يتميز بالحكمة وسرعة التصرف

حصروري العايش بن أحمد.. مثال الجزائري المتمسك بأرضه

حصروري العايش بن أحمد.. مثال الجزائري المتمسك بأرضه

ولد الشهيد حصروري العايش بن أحمد، سنة 1925 بقرية الولجة من أسرة متدينة وثورية، تعلم القرآن الكريم على يد مشايخ القرية ثم انتقل إلى المدرسة وتحصل على شهادة التعليم الأساسي عربية، امتهن الفلاحة ثم التجارة.

وكان الشهيد مناضلا في حزب حركة الانتصار للحريات الديمقراطية مكلفا بمهام قيادية من 1948 إلى 1954 م، وكان يقوم بالاجتماعات في المتجر الذي كان يملكه. وفي الثلاثي الأول من سنة 1954 انخرط في اللجنة الثورية للوحدة والعمل، حيث كان عضوا نشيطا وبارزا فيها، وكان يتصف بالحكمة في التصرف واليقظة الدائمة، مما أهله أن يكون مع الفوج الذي قام بالتحضير والإعداد للثورة في فرع الولجة، وفي ليلة الفاتح من نوفمبر 1954 قام رفقة إخوانه الثوار بإحراق مكتب القائد وقطع طرق المواصلات الرابطة بين قرية الولجة ومختلف القرى المجاورة وساهم في توزيع المناشير ومراقبة كل تحركات العدو، تم اعتقاله لأول مرة بقرية الولجة عند اندلاع الثورة وأخذ إلى مركز التعذيب بخنقة سيدي ناجي والتحقيق معه ثم حول إلى سجن باتنة.

التحق بصفوف جيش التحرير الوطني مباشرة بعد خروجه من السجن وخاض عدة معارك ضارية مع جيش التحرير.

وأثناء تجوله في المنطقة الرابعة ترأس رفقة حمدان زيناوي الملازم الثاني وقائد الناحية الرابعة اجتماعا عاما للسكان شرق قرية متوسة ليلا في شهر أوت 1961م وبعد إبلاغ قوات المستعمر بالاجتماع، جندت قواتها المتمركزة في وادي نيني وفكرينة وعين البيضاء لحصار وتمشيط المنطقة الشرقية من قرية متوسة، أين ألقي القبض على أحد حراس الشهيد العايش حصروري بعد مداهمة قوات العدو المنزل وتفتيشه حتى عثروا على المخبأ، وبعد إطلاق النار المتبادل بين الطرفين استعملت القوات الفرنسية القنابل الغازية، حيث دام الاشتباك عدة ساعات، أصيب أثناءها الشهيد العايش حصروري بإصابات خطيرة وتم إلقاء القبض عليه ونقله إلى مستشفى عين البيضاء ومكث فيه عدة أيام، ثم تم تحويله إلى سجن خنشلة فقاموا بتعذيبه في محاولة منهم للاطلاع على مراكز المجاهدين ومخابئ ذخائرهم، فبقي صامتا، وتم إعدامه رميا بالرصاص.