-
السينما عصب الاقتصاد ورسالة نبيلة نرسخ بها القيم,
-
لازالت السينما الجزائرية بعيدة عن المستوى المطلوب في ظل التطور العلمي والتكنولوجي.
أحبّ كتابة السيناريو فأبدع فيه، حيث كتب سيناريو عدة أعمال فنية منها سلسلة “مانسكونش مع يماك”، “عائلة براسك هايلة”…. كما كتب مؤخرا قصة وسيناريو الفيلم السينمائي “لعنة الدم” الذي تم الانتهاء من تصويره وهو جاهز للعرض. فعن هذا الفيلم وأمور ذات صلة تحدث كاتب السيناريو بحري صديق لـ “الموعد اليومي” في هذا الحوار…
هل يمكن أن تعطينا بعض التفاصيل عن العمل السينمائي الجديد الذي كتبت السيناريو الخاص به “لعنة الدم”؟
هو عبارة عن فيلم سينمائي يجسد قصة كفاح شعب أبى ألا يعيش في زمن العشرية السوداء.
ومن يشارك في هذا العمل السينمائي؟
حاولنا التركيز على الوجوه المسرحية الجديدة.
عودة كبرى المهرجانات السينمائية في الجزائر مؤخرا كمهرجاني عنابة ووهران سمح بإعطاء نفس جديد للسينما الجزائرية، ما قولك؟
هناك بعض المنتجين لم يكن همهم إلا المال، لكن عندما عاشوا تجربة المهرجانات والمنافسة، عرفوا قدر التميز والاهتمام بالتفاصيل ورفع مستوى التحدي.
وما الفرق بين كتابة السيناريو السينمائي وكتابة السيناريو التلفزيوني باعتبارك صاحب تجارب في المجالين؟
هناك الكثير من الكتاب والمخرجين لا يفرقون بين الكتابة السينمائية والتلفزيونية.
الكتابة التلفزيونية تعتمد على السرد الآلي للقصة، بينما السينما تعتمد على التفاصيل الدقيقة والشكل والمؤثرات التقنية.
لديك عدة أعمال تلفزيونية سبق للمشاهد أن تابع تفاصيلها، ما هو العمل الذي تراه قرّبك أكثر للجمهور؟
ربما الأعمال الرمضانية، لكن يبقى للسينما وجمهورها خصوصية فريدة تجعلك تلمس الفرق في المتعة والتحفيز، لأن السينما تجد فيها نفسك على خط التماس مع شريحة تفهم ما معنى الإبداع وتفاصيله.
ما رأيك في توظيف الجرأة في الأعمال السينمائية التي تتنافى مع عادات وتقاليد المجتمع الجزائري؟
بالنسبة للجرأة في السينما فهي مطلوبة، بل هي وجه من أوجه الديمقراطية التي هي أساس التطور والتميز، لكن مفهوم الجرأة لا بد ألا يتعدى حدود الدين ولا أن يمس بخصوصية الجزائري إن كان هو المتلقي طبعا. لقد أصبحت أتعجب من بعض الدخلاء على الفن مما يرون في هذا العالم المميز فضاء للهروب من واقعهم المريض وكأن السينما هي الانحلال والإباحية وتجاوز المألوف. على العكس تماما السينما عصب الاقتصاد ورسالة نبيلة نرسخ بها القيم ويمكن أن ترتقي بالإنسانية إلى مستوى من النماء والتطور، كما هي وسيلة للحوار ونقل الحقيقة ورفع بها صوت الشعوب المقهورة، وهي أيضا وسيلة للسلم والسلام.
ما تقييمك لواقع السينما الجزائرية مقارنة بقرينتها في البلدان المجاورة؟
بكل مرارة لازالت السينما الجزائرية بعيدة عن المستوى المطلوب في ظل التطور العلمي والتكنولوجي والزحف الإلكتروني.. للأسف ماضينا أفضل من حاضرنا، وكأننا نسير إلى الوراء رغم اهتمام رئيس الجمهورية شخصيا بهذا الملف، لازال هذا القطاع بحاجة إلى أكثر صرامة ومتابعة.. نحن بحاجة إلى صناعة سينمائية حقيقية.
من هو الفنان الذي لازلت تحلم بأن يكون أحد أبطال الأعمال الفنية التي كتبت قصتها والسيناريو الخاص بها؟
رغم تقديري الكبير لعثمان عريوات أطال الله عمره والمبدع صالح أقروت شفاه الله، إلا أني في السينما خاصة أؤمن بفكرة أن العمل الناجح لا يحتاج دائما إلى شخصية معروفة، بل إلى انتقاء دقيق وعمل أكثر على حيثيات النص الدقيقة وجعل الإبداع فوق كل اعتبار.
تتعرض من حين لآخر إلى السرقة الفنية، كيف حسمت الأمر؟
للأسف الكثير من الكتاب يعانون من هذا المشكل، أما بالنسبة إلى الحسم فأعتقد أن الجهة المعنية بالحماية ما زالت تستعمل الطرق القديمة في مجابهة هذه السلوكات.
هل لك أعمال فنية في الأفق؟
لدي أعمال كثيرة جدا تنتظر الضوء الأخضر ومنها من هي قيد الإنجاز.
هل في مجال الدراما التلفزيونية أو السينمائية؟
آخر عمل سينمائي لسنة 2025 هو “لعنة الدم”، أما التلفزيوني فلدي ثلاثة سيناريوهات درامية جاهزة وأربعة أعمال فكاهية.
هل لازلت تفضل العمل مع التلفزيون الجزائري العمومي فقط دون خوض تجارب مماثلة مع قنوات تلفزيونية خاصة؟
أكيد التلفزيون العمومي هو المدرسة الحقيقية التي يمكن أن تؤهلك لأن تكون كاتبا محترفا، فضلا عن حقوقك التي تأخذها كاملة، لكن هناك قنوات خاصة أصبحت محترمة تهتم بالجودة والتميز والاحترافية.
حاورته: حاء/ ع