تهتم العروس الجزائرية بإطلالتها في العرس بشكل رئيسي، ومن أجل ذلك فهي تحرص على تحضير ما يُعرف عندنا بـ “التصديرة” التي تكون عبارة عن ألبسة تقليدية متنوعة تلبسها العروس خلال العرس.
تبدأ التحضيرات للولائم من خلال كراء قاعات الأعراس وتحضير مستلزمات الحلويات وصولا إلى فساتين العرس، حيث تجد العروس الجزائرية نفسها أمام امتحان صعب من أجل تحضير محكم لليلة العمر في ظل الارتفاع الكبير لأسعار الملابس والفساتين، الأمر الذي يجعلها مضطرة إلى كراء أغلب ملابس “التصديرة”.
أصبحت المحلات في مختلف الأحياء تتنافس لإبراز آخر تشكيلتها من فساتين الأعراس، خاصة مع اطلاع فتيات اليوم على آخر الموضات عبر القنوات الفضائية والتصاميم التي تبرزها مواقع الأنترنت، فلم يعد التحضير للعرس شيئا هينا بالنسبة للمقبلين على الزواج، حيث بات عبئا ثقيلا على كاهل الأزواج، خاصة العروس التي تريد أن تظهر في أبهى حلة في يوم زفافها.
ملابس التصديرة الشغل الشاغل للعروس
لم يعد ارتفاع الأسعار حكرا على مستلزمات الزفاف كقاعات الحفلات وأطقم الذهب وكذا الحلويات والعديد من مستلزمات العرس الأخرى، بل مس هذا الارتفاع فساتين العروس التي ترتديها يوم زفافها أو ما يعرف في المجتمع الجزائري بـ “التصديرة”، فبعدما كانت العروس تقوم إما بشراء هذه الفساتين أو خياطتها، أصبحت في الآونة الأخيرة تقوم بكرائها نظرا للارتفاع الحاد لأسعار هذه الفساتين وكذا تعددها، حيث هناك من تقوم بارتداء أكثر من خمسة فساتين خلال تصديرتها، الأمر الذي يضطرها إلى كراء أغلب الفساتين، خاصة وأن ملابس التصديرة هي التي تأخذ الجزء الكبير من اهتمام العروس التي تود أن تظهر بحلة جميلة يوم زفافها، خاصة وأن هذا اليوم مميز ولا تعيشه سوى مرة في حياتها.
أسعار ملتهبة ومحلات تستغل الفرصة
تعرف أسعار كراء فساتين الخطوبة والأعراس ارتفاعا كبيرا وتشهد محلات كراء هذه الفساتين إقبالا لا مثيل له من طرف المقبلات على الزواج اللواتي تفضلن معاينة جميع الفساتين للكراء من أجل اختيار ما يتلاءم مع ذوقهن، حيث تتراوح أسعار كراء الفساتين بين 0005 و 000.02 دج لليوم الواحد فقط، حيث يجبر أصحاب المحلات العروس على إعادة ما تم كراؤه إلى صاحب المحل في صبيحة اليوم الموالي، كما يقوم هؤلاء بأخذ مبلغ من المال كعربون وضمان للفستان، حيث قالت أغلب المقبلات على الزواج في حديثهن لـ “الموعد اليومي” إن أسعار فساتين التصديرة في ارتفاع مستمر كل عام، غير أنهن مجبرات على كرائها من أجل يوم الزفاف.
من جهة أخرى، قال أصحاب محلات كراء فساتين الأعراس إنه بعدما كان الكراء مقتصرا على الفستان الأبيض، صار اليوم يشمل جميع فساتين التصديرة التي تعددت وشملت حتى عادات بلدان أخرى .
وغيره من الفساتين، وأضاف هؤلاء أن عملية الكراء تدر عليهم ربحا وافرا، حيث يكون كراء الفساتين يوميا، لكن هذا الأمر يكون في أوجّه خلال فصل الصيف فقط لنقص الأعراس في باقي فصول السنة.
أقارب العروس يفضلون الكراء
لم يقتصر كراء فساتين الأسعار على العروس فقط بل حتى أقاربها من أخوات العروس أو العريس اللواتي يفضلن كراء عدد معتبر من الفساتين من أجل يوم الزفاف، حيث قلن إن هذا أفضل من شراء الفساتين لالتهاب أسعارها، كما أضفن أنهن يرتدينها ليوم واحد فقط، لذا لم يردن تبذير المال من أجل ساعات قليلة، كما قلن إن كراء الفساتين لا يكون بأسعار كبيرة مقارنة بأسعار فساتين العروس.
ل. ب