• محاولة التشويش على قمة الجزائر راجع إلى مواقفها الثابتة
• الجزائر لها إرادة قوية في إحداث التنمية المستدامة بإفريقيا
• ندعو لضرورة اعتماد استراتيجية الفعالية الطاقوية
—————————————————–
توقع الخبير الاقتصادي، البروفيسور عبد القادر بريش، نجاح المنتدى السابع للدول المصدرة والمنتجة للغاز والذي سينعقد بالجزائر أواخر الشهر الجاري، في ظل المساعي التي تبذلها الجزائر من أجل ضمان أفضل جاهزية لهذا الحدث الطاقوي الدولي.
وأشار بريش لدى نزوله ضيفا على منتدى “الموعد اليومي”، أن محاولة التشويش على منتدى الجزائر للغاز، يرجع بالدرجة الأولى إلى مواقف الجزائر الثابتة تجاه بعض القضايا العادلة، منوها في الوقت نفسه، أن الجزائر لها إرادة قوية في إحداث التنمية المستدامة بإفريقيا، داعيا في نفس الوقت، إلى ضرورة اعتماد استراتيجية الفعالية الطاقوية وترشيد الاستهلاك المحلي من موارد الغاز.
مخرجات قمة الغاز في دورتها السابعة.. رؤية مشتركة ورهانات كبيرة
يعتقد رئيس الكتلة البرلمانية لحركة البناء والخبير الاقتصادي، البروفيسور عبد القادر بريش، أن المنتدى السابع للدول المصدّرة والمنتجة للغاز والذي سينعقد بالجزائر أواخر الشهر الجاري، سيعرف نجاحا نظرا لتهيئة كل الظروف الملائمة والتحضيرات اللازمة لإنجاح هذا العرس الطاقوي، إضافة إلى إطلاق منصة رقمية لمرافقة فعاليات هذا الحدث الطاقوي الدولي.
وأشار ضيف الموعد، إلى أن الجزائر معروفة بدورها المميز في دبلوماسية الطاقة، وروّج المتحدث، عن اجتماع الجزائر في 2016 لمجموعة “أوبك” و”أوباك+” والذي عرف نجاحا مميزا واستطاعت خلاله الجزائر أن ترمي بكل ثقلها لإبراز دورها الفاعل والموثوق تجاه شركائها من الدول المنتجة والمصدرة للغاز والتي تضم 12 دولة عضو بشكل دائم وثلاثة دول بصفة ملاحظ. وأضاف أيضا، رئيس الكتلة البرلمانية لحركة البناء والخبير الاقتصادي، أن الجزائر بمكانتها الجيواستراتيجية ومن خلال دورها الفاعل تنتظر من هذا المنتدى مخرجات بما يخدم المصالح الحيوية والاستراتيجية لهذه الدول، خاصة أن انعقاده يأتي في ظل تحولات جيوسياسية كبيرة ما سيطرح على طاولة النقاش رهان كبير على دور الغاز كمادة حيوية واستراتيجية في إطار توفير الطاقة وأن التحولات الجيوسياسية والتي تكمن في الحرب الروسية-الأوكرانية وتأثيرها على الإمدادات من الغاز إلى أوروبا وكذا حرب الكيان الصهيوني على غزة، ما سبب أيضا، تعطلا في المعابر لنقل الغاز على مستوى البحر الأحمر، كلها عوامل ضاغطة على ضرورة إيجاد رؤية واستراتيجية مشتركة موحدة من خلال هذه القمة السابعة لدول المنتجة والمصدرة للغاز. ويتوقع بريش، أن الاستراتيجية التي سوف تكون من ضمن المخرجات هي كيفية ضمان زيادة قدرات الإنتاج للغاز بغية دعم الأسواق والحفاظ على الحصص السوقية، وبالتالي تحقيق ضمان الأمن الطاقوي، هذه الدول المنطوية تحت منتدى السابع لرؤساء حكومات الدول المنتجة والمصدرة للغاز التي تستحوذ على ما يقارب 70 بالمائة من حجم الاحتياطي العالمي للغاز ويمثلون أكثر من 40 بالمائة من سوق الغاز في العالم.
من المتوقع تدشين معهد بحوث دراسات الطاقة بالجزائر
كشف، عبد القادر بريش، أن شركة سوناطراك الجزائرية تملك مخطط 2024-2028 لاستثمارات ضخمة تناهز الـ40 مليار دولار في قطاع التجهيزات الجديدة التي دخلت حيز الخدمة.
