هندسة معمارية وطبيعة ساحرة

بسكرة.. عروس الزيبان وجنة الصحراء

بسكرة.. عروس الزيبان وجنة الصحراء

تتميز ولاية بسكرة بعمارتها الهندسية المبتكرة وطبيعتها المميزة الساحرة، كما تمتلك العديد من المعالم الطبيعية والأثرية التي تستحق الزيارة والاستكشاف.

تحتل ولاية بسكرة مكانة مرموقة على عديد الأصعدة ولاسيما في المجال السياحي، نظرا لموقعها الاستراتيجي المتميز من جهة، وما تكتنزه من مقومات سياحية مختلفة طبيعية، ثقافية، دينية وحموية من جهة أخرى، ما جعلها مقصدا للسياح المحليين والأجانب وهدفا للمستثمرين في هذا القطاع، الذي سجل قفزة نوعية بالولاية، من حيث إنجاز العديد من هياكل الاستقبال بطاقات متنوعة تلبية لطلبات السياح المختلفة.

 

زوار لا ينقطعون

تعرف عروس الزيبان إنجاز العديد من المشاريع فيما يتعلق بهياكل الاستقبال التي تتطلبها الضرورة الملحة في قطاع السياحة نظرا لتزايد عدد السياح طول السنة لاسيما أيام العطل، حيث تشهد الولاية حركة متواصلة للسياح الذين يتوافدون بأعداد كبيرة على المدينة كل حسب مقصده.

 

شواهد تاريخية.. ترويج للسياحة الدينية

يزخر تاريخ منطقة بسكرة الثقافي بالعديد من الأحداث والشخصيات التي مرت على هذه المنطقة، مخلفة العديد من الشواهد التي مازالت تنسج خيوطها لقصص يرويها التاريخ للأجيال الصاعدة من جهة، وتمثل محطة تجلب إليها الزوار طوعا لاستنشاق عبق التاريخ فيها من جهة أخرى.

ومن بين هذه الشواهد التي تدخل في إطار السياحة الدينية والتاريخية بعاصمة الزيبان، مقام الصحابي الفاتح عقبة بن نافع الفهري بمنطقة تهوده بسيدي عقبة حاليا بالمركب الإسلامي الذي يستقطب مئات الزوار يوميا وخلال السنة، حيث شهدت المنطقة معارك كبيرة خاضها الفاتح عقبة بن نافع مع قرابة ثلاثمائة من التابعين استشهدوا بهذه الأرض الطاهرة خلال الفتوحات الإسلامية ببلاد المغرب العربي، بالإضافة إلى منطقة سيدي خالد التي تكلم عنها العلماء من بينهم العالم والفقيه الشيخ عبد الرحمان الخضري البنطيوسي في كتبه، هذا الأخير يتواجد ضريحه بزاوية بنطيوس ويعتبر رمزا من رموز العلم والدين والورع بالمنطقة التي تعرف توافد الزوار إليها من باحثين، طلبة العلوم الدينية بالجامعات بغرض النقل عن كتبه الكثيرة الموجودة بمكتبة الزاوية العثمانية بطولقة، هذه الأخيرة التي تعد هي الأخرى من الشواهد الدينية التي تميز المنطقة، بالإضافة إلى منطقة الزعاطشة التاريخية التي تحمل اسم مقاومة الزعاطشة ببلدية ليشانة حاليا والتي تعد مقاومة سكان هذه الواحة من المقاومات الرائدة رغم قصر مدتها، حيث دامت المواجهة أزيد من أربعة أشهر أي من 16 جويلية إلى 26 نوفمبر 1849 ومع ذلك فإن لها من القيمة ما يؤهلها لأن تحمل الكثير من الرسائل عن رفض الاستعمار الفرنسي للجزائر. وبالتالي تعتبر هي الأخرى شاهدا تاريخيا يجلب له الزوار باستمرار على غرار الأولياء الصالحين الذين تزخر بهم منطقة بسكرة على سبيل المثال سيدي زرزور الذي يقترن اسمه بمدينة بسكرة والولي الصالح سيدي أمحمد بن موسى بقرية الحوش وغيرهم.

 

حمام الصالحين.. أشهر الحمامات المعدنية

من أهم المناطق السياحية في بسكرة، وأشهر الحمامات المعدنية في الجزائر، التي يرجع إنشاؤها إلى العصور الرومانية، فكان مركزًا للراحة لقادة وأمراء الرومان ومياهه الحارة ذات القدرة العالية على علاج العديد من الأمراض.

