سجل معاناة..

سجل معاناة..

سلام ربي عليكم إخوة النّون

للشين والعين قبل الراء ضمّوني

ربّاهُ نار الأسى والجرم تُكويني

وما سوى عفوك المأمول ينجيني

ركبت أمواج بحر دون أشرعة

فتهت في لجة العصيان كالنّون

بالغت حتى رأيت الجرم طوقني

وخفت يا ربّ في أخراي تخزيني

إن كنتُ يا رب أعصي غير منتبه

وروعة الحسن في الآفاق تغريني

فأنتَ خالقُ حسنِ الكون أجمعِه

وخالقٌ في جنابي فطرة الطين

لم أعص إلا وعينُ العفو مشرعةٌ

على العصاة لعل الستر يكسوني

يا رب قد قُلتَ يا عبدي غفرت لكم

ما دمتمُ في ربى الأسحار تأتوني

فاجعل غطاءك بالغفران يشملني

واستر عن الخلق عيبي لا تعرّيني

بيني وبينك عهد أن تعافيني

ما دمت أخفي وأرجو أن تعافيني

فالعين باكية والروح شاكية ٌ

والقلب تُلقمهُ حنقا شراييني

(لا تقنطوا) (ياعبادي) منك أحفظها

ورحمةٌ منك بالغفران تُسْنِيني

إني بذكرك في الأسحار مؤتنس

وفي النهار خطى الوسواس تنسيني

حرارة الذنب في الأعماق تخنقني

لا برد غير رضى الرحمن يرويني

أقسمتُ أن لا أُرى رباهُ مرتديا

ثوب الجهار إلى أن تصلحوا ديني

فالغين أُتبعها بالفاء تشفعها

والراء معْ ألفٍ ترنو إلى النون

إن شئت عذبت يا رباه مقتدرا

فحكمك العدلُ إذْ ساءت دواويني

أو شئت عفوا فهذا الفضل يغمرني

أرجوك خوفا وحبا أن أقمْ ديني

إني إذا خفت شيئا رحت أبعده

وخوفُ لقياك منك -الله- يُدنيني

وهذه توبتي في السر أبعثها

إليك فاقبل وتبْ يا ربّ عافيني

فالموت لا شك في الأستار مختبئٌ

متى تشاءُ أتى نحوي لتكفيني

فاكتبْ ليَ اللهُ خيرَ الفعل أُختَمُه

فإن خاتمة التوحيد تكفيني

شفّع حبيبك يوم الحشر تُنقذني

به ومن حوضه الرقراق تسقيني

 

  • الصديق قاسم مسوس/ تيارت