• الأمن القومي العربي مرهون بنجاح المقاومة الفلسطينية
• يجب أن نتعامل مع الحرب كما تعاملنا مع “كوفيد-19”
• حقد إسرائيل على الجمعية زاد بكسرها الحصار على مجمع الشفاء الطبي
أكد رئيس جمعية البركة، أحمد براهيمي، أن الوضع الإنساني في فلسطين مأسوي، حيث بعد القصف المتواصل والحصار المفروض عليها، بغلق المعابر لمنع مرور المساعدات الإنسانية، أصبح من لم يمت بالقصف يموت جوعا، فيما اكتفت الإنسانية جمعاء بالترقب عن ما سيحدث هناك، دون أن تتحرك أمام هول المجازر التي ترتكب يوميا، وحاليا الشعب الفلسطيني أولى بكل المساعدات الإنسانية، التي لا يجب النظر إليها على أنها من أجل القضاء على الفقر، بل لنؤمن أوطاننا، فنحن أمام لاحظات شرف، ولا يوجد عذر دون المشاركة في هذه المعركة، مشيرا بأن المقاومة الفلسطينية اتخذت من الثورة الجزائرية نموذجا يحتدى بها، حيث ألقى الشعب الفلسطيني ثورته إلى الأمة العربية، التي اكتفت بالترقب مع بقية الأمم الأخرى من بعيد، ما يجعلنا أمام مسؤولية كبيرة، إن لم نقدم يد العون لهذا الشعب الأعزل، الذي تمارس ضده كل أنواع المجازر دون رحمة.
توجهت “الموعد اليومي”، إلى مقر جمعية البركة، المعروفة بنشاطها الإغاثي خلال الأزمات سواء كانت حروبا أو كوارثا طبيعية، وهذه المرة وجدنا العمل جارٍ على قدم وساق، ومنصب على جمع التبرعات لإخواننا في فلسطين، والتقينا رئيس الجمعية، الذي كان لنا معه هذا الحوار، حيث أوضح رئيس جمعية البركة، أحمد براهيمي، في حديثه لنا، بأن الدولة الجزائرية قدمت كل التسهيلات، قصد إنجاح العمل الإغاثي، ما جعلها اليوم مهددة بمواقفها الراسخة، ودعمها الكبير لفلسطين.
المساعدات الإنسانية التي توجه لغزة تصبّ في إطار حماية أوطاننا
وأكد رئيس جمعية البركة، أن العالم كله متوقف ينتظر حسم نتائج هذه المعركة، التي ستحدد من يحكم العالم، لكون أنه مستقبلا لن تبقى هناك هيمنة للولايات المتحدة الأمريكية على العالم، بل ستتغيير كل المفاهيم والمعادلة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي قالها بصريح العبارة “نحن نخوض حرب البقاء”، وبالتالي لا يجب السكوت عن ما يحدث هناك، وأن لا نبقى مكتوفي الأيدي، لأنه لا يوجد شيء يعيقنا عن عمل الخير، الناس يوميا يشكوننا إلى الله، فالعمل الإنساني، لا يجب النظر إليه على أنه من أجل القضاء على الفقر، بل لنؤمّن أوطاننا، فنحن أمام لاحظات شرف وذات قيمة، ولا يوجد عذر دون المشاركة في هذه المعركة، واليوم ليس وقت بكاء، فقد دخلنا في الشهر الخامس من الحرب، ويوميا قتل وجرح، وحاليا هناك جوع، ماذا نقول لله عندما نلتقي، ما يجعلنا نأخذ هذه الإغاثة من هذا البعد، وبالتالي يجب الاقتحام وإعادة ترتيب الأولويات لدى الناس، وأن نتعامل مع الحرب كما تعاملنا مع “كوفيد”، لأن هذه المعركة هي معركتنا، وما يحتم على الجميع توقيف الحياة من أجل فلسطين.