وهو الذي يمنحك الفرصة للاستمتاع بقضاء يوم من الاسترخاء في مياه معدنية بدرجة حرارة 43 درجة مئوية في حمامات ولاية بسكرة السياحية، مع التدليك المائي، حمامات القدم، واستنشاق البخار، إضافةً إلى ممارسة الرياضة في صالة الألعاب، وتوافر المحلات التجارية، كما يمكنك تناول وجبة شهية مع الاستمتاع بأجمل إطلالة في مجموعة مميزة من المطاعم والمقاهي الراقية.

 

حديقة لاندو أو جنة الله في الأرض

حديقة لاندو أو جنة الله كما يصفونها، هي واحدة من أجمل معالم مدينة بسكرة السياحية، التي أسسها اللورد لاندو دو لونغ في عام 1872، وقد حرص على جلب الأنواع المختلفة من النباتات والأشجار من أقطار أوروبا والمناطق الاستوائية لغرسها في الحديقة، مما جعلها مقصدا للكثير من العائلات والسائحين.

وتمتلك لاندو أبهى إطلالات بين جداول المياه، وبحيرات البط الرائعة، التي تتخلل الأشجار الكثيفة بأنواعها المتعددة، والنخيل الذي يميز هذه المدينة الساحرة، كما تحتضن الحديقة العديد من الفعاليات على مدار العام، ولعل أهمها المعارض الفنية التي تعرض لوحات فنية ومنحوتات لفنانين عالميين.

 

أكبر حديقة مائية تتواجد في بسكرة

تعد الحديقة المائية المتواجدة بولاية بسكرة من أكثر الأماكن السياحية في بسكرة تميزًا، هي أكبر حديقة مائية في الجزائر، فتتمتع بإطلالات مبهجة من أشجار النخيل والمساحات الخضراء، التي تتناسق مع الخلفية المائية المذهلة من حمامات السباحة والبحيرات والممرات المائية، وتقدم بسكرة سياحة الترفيه والمرح، في الملاهي المائية الشيقة.

وتشغل ا لحديقة مساحة 9 هكتارات تتوزع بين الملاعب المتعددة، الكثير من المنزلاقات العملاقة والمتنوعة التي تتصل بحمامات السباحة، ومنطقة الأطفال المخصصة لهم مع الزلاجات التي تتكيف مع أحجامهم، وعبور بركة الحيوانات السحرية، إلى جانب المطاعم، المحلات التجارية وموقف السيارات.

 

وادي الغوفي المذهل

أثناء زيارتك إلى بسكرة، لا يفوتك زيارة هذا الوادي المذهل، الذي يقع في منتصف الطريق بين مدينتي بسكرة وباتنة، بين مناظر طبيعية خلابة تتقاطع فيها الصور الجميلة للوادي، في جولة مع التاريخ تُطلعك على حضارات عديدة تعاقبت وشكلت هذا الصرح، الذي أصبح مزارًا للسياح من داخل وخارج البلد، فتشاهد أنقاض الكثير من المنازل القديمة المنحوتة على جوانب المنحدرات الصخرية.

 

المركز التجاري قبلة الجميع

واحد من أهم وجهات التسوق في ولاية بسكرة السياحية، حيث يستقطب 1200 زائر يوميًا، ويتألف من 100 محل تجاري، تتنوع بين متاجر الملابس ومنها المحلية والتقليدية، المصنوعات الجلدية، وفساتين الزفاف، إضافةً إلى الأدوات المنزلية المميزة، والعديد من المطاعم والمقاهي الراقية، كما يوفر مركز صالة الألعاب الرياضية، ويقام به العديد من الفعاليات والأنشطة مثل دورات تدريبية ومدارس صيفية للأطفال.

 

القنطرة.. رمز بسكرة

كما يمكنك زيارة بلدية القنطرة الساحرة، التي تبعد عن بسكرة مدة ساعتين بالسيارة، وتعرف باسم فم الصحراء، الذي يقودك إلى طريق الوادي عبر المنحدرات الحجرية المذهلة وبساتين النخيل، بجانب الجدران الصخرية وقرى الأشباح، مرورًا بالجسر الروماني عبر وادي الحي الذي اعتاد البدو في الماضي نقل قوافلهم إلى المراعي الخضراء في الشمال.

أما القرية الحمراء فتقع في الجزء الغربي للقنطرة، وتُعد متحفًا في الهواء الطلق يضم المنازل التقليدية، ومتحف لابيداري في القنطرة يضم مجموعة من الأعمال الفنية الحجرية، التماثيل، والفخاريات الموجودة في الآثار الرومانية في جميع أنحاء المنطقة، ولا يفوتك تناول وجبة شهية من المأكولات الشعبية للمدينة أو احتساء مشروب هناك.

لمياء. ب