أم البواقي صاحبة التاريخ العريق والضارب في عمق العصور القديمة، امتدت خلالها تسميتها الحالية التي تعود إلى الحقبة العربية البربرية، والتي جاءت حسب بعض الكتابات القديمة نسبة إلى الكاهنة التي تركت أولادها في هذا المكان، ومن هنا اُشتق اسم المدينة من “أم الذين تبقوا”، كما تسمى ولاية أم البواقي بولاية جبل سيدي ارغيس الذي يحيط ببلدية أم البواقي، الأمر الذي يعطيها منظراً طبيعياً رائعا.
تقع ولاية أم البواقي في الجهة الشرقية من البلد، تحدها من الجنوب ولاية خنشلة ومن الغرب ولاية ميلة وباتنة ومن الشمال ولاية قالمة وولاية قسنطينة، تبعد عن عاصمة الجزائر بحوالي 500 كم وعن الساحل المطل على البحر الأبيض المتوسط الذي يقع شمالها بحوالي 160 كم وعن حدود الجمهورية التونسية بحوالي 200 كم،
وتم ترقية مدينة أم البواقي إلى مصاف الولايات إبان التقسيم الإداري لسنة 1974، وكانت تضم مدينة خنشلة التي تم ترقيتها بدورها إلى ولاية في التقسيم الإداري لسنة 1984.
سكانها شاوية أمازيغ وهم السكان الأصليون للجزائر وشمال إفريقيا، يقدر عدد سكان الولاية بـ 620 ألف ساكن يتوزعون على 29 بلدية، من أشهر رجالها أبو بكر بن بوزيد وزير التربية من عين البيضاء وعيسى الجرموني والشهيد فارس الحنافي من بلدية الزرق، وكانت أم البواقي تسمى إبان الإستعمار الفرنسي بـ “كانروبر ” نسبة لجنرال فرنسي، وتم اتخاذ المنطقة كمركز مراقبة وإمداد للإستعمار نظرا للموقع الإستراتيجي الذي تحتله المدينة، ويقدر عدد سكان المدينة بحوالي70 ألف، وهي تتوسط مجموع بلدياتها ودوائرها، توجد بالمدينة عدة مرافق تعليمية وإدارية، جامعة العربي بن مهيدي التي تتسع لـ 18 ألف طالب، ومعهد التكوين المتخصص ججام عبود، والعديد من المعاهد الأخرى، بالإضافة إلى المرافق الثقافية والرياضية، كما تشتهر المدينة بصناعة الصوف والجلود وكذلك العطور ومواد التجميل وسوق الخضر والفواكه وكذلك شارع دبي بماريان والخشب، وتتحدث أنباء مؤخرا عن وجود النفط فيها وأكبر أحياء المدينة حي ماريان وسوق العاصر وطريق خنشلة وطريق مسكانة
وكذلك دائرة عين مليلة فهي من أكبر دوائر الولاية وتمتاز بمناطق زراعية حيث الأرياف وتربية المواشي.
أما وسط المدينة فهو مركز كبير للتجارة بكل أنواعها، حيث يباع كل شيء يبحث عنه الزبون خاصة قطع غيار السيارات والأجهزة الإلكترومنزلية، وتكاد تعد هذه المدينة منطقة صناعية ضخمة بالجزائر.
