الموعظة وأهميتها

الموعظة وأهميتها

نحن بحاجة إلى مُذكِّرين للمُذنِبين، يُوقِظون الإيمان في قلوبهم، ويُذكِّرونهم بأنَّ الله يغفر الذنوب جميعًا مهما عَظُمَتْ هذه الذنوب إذا صدَق العبد في التوبة؛ قال الله تعالى: ” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ” الزمر: 53. ونحن بحاجةٍ أيضًا إلى مُذكِّرين للصالحين يُذكِّرونهم بنعمة الله عليهم، وبآياته التي تُرقِّق القلوب، ويحضُّونهم على الاستِمرار في طريق الهدى، ويحذِّرونهم من الانحراف ويبشِّرونهم بالجنة؛ قال تعالى ” فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ” الزمر: 17 – 18. كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يَعِظُ أصحابه المواعظ المؤثِّرة التي يَظهَر أثَرُها على الصَّحْبِ الكرام، حتى تذرف منهم العيون، وتَوجَل منهم القلوب.عن العرباض بن سارِيَة رضِي الله عنه قال: وعَظَنا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم موعظةً وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودِّعٍ فأوصنا، قال صلَّى الله عليه وسلَّم ” أُوصِيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة………..” رواه الترمذي. ويقول أنس: خطَبَنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم خطبةً ما سمعت مثلَها قَطُّ فقال: ” لو تَعلَمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتُم كثيرًا “، فغطَّى أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وجوههم ولهم خنين” رواه الترمذي. وقد ذكَر كتاب الله أن من صفات المؤمنين أنهم إذا ذُكِّروا بآيات القرآن خَرُّوا سجدًّا وبُكيًّا؛ قال سبحانه ” إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ” السجدة: 15. وقد حذَّرَنا ربُّنا سبحانه من أن نكون مثل أهل الكتاب الذين قَسَتْ قلوبهم فقال: ” أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ” الحديد: 16.

 

من موقع وزارة الشؤون الدينية