ويتوقع بريش، أنه خلال انعقاد هذا المنتدى، سيكون هناك تدشين رسمي لمعهد بحوث دراسات الطاقة ومقره بالجزائر، باعتباره مكسبا كبيرا ستحققه الدبلوماسية الطاقوية الجزائرية، وهذا ما يدل على أن مكانة المورد البشري الجزائري والتكوين والخبرة والتجربة أثبتت نجاعتها ونجاحها وللجزائر مخزون كبير من الكفاءات عالية المستوى والمتخصصة في مجال الطاقة.
تحقيق الأمن الطاقوي ورفع التحدي في ترشيد الاستهلاك للغاز
وأكد الخبير الاقتصادي، أن تصنيف ترتيب الدول المنتجة والمصدرة للغاز يأخذ بعين الاعتبار الاحتياطات والجزائر تحتل المرتبة العاشرة عالميا من حيث مخزون احتياطي الغاز والمقدر بـ45 ألف مليار متر مكعب وعلى المستوى العربي تأتي الجزائر بعد قطر التي تملك إمكانيات كبيرة وعلى المستوى الإفريقى تحتل الجزائر المرتبة الثالثة.
محاولة التشويش على منتدى الجزائر للغاز لا معنى له
أكد البروفيسور عبد القادر بريش، أن محاولة بعض الأطراف التشويش على منتدى الجزائر للغاز، الذي ستحتضن فعاليته بلادنا، في غضون الأيام المقبلة، وبحضور أكبر الدول لا معنى له، والجزائر بمواقفها من بعض القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، رغم أن هناك بعض الدول تسير معها في هذا الاتجاه، إلا أنها تتميز برؤية سديدة، أضف لذلك أنها تمتلك رصيدا من المعرفة وعلاقات متينة، موثوقة ومصداقية مع أصدقائها، خاصة من الدول الأوروبية، ومجموعة “الأوبك”، وهذه المصداقية كسبتها نتيجة الممارسة، فهي تحترم العهود وجميع المواثيق المبرمة في هذا المجال. مشيرا إلى أنه مع توليها منصب غير دائم بمجلس الأمن، جعل للجزائر دورا فعالا على مستوى المحيط الإفريقي، وهي تحظى باحترام كبير في المجموعة الدولية نظرا لمواقفها العادلة والكل دون استثناء يشهد لها على ذلك.
الجزائر لها إرادة قوية في إحداث التنمية بإفريقيا
وأوضح ذات المتحدث، في معرض حديثه، أن الرئيس عبد المجيد تبون، عندما كان في اجتماع حول تحقيق التنمية في إفريقيا، الذي جرى عبر تقنية التحاور عن بعد، أعطى عدة رسائل لهذه الدول، أبرزها بأن الجزائر لها إرادة قوية في تحقيق التنمية بإفريقيا وهذا من بين الأهداف التي تسعى إليها هذه الدول، خاصة مع إنشاء خط السكك الحديدية الذي يصل لعمق إفريقيا، وكذا إنشاء المناطق الحرة للتبادل التجاري، التي ستكون لها أهمية كبيرة في إحداث التنمية بهذه الدول، بإنعاش التجارة في العمق الإفريقي، كما أن بلادنا ملتزمة بتضامنها مع دول إفريقيا، وهذا ما سيسمح لها بالحفاظ على مكانتها بين هذه الدول، خاصة وأنها تعد بوابة لدول إفريقيا.
منتدى الجزائر للغاز له أهمية بارزة بالنسبة لبلادنا
وأضاف ضيف المنتدى، بأن منتدى الجزائر للغاز، سيكون مهم جدا، خاصة وأنه سيعقد في ظل ظروف دولية خاصة، الحرب الروسية-الأوكرانية من جهة، وكذا حرب فلسطين، ما عطل طريق الإمداد في البحر الأحمر، وكل هذا أثر على حركة الإمداد العالمية بهذه المادة الجد مهمة لهذه الدول، وبالمقابل فإن أسعار الغاز تختلف عن البترول، حيث أن سوق الغاز يخضع لعوامل، فنجد أن توريد الغاز يخضع مثلا لعقود طويلة الأجل، وهذا قصد الاستحواذ على السوق لمدة أطول، ما سيعود بالفائدة على اقتصاد الدول المصدرة.