في هذا الظرف العصيب الشعب الفلسطيني أولى بكل المساعدات
وأضاف أحمد براهيمي، بأنه من خلال حملة “الوعد المفعول”، جهزت العديد من المأوي، حيث من أول يوم للحرب شُرع في العمل الإنساني هناك، من خلال فتح 69 مخيما تابعا لجمعية البركة، مع وجود نقاط استشفائية، من أجل التخفيف عن المستشفيات التي لا تستطيع استيعاب العدد الكبير من الوافدين إليها، وبالتالي فتح هذه النقاط للمصابين وتبقى المستشفيات للحالات المستعصية فقط، كما قامت الجمعية أيضا قبل حرب 7 أكتوبر، بحفر الآبار التي تشتغل بالطاقة الشمسية، وفتح باب الشركة مع الكثير من الدول، أبرزها تركيا، السعودية، أمريكا وغيرها، إضافة إلى شراكة مع أشخاص، فعلى سبيل المثال كل شخص لديه عقيقة، دين أو عرس، يتبرع بتلك الأموال إلى إخواننا هناك، لأنه حاليا الشعب الفلسطيني أولى بهذه المساعدات وفي أمس الحاجة إليها، حيث أغلقت جميع المنافذ للوصول إليهم، وحاليا هناك دول ومنظمات لم تستطع إدخال المساعدات، وبالتالي جمعية البركة هي التي تتكفل بتوزيعها، نظرا لطاقمها البشري الكبير، الذي يتواجد في كل النقاط، وتمكنت من إدخال سيارات إسعاف وأدوية، وهي تعمل على 3 مسارات، من خلال القيام بشراء مزارع من الخضر ونوق وجمال، فكل شيء يؤكل ويلبس تم شراؤه ليوزع على الموطنيين، الذين لا يجدون قوت يومهم، كما ركزت الجمعية على التعامل مع الأطفال الصغار، بجمعهم وتلهيتهم في المأوي.
الوضع الإنساني بغزة مأسوي فمن لم يموت بالقصف يموت جوعا
كما تأسف رئيس جمعية البركة، على الوضع الإنساني الذي يعيشه الفلسطينيون وسكان غزة بالتحديد، حيث بعد القصف المتواصل والحصار المفروض عليهم، بغلق المعابر لمنع مرور المساعدات الإنسانية، أصبح من لم يمت بالقصف يموت جوعا، ما يجعلنا نطرح عدة تساؤلات أين الأمة، التي كانت تخرج بالملايين في الشارع، لتأييد فلسطين، وبالتالي نقول بأن هناك شيئا وقع للإنسانية جمعاء، التي اكتفت بالترقب ماذا سيحدث هناك، دون أن تتحرك أمام المجازر التي تحدث يوميا، أضف لذلك منع وتعليق المساعدات على الأنروا، بحجة
أن الأشخاص الذين يعملون معها، متورطون مع المقاومة التي تخوض يوميا معارك بطولية، من أجل وطنهم، ورغم كل ما يحدث إلا أن الشعب الفلسطيني ملتف حولها، لأنه يعلم بأنها معركة الحق ضد الباطل ومعركة وجود.
إذا سقطت المقاومة سيصبح الأمن القومي العربي مهددا
وأقرّ المسؤول الأول على الجمعية، أنه إذا سقطت المقاومة، التي تدافع عن شرف الأمة، سيصبح الأمن القومي العربي مهددا، حيث صرح بذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ناتنياهو، الذي كشف بجمعية الأمم المتحدة، أمام مرأى ومسمع العالم كله، عن خريطة إسرائيل الكبرى، التي ستمتد إلى عدة دول مجاورة، وبالمقابل هناك بعض الدول العربية، تقوم بشراء السلع وتدخلها إلى الكيان الصهيوني، ما يجعلنا نتسأل لماذا لم تفعل شعوب تلك الدول، مثل الحوثيين، الذين أوقفوا الملاحة بالبحر الأحمر وهذا نصرة لإخوانهم في غزة المضطهدين، واليوم أصبح وجودنا وحياتنا لا معنى له، لكوننا نرى أمة تدمر والجميع ساكت، على كل ما يحصل من خروقات وتقتيل وتدمير، في حق شعب أعزل يريد العيش تحت كنف الحرية، في حين لما نتحدث عن الجانب الإنساني، فمدينة رفح التي يتواجد فيها النازحون من كل المناطق، أصبحت مهددة، فلو دخلت إسرائيل إليها، سنرى مجزرة إنسانية حقيقية.
