انطلقت، سهرة الأحد، بالمتحف العمومي الوطني للخط الإسلامي بوسط مدينة تلمسان، الطبعة الثامنة لليالي الخط والمخطوط، وذلك في إطار إحياء ليالي شهر رمضان الفضيل.
وتضمنت الليلة الأولى من هذه الطبعة المنظمة من طرف ذات المؤسسة الثقافية بعنوان “المخطوطات الخزائنية بين القيمة المعرفية والجمالية” تقديم ثلاث مداخلات حول هذا الموضوع نشطها أساتذة من جامعات تلمسان ومعسكر ووهران. وذكر صلاح الدين بن نعوم من جامعة معسكر في مداخلة بعنوان “تعريف بخزانة مخطوطات عائلة بن نعوم بمدينة معسكر”، أن خزانة عائلة بن نعوم التي تنتمي إلى قبيلة أولاد سيدي أحمد بن علي الحسيني بسهل غريس بمعسكر تتكون من 35 مخطوطا، منها 26 مخطوطا أصليا وتسعة مخطوطات مصورة ورقية هي عبارة عن مراسلات وعقود وتقاييد وخطب منبرية إلى جانب رفها الثاني المخصص للمطبوعات القديمة
والنادرة منها 19 كتابا بالطباعات الحجرية وخريطتين قديمتين يقارب عمرها 100 سنة وجريدة البصائر لجمعية العلماء المسلمين لسنة 1948 وسبعة وثائق أرشيفية و16 صورة قديمة أصلية لمدن وشخصيات جزائرية.
كما تطرق ذات المختص إلى المخطوطات المعروفة بكثرة من المصاحف التي تضمها ذات الخزانة، خاصة التي جلبت من المشرق الإسلامي خلال الفترة العثمانية وعناوين بعض المخطوطات غير المطبوعة ومجاميع المخطوطات التي هي عبارة عن مصنف واحد يضم الكثير من العناوين ككتاب “السلم المرونق في علم المنطق” للإمام الأخضري و “نظم المجرادية” في علوم القرآن وغيرها، مشيرا إلى أن أقدم مخطوط بهذه الخزانة يعود إلى سنة 1653 للميلاد ومخطوطات أخرى لعلماء من تلمسان على غرار أحمد بن محمد الحرشاوي الندرومي والعلامة ابن رحال التلمساني.
من جهته، أبرز عبد الحق زيروح من جامعة تلمسان في مداخلة بعنوان “قراءة في مخطوط مغناطيس الذر النفيس“ لابن أبي حجلة التلمساني أن هذا المخطوط عبارة عن رسالة أدبية خطها بن أبي حجلة تضم ديباجة كتابه ”مجتبى الأدباء” الذي يتطرق لقضايا أدبية
ونقدية تخص أدباء وعلماء ترجم لهم “لافتا أن لأبي حجلة مؤلفات كثيرة منها “ديوان الصبابة” وخمسة دواوين في المديح النبوي و“غيث العارض في معارضة ابن الفارض” و”المكيال الأوفى” و”ترجمان الزمان” وهو أرجوزة تعليمية تمتد على 7 آلاف بيت جمع فيها أصناف العلوم وأراجيز في الطب والنحو
والفقه و“أنموذج القتال في نقل العوال” و“بلوغ المرام في التوجه للأهرام” و”منطق الطير” وغيرها من الأثار التي تركها.
كما تطرق الجيلالي مستاري من مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران إلى جدلية الخط والصورة في التراث الإسلامي، وإلى العلاقة بين الخط والصورة والتوافق بين الاتجاهات الدينية حول هذا الموضوع وتطور التفنن في الخط وعلاقة التصوير به.
وتم تقديم مداخلة تطبيقية بعنوان “أهمية الزخرفة في اللوحة الخطية” من تأطير الخطاط والمزخرف أيمن ريد عبد العاطي من جمهورية مصر العربية.
ق\ث