ثروة غابية تفتح الباب واسعا لتطوير السياحة البيئية
تتمتع ولاية أم البواقي بمناظر طبيعية في غاية الروعة والجمال، يتجلى فيها إبداع الخالق، ففي أرجائها يتمتع ناظرك بروائع الكون والطبيعة الخلابة التي تبعث برونق يسحرك منذ الوهلة الأولى وتجد نفسك منساقا للإرتماء في أحضانها، حيث تحتوي المنطقة على ثروة غابية مهمة ومعتبرة تقدر مساحتها الإجمالية بـ 75484 هكتارا، وهي ذات طابع سياحي جذاب، بحيث تتميز بنظارة خضرتها وأجوائها التي تهديك نقاوة الهواء، كما تكتشف في أحضان هذه الغابات أنواعا نباتية مختلفة مثل الصنوبر الحلبي، البلوط، الشيح والفلين، بالإضافة إلى حيوانات برية مثل الأرنب البري، الثعلب الأشقر، ابن أوى… وأصناف عديدة من الطيور مثل النسر، الحجل…
وتسمح هذه الغابات بل وتهديك أفضل الظروف لإقامة مخيم بري والإستمتاع بأوقات تبقى راسخة في الذهن وذكريات لن يمحوها الزمان، أما إن كنت من هواة الصيد، فغابات أم البواقي توفر لك المتعة والإثارة، خاصة غابة جبل سيدي آرغيس التي تقع على مشارف مقر الولاية، وغابة عين شجرة التي تتواجد في الجهة الجنوبية الشرقية للولاية، إضافة إلى غابة قصر الصبيحي التي تعد من أكثر الغابات جلبا لهواة الصيد، كما تمنحك أم البواقي فرصة متميزة للتمتع بالسياحة الجبلية الغابية بحيث تنتشر في أرجاء الولاية جبال أطلسية رائعة بغطائها النباتي المتنوع وهي تهديك نظرات بانورامية منفردة الجمال على غاباتها الشاسعة وتحس بأنك في الأرض ويداك تلمسان صفحات من السماء وتشعر بطلاقتك كما لم تشعر بها في مكان آخر، هي توفر إطارا مناسبا للسياحة الصيدية والإستكشافية، من أهم جبال أم البواقي جبل حنوت كبير، جبل قليف، جبل سيدي ارغيس، جبل الطارف، جبل قروار وجبل قريور.
وليكتمل جمال غابات أم البواقي العذراء، ستلمح أيضا المنابع المائية الطبيعية
والعذبة، حيث تمتد جنوب ولاية أم البواقي مناطق رطبة تتشكل من عدة بحيرات هي إطلالة متميزة على عالم الروائع الطبيعية لهذه الولاية، تتميز هذه البحيرات بجمالها المتألق، يقدر عددها 11 بحيرة صنفت خمسة منها ضمن قائمة “رامسار” كمناطق محمية، وتتمثل في قرعة الطارف، قرعة قليف، قرعة المغسل، عنق الجمل وشط تينسيلت وهي كلها توفر إطارا سياحيا متميزا، بحيث تحفها الغابات كما تستقبل أسرابا هائلة من الطيور المهاجرة مثل الحمام الوردي، الكركي، أبو الساق الأبيض، البلشلون الأرجواني، الهدهد، شهرمان… ترسم لوحة فيسفسائية مبهرة بألوانها وأحجامها المتفاوتة إلا أنها تتناسق لكي تدهشك وتحتفظ بأجمل صورة عن المنطقة في خيالك.
قرعة الطارف مأوى الطيور والحيوانات
تتواجد هذه المنطقة الرطبة على بعد 14 كم من أم البواقي ببلدية عين الزيتون وهي تتربع على مساحة 33.460 هكتارا تأوي أنواعا نباتية منها الشيح، أرتيميسا، اربا ألبا سويدا، فروكتيكوزا أرتيبلاكسا أليموس، أما الحيوانات فتتمثل في طيور النحام الوردي، حلزونات، فئران والخنازير.
قرعة المغسل أهم مناطق استخراج الملح
تتواجد ببلدية بوغرارة سعودي على بعد 6 كم عن مقر الولاية، تتربع على مساحة تقدر بـ 1000 هكتار، تستعمل هذه البحيرة من أجل استخراج ملح المائدة نظرا لجفافها من المياه وصعود الأملاح إلى السطح.
