روى أبو داود عن أنس بن مالكٍ، قال: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُفطِر على رُطَباتٍ قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطبات فعلى تمراتٍ، فإن لم تكن حسَا حسواتٍ من ماءٍ” صحيح أبي داود للألباني. إن التمر والرُّطَب من المواد المفيدة لجسم الإنسان، وكون رسول الله صلى الله عليه وسلم يختارُهما للصائم فذلك لحِكَم ومنافعَ في هذه المادة، لعل منها: أن التمر يحتوي على نسبة عالية من سكر الفواكه “الفركتوز أو الليفيولوز”، وسكر الفواكه هذا له تأثير منشِّط للحركة الدودية للأمعاء، وبذلك فإنه يكافح الإمساك؛ فالتمر يساعد على تليين الأمعاء.
إضافة إلى هذا، فإن التمور تحتوي على مواد سكرية سهلة الامتصاص بنسبة عالية، حوالي سبعين إلى ثمانين بالمائة، والكيلو غرام الواحد من التمور يعطي طاقة حرارية عالية، حوالي ثلاثة آلاف من السعرات، وهو القدر الذي يحتاجه الإنسان العادي من الطاقة الحرارية. والسكريات الموجودة في الرطب والتمور تمتص بسرعة فائقة، وفي أقل من ساعة، وهو عبارة عن “سكر العنب وسكر الفواكه”، وكلاهما أحادي، يمتصان مباشرة من جدار الأمعاء الدقيقة وبسهولة.
كما تحتوي التمور على سكر القصب، وهو ثنائي، وهو سهل الهضم أيضًا، فيتحول بواسطة خميرة “السكراز” الموجودة في العصارة المعوية إلى “سكر العنب وسكر الفواكه”، فيمتص من جدار الأمعاء الدقيقة إلى الدم ثم إلى الأنسجة ليولد الطاقة الحرارية المطلوبة للجسم بعد تمثيله وتحويله إلى ماء وثاني أكسيد الكربون؛ فلهذا كان التمر أنسب الأغذية للصائم أول ما يبدأ به؛ لإمداده بالطاقة الحرارية، ولسهولة هضمه على المعدة والأمعاء.