أحدثت برامج الطبخ ثورة في عالم تجارة الأواني وديكورات المطابخ وحتى الأجهزة الكهرو منزلية، كما غيرت من النظرة التقليدية لصورة المرأة في المطبخ.
ارتبطت الصورة التقليدية المتداولة عن المرأة في المطبخ بمنظر لا يسر ويجعل من الطبخ عبئا لا تكف المرأة عن التذمر منه، هذه الصورة وإن كانت ما زالت سائدة في الكثير من البيوت، إلا أنها اهتزت وتغيرت كليا بفضل برامج الطبخ على القنوات التلفزيونية التي تقدمها نساء، حيث المفاهيم قلبت رأسا على عقب، وأصبح دخول المرأة إلى المطبخ يتم وهي في كامل زينتها، وبمظهر مرتب ونظيف، وهو ما ينطبق تماما على معدات ومقدمات برامج الطبخ الجزائرية.
برامج الطبخ وموضة الأواني
فقد أصبحت القنوات التلفزيونية تسوق برامج الطبخ في شكل مبهر ينافس برامج المنوعات، فالأستوديو الذي يأخذ شكل مطبخ يتحول إلى مكان مبهر بالألوان الجميلة للأواني مثل الصحون والفناجين والكؤوس، التي أصبحت تلقى رواجا في السوق بسبب هذه البرامج.
إلى جانب أحدث الآلات الكهربائية التي تساعد في إعداد أصعب الأطباق، بمرونة وخفة، وهو ما ساهم بدوره في تغيير الفكرة السائدة عن طرق إعداد الأكل التي كانت تتم يدويا بطرق تقليدية تتطلب الكثير من الجهد والعضلات، إلى حد تصبب العرق على جبين النساء أثناء تدليك عجين الخبز على سبيل المثال، أو طحن التوابل يدويا في المهراز النحاسي الذي كان يصدر صوتا مزعجا.
البرامج تشجع النساء على الطبخ
لقد شجعت هذه البرامج الكثير من النساء على دخول المطبخ، وإعداد الحلويات في المنزل، تشبّها بمقدمات تلك البرامج اللواتي لا تغيب الابتسامة عن وجوههن، فرشاقة المقدمات وأناقتهن أثناء إعدادهن الوصفات في مطبخهن، دفعا الكثير من النساء إلى تقليدها، فالطبخ لم يعد تلك العقوبة اليومية التي تواجهها المرأة بكثير من التأفف والتذمر، بل أصبح هواية وإبداعا وفنا، والحرص على تقديم مائدة غنية بالأطباق الشهية.
ويبقى الفرق كامنا في أن معدات هذه البرامج يتقاضين رواتب عالية جدا عند نهاية كل شهر، بينما سيدات البيت، لا ينتظرن سوى كلمة إطراء من الزوج أو الأولاد، أو الضيوف، اعترافا لهن بمهاراتهن، لعل ذلك ينسيهن ساعات الوقوف الطويلة في المطبخ، في مواجهة الحرارة المتصاعدة من أفران الغاز المنزلية.
لم تشغل مقدمات برامج الطبخ النساء بالأواني الجميلة المعروضة في برامجهن وأزيائهن وأطباقهن ومطابخهن الراقية، بل شغلتهن أيضا بكتبهن التي يصدرنها، والتي تصبح مع اصدار كل طبعة جديدة حديث المجالس، ويتم التهافت على شرائها، أو إعارتها من بعضهن بعضا، من أجل تجريب وصفاتها بكثير من الحماس والفضول، والتي قد تنجح أحيانا وتفشل أحيانا أخرى، ونظرا لهذا الاقبال يتم قرصنة هذه الكتب، وعرضها على الأنترنت لتحميلها بكل يسر، فتضيع حقوق أصحابها.
نجاح هذه البرامج لا يقتصر بطبيعة الحال على الإطار الباهر الذي تعرض فيه، بل لتمكّن أصحابها من الطبخ بشكل جدي، حيث لا تخفى مهارتهن وحرفيتهن على المشاهدين، لذلك إذا كانت مقدمة البرنامج لا تجيد الطبخ ولا علاقة لها به، كما هو الحال في بعض البرامج، فمصيره يكون الفشل، حتى وإن كانت مجرد مساعدة للطباخ الرئيسي، فارتباكها وجهلها أحيانا بأبسط الأمور يفضحها، فتتأثر مصداقية البرنامج.
ثرثرة المقدمين تزعج المشاهدين
يشتكي عدد من المشاهدين من أن ما يزعجهم في برامج الطبخ المفضلة لديهم، هو ثرثرة مقدميها الذين لا يتوقفون عن الكلام المسترسل والسريع منذ البدء في تقديم مقادير الوصفة، وحتى إظهار شكلها النهائي للجمهور، ناهيك عن بعض البرامج التي تتلقى مكالمات هاتفية من مشاهدين غالبيتهم نساء، لتصبح الثرثرة هي القاسم المشترك لهذه البرامج، التي يود المشاهدون أن يتم تخفيف الكلام فيها .
ل. ب