لقد نهى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن سوء استخدام الطريق، ومجالس الطرقات؛ ففي حديث رواه مسلم عن أبي طلحة زيد بن سهل رضي الله عنه قال: “كنَّا قعودًا بالأفنية نتحدث فيها، فجاء رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقام علينا فقال: “ما لكم ولمجالس الصعدات – يعني الطرقات – اجتنبوا مجالس الصعدات”، فقلنا: إنما قعدنا نتذاكر ونتحدث، قال: “أما لا، فأدوا حقَّها؛ غض البصر، ورد السلام، وحسن الكلام”.
هكذا علمنا معلم البشرية ورسول الهدى عليه الصلاة والسلام كيف نصون محارم الآخرين في الشوارع وعند إشارات المرور؛ ففي حديث رواه الحاكم وصححه، يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: “النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، مَن تركها من مخافة الله، أعطاه الله إيمانًا يجد حلاوته في قلبه”.
ولم يُغفل الإسلام نظافة الطريق، بل حث على الحفاظ عليها، فقد ورد في الحديث الشريف عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؛ أنه قال: “اتقوا اللاعنين، قالوا: وما اللاعنان يا رسول الله؟ قال: الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم” أخرجه أحمد ومسلم. وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “إن الله تعالى طيِّب يحبُّ الطيِّب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا اليهود” رواه الترمذي، وقال حديث حسن. وعن أبي برزة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “اعزِلِ الأذى عن طريق المسلمين”؛ أخرجه مسلم، وابن ماجه.