه والأفكار التي تدور برأسهم للآخرين، الذين كانوا في نظر الشباب أنهم لا يفهمونهم ولا يستوعبون ما يرغبون به، لذلك فقد شكلت وسائل التواصل هذه فرصة للتعبير والتخلص من عقد الماضي وكذا التحرر من قيود المخدرات التي قضت على مستقبل أغلب الشباب.

 

مختصون يعتبرون إدمان الأنترنت أخطر من إدمان المخدرات

حذرت بعض الأبحاث والدراسات من سوء استخدام الأطفال للشبكة العنكبوتية، ومن انتشار إدمان الأنترنت بين الأبناء، الأمر الذي أدى بأبرياء في عمر الزهور إلى العزلة الاجتماعية واضطرابات النوم ومشاكل دراسية ونفسية كثيرة لا تعد ولا تحصى. ومع دخول الإلكترونيات المتقدمة، خاصة تلك التي تتفاعل مع البشر، أصبح العديد من الأشخاص، كبار أم صغار، يستخدمون تلك التقنيات لساعات طويلة قد تصل أحياناً إلى أيام، إذ أصبحت تلك التقنيات تشكل خطرا جسيما على مستخدميها، وتحولت بعد أن كانت أداة لهو وترفيه إلى أداة حرب صحية، أدت إلى الإدمان الذي قد تنتج عنه حالات وفاة، وإدمان الطفل للأنترنت قد يؤثر على أشياء أخرى في حياته مثل الأنشطة الرياضية والعادات الغذائية الصحية وفقد القدرة على التواصل مع العالم من حوله مما يعزز من إحساس الطفل بالوحدة التي تصل إلى حد العزلة الاجتماعية. كما تعمل الأنترنت على إضعاف شخصية الطفل، وتجعله يعاني من غياب الهوية، نتيجة تعرضه للعديد من الأفكار والمعتقدات والثقافات الغريبة على المجتمع، كما تساعد الأنترنت على زيادة العدوانية في سلوك الأطفال وذلك بسبب ممارسة الألعاب العنيفة أو مشاهدة الصور والأفلام التي تروج للعنف، إضافة إلى أن الأنترنت تؤثر في سلوك وأخلاقيات الطفل، لأنها تتيح له ألعابا قد تؤثر عليه أخلاقيا كلعبة القمار، كما تسهم الأنترنت سلباً في تفكير الطفل وشخصيته، من خلال انتشار مجموعة من المواقع المعادية للمعتقدات والأديان، وكذلك المواقع الإباحية التي تؤثر مشاهدتها في السن المبكر ليس فقط على نمو فكر الطفل، بل أيضا على سلوكياته وتصرفاته مع الآخرين.