ساهم في تنظيم الولاية التاريخية الرابعة

الشهيد أحمد بوقرة.. صاحب مبادرة تجميع الكتائب في وحدة عملياتية موحدة

الشهيد أحمد بوقرة.. صاحب مبادرة تجميع الكتائب في وحدة عملياتية موحدة

قال الباحثون في التاريخ إن التجربة التي اكتسبها الشهيد أمحمد بوقرة على مر السنين مع الكشافة الإسلامية الجزائرية، ثم الحركة الوطنية وبعدها في المنظمة الخاصة، ساعدته بشكل كبير على القيام بـ “شكل جيد” بمهامه على رأس الولاية التاريخية الرابعة، عقب تعيينه من طرف قيادة الثورة.

ولم تنجح الإدارة الاستعمارية في إطفاء شعلة الحرية التي كانت تسكن روح بوقرة ولا كبت رغبته الجامحة في تحرير بلده طوال سنوات اعتقاله في سجون فرنسا، أين دخل للمرة الأولى بعد مجازر 8 ماي 1945 ليغادرها بعد عام، ثم عاد إليها مرة ثانية بين عامي 1950 و1953 بسبب نشاطه ضمن المنظمة الخاصة.

عُين الشهيد على رأس الولاية التاريخية الرابعة وعلى الرغم من الفترة القصيرة التي قضاها على رأسها، من 1958 إلى 1959، خلفا لرابح بيطاط وعمار أوعمران وسليمان دهيلس على التوالي، إلا أنه نجح في التأسيس لتنظيم عسكري متدرج ومنظم. وكان هدفه الأسمى توحيد كل الكتائب الناشطة بمعاقل الولاية التاريخية الرابعة، على غرار كتائب الزوبيرية والحمدانية والعمارية، من أجل تشكيل كتيبة قوية موحدة تتمكن من مواجهة آلة الحرب الاستعمارية.

وشاءت الأحداث العسكرية المسجلة آنذاك أن “تحول دون إتمام” مشروع سي أمحمد، سيما عقب معركة مونغورنو التي وقعت نهاية ديسمبر 1958 والتي أجبرته على تأخير مبادرة تجميع الكتائب في إطار وحدة عملياتية واحدة، بسبب تشتت عناصرها ونفاذ الذخيرة والسلاح إثر اشتباكاتها مع جيش الاستعمار الفرنسي الذي حشد قوات كبيرة خلال هذه المعركة.

هذا، وتسببت عملية نشر فرنسا لقوات عسكرية إضافية حول معاقل مونغورنو إلى غاية أولاد بوعشرة، غرب المدية، حيث مقر قيادة الولاية التاريخية الرابعة، أيضا، في تأخير العقيد أمحمد بوقرة لهذا المشروع، والعمل أولا على تعزيز الأمن والدفاع بغرض حماية مقر قيادته، وفق توضيحات المختص في التاريخ.

هذا، وارتقى الشهيد سي أمحمد بوقرة في ميدان الشرف بعد بضعة أشهر من تلك المعركة، يوم 5 ماي 1959، وقبل تحقيق مشروعه.