نافذة على التاريخ وشهداء في الذاكرة

الذكرى السبعين لاجتماع القادة التاريخيين.. وحّدوا الصفوف وأطلقوا أعظم ثورة في العالم

الذكرى السبعين لاجتماع القادة التاريخيين.. وحّدوا الصفوف وأطلقوا أعظم ثورة في العالم

تحلّ، اليوم، الذكرى الـ 70 لانعقاد اجتماع القادة الستة التاريخيين واللقاء المفصلي في تاريخ الجزائر، وهو اللقاء الذي ختم عدة اجتماعات سابقة لمجموعة من الشباب المنتمين للحركة الوطنية، والذي جاء بقرار إطلاق أعظم ثورة في التاريخ المعاصر.

ففي مثل هذا اليوم قرر الشباب من خيرة ما أنجبت الجزائر، تبني العمل المسلح ومجابهة المحتل، هذا القرار الصعب لم يكن هينا لولا صلابة الشباب وعبقريتهم. وقد أصر القادة الستة على أن تكون هذه الثورة شعبية بلا زعيم ولا قيادة فردية ولا ريادة حزبية وبشعار موحد هو “من الشعب وإلى الشعب” تقودها على الجبهتين السياسية والعسكرية جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني.

ففي مثل هذا اليوم اجتمع كل من محمد بوضياف، العربي بن مهيدي، مصطفى بن بولعيد، كريم بلقاسم، ديدوش مراد ورابح بيطاط بمنزل المجاهد مراد بوقشورة بمنطقة الرايس حميدو بالجزائر العاصمة، في اجتماع اتسم بأعلى درجات السرية لرسم معالم الثورة التحريرية التي رسخت مبادئ كفاح الشعب الجزائري على مدار التاريخ وجعلت من وحدته الوطنية حتمية لا مفر منها من أجل تحقيق الهدف الأسمى وهو طرد المستعمر ونيل الحرية والاستقلال.

هذا، وقد تم خلال الاجتماع صياغة بيان أول نوفمبر وتحديد التوقيت الدقيق وكلمة السر لتفجير الثورة عبر كامل التراب الوطني، ورسم خريطة عسكرية لتحديد مواقع تواجد القوات الفرنسية مع اعتماد مبدأ اللامركزية في تسيير شؤون الثورة بمنح كل المناطق حرية التصرف في إدارة مصالحها وفقا لخصوصية كل منطقة وإعطاء الأولوية للداخل على الخارج.

واتفق المجتمعون على تقسيم البلد لست مناطق عسكرية لكل ناحية قائدها، كما تقرر على إثرها التحاق المجاهد محمد بوضياف بالقاهرة لربط الاتصال مع أعضاء الوفد الخارجي واطلاعهم على القرارات المتخذة وإذاعة بيان أول نوفمبر على أمواج إذاعة “صوت العرب”.

ومن بين أهم القرارات المتخذة خلال الاجتماع، إعطاء تسمية للتنظيم الجديد الذي سيعوض اللجنة الثورية للوحدة والعمل، وتم الاتفاق على تسميته بجبهة التحرير الوطني واشتراط الانضمام إلى صفوفها بشكل فردي وليس حزبي وتسمية جناحها العسكري بجيش التحرير الوطني.