قرعة عنق الجمل معقل الطيور المهاجرة
تقع على بعد 5 كم من قرية بوغرارة سعودي قرب جبل فجوج، تتربع على مساحة قدرها 18.140 هكتارا، وهي تأوي أنواعا مختلفة من الطيور، الزواحف والحيوانات الثديية، كما تهاجر إليها طيور النحام الوردي في فصل الشتاء والبط الرمادي.
شط تنسيلت
يتواجد على نحو 5 كم من بلدية سوق نعمان، يتربع على مساحة 2154 هكتارا، تعيش في محيطه نباتات تتمثل في ساليكوزيا ارابيكا، روبيا ماريتيما، يعتبر هذا الشط أيضا مأوى للطيور المهاجرة خلال فصل الشتاء.
قرعة قليف
تقع على بعد 12 كلم من مدينة أم البواقي وتقدر مساحته 24.000 هكتار، تحيط بهذه البحيرة زراعات كثيفة للحبوب إضافة إلى أنواع نباتية كثيرة منها أتربلاكس أميلوس، ساليكورنيا فروكتوكوزا مايثولا، كما تعرف ثروة حيوانية تتنوع بين الزواحف، الثدييات والطيور والحشرات.
معالم تاريخية تروي روائع الماضي العريق
إن تعاقب الحضارات المختلفة على ولاية أم البواقي ترك آثارا جلية وواضحة لترتسم في معالم تاريخية جد مهمة وخالدة، تأخذك في سفر عبر الزمن وتتوقف عند روائع ماضيها الحضاري الجليل، وتتشوق للتعرف على منعرجات وخبايا السيرة العبقة لهذه الولاية، التي نجد من أهم معالمها والتي تدعوك لزيارتها:
– أثار سيقوس المصنفة ضمن التراث الوطني.
– موقع سيلا: وهو موقع جد هام يحمل في مكنوناته معطيات تاريخية قيمة
– موقع عين البرج: ويتواجد بالعامرية ويتضمن أثارا من حقبة ما قبل التاريخ و الفترة الإسلامية
– المدينة الرومانية المتواجدة بالضلعة والتي لا تزال إلى اليوم في طور البحث
والتنقيب عن أثار مدينة رومانية مدفونة، كما تم العثور في هذا الموقع على فخاريات وأواني فاخرة وتتضمن أنفاقا أرضية وغرفا ومطامر…
– أثار مدينة قاديوفالا، وهي مدينة بيزنطية تتواجد بقصر الصبيحي والتي شكلت حصنا عسكريا يضمن مراقبة كل المنطقة.
– أثار مدينة عين ببوش، أجمل ما وجد في هذا الموقع هو الفسيفساء التي نقلت إلى متحف الآثار القديمة بالجزائر العاصمة، بالإضافة إلى هذه المواقع، تستطيع أيضا زيارة “هنشير” أولاد قوتي الذي تعتبر أثاره المدينة الأصلية لأم البواقي…
مــعالم دينية من أهم مقومات السياحة
المعالم الدينية بولاية أم البواقي هي أيضا من أهم المؤهلات، فهي تفتح باب السياحة الدينية واسعا، وتتمثل في المساجد والزوايا لعلمية العريقة التي لعبت منذ القديم أدوارا نبيلة، ناهيك عن اللمسات الهندسية الراقية التي تنمقها وهي ذات أصول عربية إسلامية، من أهم هذه المعالم: المسجد العتيق لمدينة أم البواقي الذي أسس سنة 1929 م، المسجد العتيق لعين البيضاء بني سنة 1860 وهما مصنفان كمسجدين وطنيين زاوية بوحجر الرحمانية بسيقوس والتي أسست في العهد العثماني 1729 م، زاوية سيدي أونيس بعين فكرون وزاوية محمد العيد آل خليفة بعين البيضاء.