المنتوج الجزائري له قدرة على المنافسة
وأفاد بريش، بأن المنتوج الجزائري له قدرة كبيرة على المنافسة في الأسواق العالمية، حيث تمكن المصدّر الجزائري من إيصال منتجات الجزائر إلى عديد الدول، ونافس المنتجات الأخرى، خاصة خلال السنوات الأخيرة، أين أصبح هناك طلب على المنتجات الوطنية في الخارج، وهذا راجع للتحفيزات التي تقدمها الدولة للمستثمرين، ولكن بالرغم من ذلك لم نصل إلى الهدف المنشود في التنويع داخل أسواق دول إفريقيا والخليج، وهذا لعدة أسباب، منها على سبيل المثال الاحتكار وتفضيل منتوج على آخر، ما جعل الأمور لا تسير كما خطط لها، ولكنه مع فتح العديد من خطوط النقل، حيث سهرت الدولة على إنجازها في وقتها المحدد نظرا لأهميتها الاقتصادية، ما سيدعم كثيرا المنافسة الخارجية.
يجب اعتماد استراتيجية الفعالية الطاقوية وترشيد الاستهلاك
وأشار بريش، أن الوضع الحالي يتطلب توجها نحو اعتماد استراتيجية الفعالية الطاقوية وترشيد الاستهلاك العائلي الذي يفوق اليوم مجمل الاستهلاك في القطاع الاقتصادي، عكس ماهو حاصل في الدول المتطورة.
كما شدد بريش، على ضرورة إيجاد أسواق جديدة، لتصدير الغاز الجزائري في ظل توفر القدرات الإنتاجية الكبيرة، تسمح بإقتحام مختلف الأسواق العالمية ومنافسة باقي الدول الرائدة في الغاز. وخلال رده عن تخلي السلطات الجزائرية عن مشروع ديزارتيك الألماني، قال بريش، إن هذا المشروع الذي يزيد عمره عن حوالي 30 سنة قد تجاوزه الزمن، مبرزا أنه ولاعتبارات مادية وتقنية تخلت الجزائر عنه، كون التكنولوجيا المستعملة فيه جد قديمة وأصبحت غير فعالة ومسألة تطوير الألواح الشمسية الحديثة باتت أكثر نجاعة. وأكد ضيف المنتدى، أنه وفي ظل ما هو متاح من التكنولوجيا حاليا، يتطلب ضرورة ترشيد الاستهلاك الداخلي من الغاز كونه يستعمل كثيرا في إنتاج الطاقة بدءا بإنتاج الكهرباء المستدامة والطاقات، مبرزا أن التحدي الرئيسي الذي يواجه الجزائر في التحول نحو الطاقات المتجددة هو التكلفة الباهظة التي تتطلبها هذه التكنولوجيا. وكشف الخبير، أنه وباعتبار الغاز طاقة تقليدية ويمتلك مواصفات الطاقة النظيفة، بالإضافة لكونه مصدر أساسي لتوليد الكهرباء ومصدر أساسي للتدفئه، يستدعي ضرورة الاعتماد عليه في السنوات المقبلة، مضيفا أن مختلف الاستثمارات الصناعية تعتمد أساسا على هذا المورد الحيوي الهام.
ندعو للبحث عن أسواق جديدة لتصدير الغاز الجزائري
ودعا بريش، إلى ضرورة استغلال المخزون الاحتياطي الهائل والذي تمتلكه الجزائر من الغاز في تحقيق التنمية المستدامة وبلوغ الرفاهية داخل الاقتصاد حتى عام 2050، من خلال خلق زراعة وصناعة متطورة.
كما أفاد ضيف المنتدى، أن استقرار أسعار الغاز والبترول في الأسواق العالمية، سيمكننا من بلوغ الأمن المالي، في ظل توفر قدرات طاقوية كبيرة بالنسبة للجزائر، منوها أن ارتفاع احتياطي الصرف يدفعنا للتفكير في الاستراتيجية لتحقيق الانتقال الطاقوي. واعتبر الخبير الاقتصادي، أن ارتفاع نسبة الاستهلاك الوطني للغاز سنويا يعد بمثابة تحدي رئيسي للجزائر في الحفاظ على مورد الأجيال القادمة، مضيفا أن بلدنا تعد مصنفة ضمن الدول العشر الأوائل في القدرات واحتياطاتها الغازية.
الجزائر أطلقت مشروعا ضخما لتوليد الطاقة الكهربائية
وأوضح محدثنا، أن الجزائر ومنذ مجيء رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أعاد إحياء مشروع مخطط استغلال الطاقة الشمسية وتوليد الكهرباء عن طريق مناقصة دولية لإنتاج حوالي 1000 ميغاوات كمرحلة الأولى.
وأفاد الخبير، أن الجزائر لم تتخلى عن مشروع أنبوب الغاز العابر إلى أوروبا والذي تعمل عليه بالشراكة مع دولة نيجيريا، مبرزا أن هناك عوامل وعلاقات وطيدة بيننا وبين دولة نيجيريا، ومصالح استراتيجية مشتركة.
عبد الله بن مهل _ زوهير حطاب _ نادية حدار