يروي المؤرخون تفاصيل معركة شعبة الرمل، التي يعتبرونها معركة كبيرة اندلعت بتاريخ 07 فيفري 1957 بين أفراد جيش التحرير الوطني الموزعين على كتيبتين تضمان حوالي 120 مجاهدا مزودة بأسلحة من نوع ستاتي وفوشي وماط 49 وقارة بقيادة البطلين مخلوف بن قسيم وتومي عمر وبين قوات الجيش الفرنسي، في تعداد ضخم مسلح بأحدث الأسلحة الفتاكة ومدعم بالطائرات المقنبلة والدبابات ومدفعية الميدان.
وقال المؤرخون إنّه قبيل الفجر وصل إلى علم القائدين مخلوف بن قسيم وتومي عمر عن طريق الحراسة والمسبلين بأن عددا هائلا من الأضواء الكثيفة تتجه نحو المنطقة، مما سمح بإعطاء تعليمات دقيقة لأعضاء جيش التحرير بالتمركز في مواقعهم، لأن المكان كان صعب المسالك.
ويضيف أنه بعد طلوع الشمس بدأت دبابات العدو وعرباته المصفحة تتقدم بتدعيم من الطائرات التي قامت بالتحليق في المنطقة لاستكشاف وتحديد مواقع المجاهدين بدقة، ثم بدأت على الفور بإنزال قواتها العسكرية فوق سطح الجبل وشرع المشاة في الزحف، ومن هنا بدأت معركة عنيفة بين الطرفين، وعندما شعر الجيش الفرنسي بعجزه عن إحراز أي تقدم، استنجد بالطائرات المقنبلة لتدوم المعركة أكثر من 15 ساعة، بحيث شارك في المعركة مجموعة من المجاهدين من الولاية الثالثة بقيادة عبد القادر السحنوني.
ورغم عدم تكافؤ الإمكانيات العسكرية والبشرية بين الطرفين – قال الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين بالمسيلة – إلا أن أبطال جيش التحرير الوطني الأشاوس كبدوا قوات العدو خسائر بشرية ومادية معتبرة تمثلت في إسقاط ثماني طائرات حربية وإصابة عدد لا يستهان به من جنود العدو الفرنسي بين قتيل وجريح.
في حين سجلت خسائر المجاهدين باستشهاد بن نافع عطية، وإصابة ثلاثة جنود وهم زرواق أحمد وعطية وسعد بن لخضر، وعند نهاية المعركة نزل المجاهدون إلى سفح الجبل ليجدوا عددا كبيرا من سكان القرى المجاورة والمسبّلين في انتظارهم بالخيل والجمال والبغال مجنّدين لنقلهم إلى مكان آمن.
وفي اليوم الموالي للمعركة، كلّف المسبّلون بالرعي بالقرب من ذلك المكان للتمويه عن تواجد المجاهدين ولتغليط القوات العسكرية الاستعمارية خاصة مع تواجد طائرات العدو تحوم فوق الجبل، والتي قامت في عملية انتقامية عمياء بقصف المدنيين بكل وحشية ممّا أدى إلى استشهاد شبيكة فطيمة وطفلة صغيرة وإصابة شابين بإصابات مختلفة الخطورة منهم الطفل ربيعي ذو 8 سنوات، حيث بترت ساقيه مع إصابة المجاهد زرواق سليمان بن لخضر.
وبررت السلطات الفرنسية جريمتها آنذاك على أمواج إذاعتها بأنّها وجدت “فلاقة” مختبئين في ملاجئ تحت الأرض، ممّا سهّل عليها أمر القضاء عليهم، وهذا تزييفا للحقائق وتغليطا للرأي العام الفرنسي والدولي.