يعد الصوم نوعاً من التمرين على التهذيب وتزكية النفس وهو طريق مناسب من أجل سيطرة الإنسان على نفسه وأهوائه النفسانية. ومما لا شك فيه أن المجتمع الذي يصوم أكثر أبنائه في شهر رمضان، يحظى بأجواء ومعنوية مميزة. وإن هذه الظاهرة مدعاة للمحبة والوداد والألفة الاجتماعية وتقلص الأضرار الثقافية والاجتماعية. بالإضافة إلى الفوائد الروحية والصحية من الصيام فإن له فوائد اجتماعية منها:
– تنمية روابط الألفة بين أفراد المجتمع: يساعد الصوم على تنمية روابط الألفة والمسارعة إلى الإحسان والتسابق إلى الخيرات، فالصائم حين يكف نفسه من ضروريات الحياة، يدرك ما يعانيه الفقير المحروم من الجوع والحرمان، وما يشعر به البؤس والعوز، فترق نفسه وتفيض بالحنان والعطف ويلين قلبه فيسرع بالجود والسخاء له.
– مظهر عملي للمساواة الكاملة: إن الصيام يشترك فيه الغني والفقير على حدا سواء في الإحساس بالجوع طيلة فترة الصيام بشكل متساوي، وهو بذلك مظهر عملي للمساواة الكاملة، فمن أسرار الصيام الاجتماعية أنه تذكير عملي بجوع الجائعين، وبؤس البائسين، تذكير بغير خطبة بليغة ولا لسان فصيح.
– إشاعة الأجواء المعنوية وتقلّص الجرائم الاجتماعية: إن الصوم يعزز روح التقوى والورع في وجود الإنسان وله تأثير مباشر في التربية الروحية لكل أبناء المجتمع فرداً فرداً، وذلك بسبب أن أكثر الذنوب الفردية والاجتماعية ناشئة من غريزتي الغضب والشهوة، بينما الصوم يقف أمام طغيان هاتين الغريزتين، ولذلك فهو سبب تقلص الفساد في المجتمع وازدياد التقوى.
– التكافل والإيثار: يتولد عن الصيام كسر شوكة الأنانية لتعويضها بروح التكافل والإيثار، وترى الغنيَّ في هذا الشهر، أكثر من أي شهر آخر، يسارع إلى التضامن مع المعوزين ومد يده إليهم بسخاء لأنه أتيح له من خلال الصيام أن يشعر شعورهم ويعيش بعضا من معاناتهم.
من موقع إسلام واب