صارت من رمزيات الزمن الماضي

محلات “الطاكسيفون”.. هل ما زال المواطن يقصدها؟

محلات “الطاكسيفون”.. هل ما زال المواطن يقصدها؟

تعرف محلات الهواتف العمومية أو ما يعرف باللغة العامية بـ “الطاكسيفون” نقصا كبيرا، حيث قلّ عددها بشكل كبير منذ البدء في استعمال خدمة الهاتف النقال بالجزائر والتطور السريع الذي عرفه هذا المجال، حيث يعرف عدد مستعملي الهاتف النقال تزايدا متواصلا وبسرعة كبيرة، الأمر الذي قضى على محلات “الطاكسيفون” التي أغلق أصحابها أبوابها منذ مدة لقلة الزبائن.

 

المحمول أفضل وسائل الاتصال

تراجع نشاط محلات الهواتف العمومية بشكل كبير عما كان عليه في السابق خلال سنوات التسعينيات، حيث كان اقبال الزبائن على هذه المحلات كبيرا، وشهدت تلك السنوات انتعاشا ملحوظا لهذا النشاط، غير أن دخول الهاتف المحمول إلى الجزائر وتطور تكنولوجيات الاتصال جعلا المواطنين يعزفون عن خدمة الهاتف العمومي كون الهاتف النقال أسرع وأفضل وسيلة للاتصال، كما أنه يتميز بعدة تقنيات وخصائص تسهل على المواطنين اجراء عمليات الاتصال في وقت سريع ودون بذل جهد كبير للتنقل إلى أماكن معينة عكس الهواتف العمومية التي يتوجب التنقل إلى المحلات الخاصة بها من أجل إجراء اتصال ما، كما يتميز الهاتف المحمول أيضا بإمكانية حفظ الأرقام وتسجيلها بأسماء أصحابها، وهذا ما لا تتوفر عليه الهواتف العمومية.

 

بين تغيير النشاط أو إضافة خدمات أخرى

بعد تراجع نشاط محلات “الطاكسيفون”، أقدم العديد من أصحابها على تغيير نشاط تجارتهم، حيث قام البعض بدخول عالم التجارة و فتح محل للألبسة والأحذية وآخرون قاموا بتحويل المحل إلى بيع المواد الغذائية والبعض الآخر أغلق محله واشتغل في المؤسسات العمومية والخاصة، فيما فضّل البعض الآخر الإبقاء على هذه الخدمة بالرغم من نقص التوافد عليها، لكن في نفس الوقت أدخل عدة خدمات على محله ليواكب التطور التكنولوجي في هذا المجال ومنها خدمة تعبئة الرصيد أو “الفليكسي” بالنسبة للهواتف المحمولة، إضافة إلى عرض بعض السلع الخاصة بمجال الاتصال كالهواتف النقالة، شرائح الهواتف وواجهات الهواتف، خدمة الطبع والنسخ كطريقة لجلب الزبائن، كما طور آخرون خدماتهم عن طريق الاتفاق مع متعاملي الهاتف النقال بالجزائر من أجل الاستفادة من خطوط محمولة على شكل هواتف ثابتة لتصبح التسعيرة المعمول بها مثل الموجودة في الهاتف النقال، فيدفع الزبون بهذه الخدمة مثلما يدفع في الهاتف النقال، إضافة إلى هذا قام بعض أصحاب المحلات بعقد اتفاق مع متعاملي الهاتف النقال لبيع الشرائح والتكفل بالعقود لتخفيف الضغط على وكالات متعاملي الهواتف المحمولة، حيث لاقت هذه التغييرات استحسان المواطنين الذين صاروا يتوافدون على هذه المحلات حتى وإن لم يستعملوا خدمة الهاتف العمومي.

 

 .. ومنهم من يراها ضرورة

اشتكى العديد من المواطنين الذين التقتهم “الموعد اليومي” من تراجع نشاط محلات “الطاكسيفون” ونقص عددها، حيث طالبوا بعودة هذه الخدمة للعمل من جديد كونهم يعتمدون عليها كما في السابق، إضافة إلى هذا قال آخرون إنه ليس كل الجزائريين يملكون هاتفا نقالا، لذا وجود محلات الهواتف العمومية أمر ضروري، إلى جانب هذا قال جمع آخر إن ما يدفعه في محلات “الطاكسيفون” أقل بكثير مما يصرفه على الهاتف النقال، وهذا ما جعلها مميزة لحد الآن.

ق. م