أكد الدكتور إدريس عطية، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، في تصريح خص به الموعد اليومي، أن الجزائر تشهد تجربة مؤسساتية فريدة من نوعها تقوم على التكامل البنّاء بين الهيئات الرسمية، وهو ما يسهم في تلبية انشغالات المواطن وتعزيز حضوره في الحياة العامة.
وأشار إلى أن هذا التكامل بين المؤسسات يتجاوز الإطار النظري، إذ يترجم عمليا في إعادة ترميم العلاقة بين المواطن والدولة، بما ينسجم مع التوجهات الجديدة للجزائر في مختلف المستويات، خاصة في ظل الدفع القوي نحو إشراك المواطن في صناعة القرار، سواء عبر الديمقراطية التشاركية على المستوى المحلي، أو الديمقراطية التمثيلية والمباشرة على الصعيد الوطني.
الرؤية المحلية والدولية لجزائر واعدة
وأوضح الدكتور عطية، أن التمكين للمحدد المحلي أي خصوصية كل منطقة وشعبها داخل المنظومة المؤسسية، يعزز الانخراط الشعبي في مسار الإصلاح والتغيير، مشيرا إلى أن هذا المنحى ينسجم مع الرؤية العامة للدولة التي تراهن على المواطن كفاعل محوري في تحقيق التنمية. وأضاف أن الجزائر باتت تحظى بمكانة مرموقة خارجيًا، خاصة على الصعيد الإفريقي، حيث أصبحت قطبا تنمويا واعدا، بفضل دبلوماسية متزنة، وتشريعات مرنة، ومقاربة اقتصادية تعتمد على التنويع والتحرر من التبعية للمحروقات.
التشريع الجيد أساس التنمية المستدامة
وفي السياق ذاته، شدد عطية على أن جودة التشريع تمثل الأرضية الأساسية التي تقوم عليها أي نهضة اقتصادية أو اجتماعية، مؤكدًا أن الدستور الجزائري يرسخ مبدأ الأمن القانوني، ما يضمن استقرارا تشريعيا يحترمه المواطن، ويستجيب في ذات الوقت لتحولات المجتمع واحتياجاته. وأبرز أن التشريعات الناجعة هي تلك التي تعكس واقع الناس وتواكب تطلعاتهم، مشيرا إلى أن العلاقة بين التنمية والإطار القانوني علاقة عضوية ووثيقة، إذ لا يمكن الحديث عن مشاريع تنموية فعالة دون بيئة تشريعية مرنة ومحفزة.
المواطن شريك في التنمية
كما أشار إلى أن المواطن الجزائري اليوم يتموقع في قلب المعادلة الوطنية، فهو من جهة يتمتع بحقوق دستورية راسخة، ومن جهة أخرى ملزم بأداء واجباته كاملة تجاه وطنه، بما يكرّس دولة الحقوق والقانون.
نحو اقتصاد متنوع يتماشى مع الرهانات الدولية
وختم عطية تصريحه، بالتأكيد على أن الجزائر تسير بثبات في قطار التنمية، مستندا في ذلك إلى تقارير دولية إيجابية تشيد بمؤهلات البلاد وإمكانياتها الاقتصادية والبشرية، وبقدرتها على ترسيخ نموذج تنموي متنوع، يقوم على التحرر من الاقتصاد الريعي والانخراط الفعلي في السوق الدولية بمنتجات بديلة عن المحروقات.
إيمان عبروس