البركة تريد أن تصبح أكبر منظمة في العالم لإبقاء الراية الوطنية مرفوعة
وأوضح المتحدث في ذات السياق، بأن الجمعية الوطنية معتمدة من طرف وزارة الداخلية، وهي بالدرجة الأولى إغاثية، حيث تتواجد أين تكون المشاكل والحروب والزلازل والفيضانات، ومهيكلة على مستوى 58 ولاية وفي 41 دولة عبر العالم، نشاطها متمركز في فلسطين، كما عملت أيضا في عدة دول، أبرزها ليبيا تونس السودان مالي سيريلانكا وغيرها من الدول الأخرى، وهي تطمح بأن تصبح أكبر منظمة في العالم، ذات بعد عالمي من أجل إيصال خير الجزائر، وبقاء الراية الوطنية مرفوعة في كل بقاع العالم. وأضاف المتحدث، إلى أن نشاط الجمعية في البداية، كان فرادى، أين شارك في أسطول المرمرة، الذي كان يهدف لكسر الحصار على غزة، وتم سجنه ليطلق سراحه بعد عدة تدخلات أجنبية، لتشرع عام 2015، في العمل بشكل رسمي، وأصبحت حاليا تعمل بالشراكة مع أكبر المنظمات العالمية.
عمل البركة في فلسطين متجذر في الأعماق
وأشار براهيمي، إلى أن عمل الجمعية في فلسطين قديم جدا فهو متجذر في الأعماق، حيث عملت في كل الحروب، من خلال إفطار الصائمين في القدس، ودعم المرابطين والمرابطات، وفي الضفة الغربية أقيمت مشاريع موسمية، وقدمت كسوة العيد للأطفال، الذين هم بأمس الحاجة لها، إلى غير ذلك من الأعمال الإنسانية الأخرى، واصفا مهمة الجمعية في فلسطين بالسهلة، لكون بلادنا ليست من الدول المطبعة مع إسرائيل، ومن أبرز المشاريع التي أقيمت هناك، بناء عدة مستشفيات ومساجد، والبيوت وترميمها، إضافة لفتح المأوي، وكل هذا قبل طوفان الأقصى، الذي كسر مقولة الجيش الذي لا يقهر، ولكن بعدها شأن آخر، أين زاد حقد الكيان على الجمعية، خاصة بعد كسرها الحصار على مجمع الشفاء الطبي، بإدخال عدة مساعدات طبية، المتمثلة في أجهزة طبية وأدوية، هذا فيما استشهد العديد من أفراد طاقم الجمعية، كما أصيب الكثير منهم في القصف، في حين هناك مفقودين والذين لم تظهر عنهم أي آثار. أما فيما يتعلق بالمساعدات، فالجمعية تخضع للقانون الجزائري، وتأتي على شكل مساعدات عينية، أما إذا كانت أموال فتذهب مباشرة إلى البنك، حيث فتحت حسابات بالبريد، وجميع أرقام الحسابات موجودة على صفحة الجمعية، لمن يرغب في المشاركة ومساعدة الفلسطينيين. وفي الأخير، أشاد رئيس الجمعية بخصال الشعب الجزائري المعروف بكرمه والمساعدة في وقت الشدائد، مشيرا بأن المقاومة الفلسطينية اتخذت من الثورة الجزائرية نموذجا يحتذى به، وذلك على نهج الشهيد العربي بن مهيدي، الذي قال في مقولته الشهيرة، “ألقوا بالثورة إلى الشارع يحتظنها الشعب”، فرغم الحصار المفروض على الثورة التحريرية، من خلال إقامة خط شارل وموريس، فقد تمكن الثوار من إدخال الأسلحة والأدوية عبر الحدود، ليتوج ذلك كله بتحقيق الاستقلال، ونفس الشيء يحدث اليوم في فلسطين، حيث ألقى الشعب الفلسطيني القضية للأمة العربية، والمقاومة أنقذت شرف الأمة كلها، بدفاعها عن مقوماتها، وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، والتي أهلنا في غزة هم بأمسّ الحاجة إليها في هذا الظرف الحساس الذي يمرون به، فهناك من يستطيع إدخالها وفي وقتها، وبالتالي ليس هناك أي عذر في عدم تقديم لهم يد العون، ولو كان بشقة تمرة.
نادية حدار