-
الخشبة لا تخونك أبدا
-
الممثل يجب أن يكون متمكنا ومتقمصا لجميع الشخصيات التي تسند إليه
تُوجت، مؤخرا، الفنانة المسرحية أمال وهيبة العمري في إطار فعاليات المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي بالمدية بجائزة أحسن دور نسائي عن دورها في مسرحية “راس العام” التي أنتجها المسرح الجهوي لباتنة.
فعن هذا التتويج وأبرز محطاتها كمسرحية وتألقها الدائم في كل عمل تشارك فيه وأمور ذات صلة، تحدثت الفنانة آمال وهيبة العمري لـ “الموعد اليومي” في هذا الحوار.
هل كنت تتوقعين هذا التتويج؟
كانت لدي ثقة بنسبة 50% بفضل الجمهور، فبعد مشاهدة العرض المسرحي سواء من الجمهور العادي أو أصحاب الاختصاص، تم الاعتراف بإبداعي وقالوا لي إنني أفضل ممثلة في هذا العمل المسرحي.
كلمينا عن الدور الفائز بالجائزة؟
شخصية “شريفة” في مسرحية “راس العام” تتحدث عن الصراع بين الحداثة والأصالة، بين عاداتنا وتقاليدنا القديمة وهويتنا.
“راس العام” عنوانه واضح جدا، هو صراع بين الأم التي تحب إحياء التقاليد وبين الأب الذي يتبع بناته (أختين صغيرتين) الذين يتبعون الموضة والتحضر وواحدة من بناته مؤثرة، هذا الأب يريد الاحتفال برأس السنة على الطريقة الغربية، وابنته شريفة هي البنت الكبرى التي توقفت عن الدراسة وهي الأم الثانية في البيت، هي التي تطبخ وتغسل وتقوم بشغل البيت وفي نفس الوقت هي بنت فائقة الذكاء وهي المحرك للمسرحية لأنها تظهر في جميع اللوحات وتقف ضد مخططات أبيها، وفي النهاية تنتصر الهوية لأن الأصل يبقى أصلا ولا نستطيع تغييره.
ماذا يعني لك الفوز بالجوائز نظير إبداعاتك في مجال التمثيل المسرحي؟
الفوز هو نتيجة جهد، نتيجة تعب ونتيجة إخلاص، أي إخلاصك للخشبة، أنا أؤمن بشيء ودائما أقوله أثناء تتويجي أو حتى في المسرحيات التي لا تشارك في المهرجان، الخشبة لا تخون، فإن أعطيت قيمة للخشبة، تقدم لك بالمقابل ولا تخونك أبدا.
الجوائز هي عبارة عن تكريم معنوي وانتصار بالنسبة للجمهور، والفوز الحقيقي هو لما تجسد أي دور في عمل فني وتصل رسالتك ويتأثر بك الجمهور.
ما هي أبرز محطاتك في مجال المسرح؟
بدايتي كانت سنة 2011 في الاحترافية مع المسرح الجهوي باتنة في المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي في طبعته الثالثة، وكان لي أول وقوف على خشبة المسرح وتحصلت على جائزة أحسن أداء نسائي في تلك الطبعة، وأيضا في الطبعة الخامسة لنفس المهرجان رشحت لجائزة أحسن دور نسائي، وفي سنة 2020 شاركت في مسرحية “صندوق كايش” مع جمعية الفضاء الأزرق وترشحنا لجائزة أحسن عرض متكامل، لكن لم يحالفنا الحظ.
وفي هذا العام تحصلت على جائزة أحسن أداء نسائي في المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي بالمدية الذي أشارك فيه لأول مرة وكان مهرجانا رائعا، وكانت لي مشاركة أيضا في مهرجان المسرح الجامعي مدينة الفن بسيدي بلعباس ككاتبة نص وتحصلت على جائزة أحسن نص درامي وبحوزتي أيضا مونودرام “صوصول” الذي أنتج سنة 2018 وتحصلت به على جائزة أحسن عرض متكامل بالمهرجان الوطني للمونولوج بوادي سوف، وشاركت به في المهرجان الدولي للمونودرام بسيدي بوزيد وتحصلت على جائزة أحسن أداء نسائي، أي جائزة أحسن تمثيل، كما تحصلت على جائزة أحسن سيناريست سنة 2017 في المهرجان الجامعي للفيلم القصير بباتنة.
هل سبق لك وأن شاركت في أعمال فنية تلفزيونية؟
لم يسبق لي المشاركة في عمل تلفزيوني، ربما سيحالفني الحظ مستقبلا، أعمالي كلها مسرحية مثل العام الماضي في إطار الاحتفال بستينية الاستقلال كان لنا عمل مع المسرح الجهوي لباتنة والذي قمنا بعرضه بالمسرح الوطني الجزائري “محي الدين بشطارزي” تحت عنوان “الماضي يعود”، هذا العام أيضا عند العودة بين شهري سبتمبر أو أكتوبر عندنا عمل ملحمي في إطار إحياء سبعينية اندلاع الثورة التحريرية المجيدة، ولهذا، أتمنى أن أشارك في أعمال تلفزيونية خاصة السيتكوم الكوميدي، خاصة وأن للمونودرام الذي كتبت نصه بعنوان “صوصول” وشاركت به في المهرجان الدولي بتونس وتحصلت فيه على جائزة أحسن ممثلة هو عبارة عن دراما وليس كوميديا، وبالنسبة لي فإن الممثل يجب أن يتقن جميع الأدوار، يتقن الكوميديا، التراجيديا ويجب أن يكون متمكنا ومتقمصا لجميع الشخصيات التي تسند إليه.
مهرجانات وتظاهرات كثيرة ساهمت في إبراز عدة أسماء في مجال المسرح، كيف تقيمين ذلك؟
أكيد المهرجانات لها دورها، وهذا الدور كبير جدا، إذ هناك مواهب لم تر الضوء إلا بعد مشاركتها في المهرجانات، لأن المهرجان يسلط الضوء على ممثلين جدد، على طاقات شبانية ممكن همشت، والمهرجانات لها دور كبير في إبراز ممثلين نحن بحاجة لهم في مجال الفن، لأن المهرجانات يحضرها مؤلفون ومخرجون، سينوغرافيون ومؤلفون موسيقيون، يعني تكون عند الممثل في المهرجان الفرصة أن يظهر ويلفت الانتباه بإتقانه الدور الذي يؤديه ويقدم كل ما عنده على خشبة المسرح، وحتما هنا ستسلط عليه الأضواء، وبهذا ستفتح له الأبواب.
حاورتها: حاء/ ع