إن الإنسان معرض في هذا الدنيا لسنية الابتلاء فيما يحب ويكره ” وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ” الأنبياء:35. قال ابن عباس رضي الله عنهما: نبتليكم بالشدة والرخاء، والصحة والسقم، والغنى والفقر، والحلال والحرام، والطاعة والمعصية، والهدى والضلال. ومرض الإنسان من ذلك الابتلاء الذي فيه تمحيص لإيمان المرء كما فيه حكم لا يدركها ولا يعلمها. يقول تعالى ” وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ” البقرة: 216. وأمر المؤمن سواء في حالة السراء أو الضراء في الصحة أو المرض كله خير؛ إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم “عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له” رواه مسلم. بلى، إن الصحة من أفاضل النعم وأعلاها، وهي تاج فوق رؤوس الأصحاء، لا يراه إلا المرضى، فمن أهم فوائد الأمراض وحِكمها:
– تكفير الخطايا ورفع الدرجات، قال صلى الله عليه وسلم:” ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها ” رواه مسلم. وقال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا مالنا بها؟ قال: “كفارات” قال أبي بن كعب: وإن قلّت؟ قال:” وإن شوكة فما فوقها ” رواه احمد.
– الأمراض سلم لاستحقاق المنزلة الرفيعة عند الله، قال صلى الله عليه وسلم:” إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه في جسده، أو في ماله، أو في ولده، ثم صبّره على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى” رواه ابو داود.
– كما أن الابتلاء بالمرض إيقاظ للإنسان المبتلى ولغيره من حالة الغفلة والبعد عن الله، قال ابن تيمية رحمه الله “مصيبة تقبل بها على الله، خير من نعمة تنسيك ذكر الله”. ومع كل أولئك فإن عافية الإنسان هي مطلبه وسُأله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سلوا الله العفو والعافية، فإن أحداً لم يعط بعد اليقين خيراً من العافية ” رواه الترمذي. وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم إذا رأى مبتلى: ” الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً ” رواه الترمذي. وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: ” اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري لا إله إلا أنت” رواه أبو داود. وقال إبراهيم عليه السلام ” وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ” الشعراء:80.
من موقع الالوكة الإسلامي