افتتحت، السبت، فعاليات الطبعة الحادية عشرة من ملتقى إفريقيا للاستثمار والتجارة، المنعقد تحت شعار “التكامل والازدهار الإفريقي”، بمشاركة واسعة لممثلي الحكومات والمؤسسات الاقتصادية من داخل القارة وخارجها.
وقد ألقى وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية لخضر رخروخ، كلمة افتتاحية أكد فيها، أن الوقت قد حان لتحويل إفريقيا من سوق مفككة إلى فضاء اقتصادي موحد، عبر الاستثمار الفعلي في مشاريع البنية التحتية ذات البعد القاري. وفي كلمة صريحة حملت بعدا استشرافيا، شدد الوزير على أن إفريقيا، رغم ثرواتها الطبيعية والبشرية، ما تزال تواجه فجوات كبيرة في شبكات الطرق، السكك الحديدية، الطاقة، الموانئ، والنقل الحضري. وأشار إلى تقارير الاتحاد الإفريقي التي تقدر احتياجات القارة في هذا المجال بأكثر من 100 مليار دولار سنويا. وأوضح أن الجزائر وضعت تطوير البنى التحتية في صلب استراتيجيتها التنموية، إدراكًا منها بأن لا تنمية اقتصادية حقيقية دون منشآت قاعدية فعالة. واستعرض جملة من المشاريع الضخمة التي أنجزتها الجزائر أو هي في طور الإنجاز، أبرزها الطريق العابر للصحراء الجزائر – لاغوس أحد أبرز مشاريع الربط القاري، يمر عبر أكثر من ست دول، ويمثل ركيزة للتكامل الاقتصادي بين شمال وغرب ووسط إفريقيا، الطريق الرابط بين تندوف والزويرات منفذ استراتيجي نحو موريتانيا وغرب إفريقيا. إلى جانب مشاريع السكك الحديدية الكبرى و ذلك لربط الموانئ بالمراكز الصناعية والحدودية، وتحقيق التواصل الفعلي بين شمال وجنوب البلاد إلى جانب تحديث منظومات النقل الحضري والموانئ والمطارات و ذلك باستخدام كفاءات وطنية وشراكات تقنية عالية الجودة. ودعا الوزير، إلى إدراج هذه المشاريع ضمن شبكات الربط الإفريقية الكبرى، سواء في إطار الاتحاد الإفريقي أو في إطار الشراكة مع التجمعات الإقليمية، مؤكدا أن الجزائر مستعدة لتقاسم خبراتها ومرافقة الدول الشقيقة في تنفيذ مشاريع الربط القاري. كما اعتبر الملتقى فرصة لتعزيز اللقاءات الثنائية بين الفاعلين الاقتصاديين من القطاعين العام والخاص، وتشجيع عقد شراكات استراتيجية تسهم في دمج المؤسسات الإفريقية في سلاسل القيمة الإقليمية والدولية، من خلال نقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات ومواكبة التحولات العالمية. وفي ختام كلمته، جدد الوزير التزام الجزائر بدعم مسار التكامل الإفريقي، على أساس التضامن والسيادة والنجاعة، وأعلن رسميا افتتاح أشغال الطبعة الحادية عشرة للملتقى، متمنيًا أن تفضي إلى مشاريع ملموسة تعود بالنفع على شعوب القارة.
إيمان عبروس