عين البيضاء… منجبة العلماء والمفكرين
عين البيضاء.. سميت بعين البيضاء وذلك حسب الأسطورة المتداولة حول قصة دياب الهلايلي مع فرسه البيضاء، كما توجد بالقرب من المدينة عين تسمى عين البيضاء الصغيرة وتقول الأسطورة إن فرسه توفيت بالقرب من العين.
وظلت مدينة عين البيضاء، ولفترة طويلة تنجب الرجال من خيرة أبناء الأمة وصفوتها، تدعـو إلى الإسلام، وتدافع عنه، وتعمـل على إصـلاح المجتمع، وتغرس فيه القيم النبيلة، وتحارب صور الإنحراف والضلالات والبدع والمنكرات، وتشحذ همم الشباب نحو الأفضل والأصلح في مدرسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وفي الزوايا والمساجد وقد اعتلى هؤلاء الأعلام المنابر المختلفة، يقدمون الدروس والخطب، ويلقون المواعظ والإرشاد إيمانا منهم برسالة المسجد، النبيلة، للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بما أوتوا من علم وفقه وقدوة وأسوة ولكم بذل معظم هؤلاء الفطاحل وخاصة إبان فترة الاحتلال الفرنسي لبلدنا جهودا مضنية، بشكل تطوعي للمحافظة على بيضة الإسلام في هذه الربوع، والذي سعى النصارى بكل الوسائل إلى طمس معالمه، وتشويه صورته الناصعة وتشويش مفاهيمه الساطعة، كما أنجبت عين البيضاء عدة شعراء وأدباء وعلماء من بينهم الكاتب الكبير رشيد بوجدرة ومزوز سيف الدين والشاعر سعدون لمين والشيخ حسام بتيش والشيخ وليد بتيش. وينسب أهلها إلى الحراكتة وهي تعتبر عاصمة لهم يتكلم أهل المدينة اللغة العربية واللغة الفرنسية وكذا اللهجة الأمازيغية والشاوية لكن الغالب هو اللغة العربية، في زمن الاحتلال الفرنسي جعل منها المعمرون ثكنة وأطلقوا عليها اسم “مارسيميني” في هذه الفترة ازدهرت المدينة إلى جانب قسنطينة وكانت مركزا إعلاميا وأنجبت مجموعة من أبرز رجال العلم في جمعية العلماء المسلمين على رأسهم الشيخ محمد العيد آل خليفة والشيخ زيناي بلقاسم والشيخ الأخضر بوكفة كما قطنها الشيخ العربي التبسي مدة لا تقل عن ثماني سنوات في فترة الثلاثينيات.
العامرية.. أكبر القرى وأعرقها
يبلغ تعداد سكانها 12000 نسمة، وهي قرية صغيرة جدا ولديها عدة قرى تابعة إداريا لها أكبرها قرية عين البرج التي تقع شمالها على بعد 6كلم تقريبا، وهي أكبر القرى و أعرقها تاريخيا، حيث يمتد تاريخها إلى العصر الفينيقي، وهي المنطقة الوحيدة بالبلدية التي تحوي على آثار رومانية وفينيقية وآثار الدولمن وآثار من الحقبة الاستعمارية كالأضرحة وبرج القايد والعيون والفيرمة…الخ وكانت تدعى بـ “تيجيسيس” وبها فرع بلدي، كما أن موقعها استراتيجي وطبيعتها خلابة والسكان الأصليون للمنطقة يطلق عليهم اسم “دريد” وهم أصلا من مدينة بسكرة كما يسكنها الشاوية، يمر بها الطريق الولائي رقم 3 الذي يربطها بولاية قالمة وعنابة.
عين فكرون.. من أقدم مناطق الوجود الإنساني
تقع عين فكرون شمال ولاية أم البواقي، سكانها من البربر الشاوية يطلق عليهم اسم “البحايرية” وهم السكان الأصليون، وتعتبر من أقدم الأراضي التي ظهر عليها الوجود الإنساني، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 ق م بدليل البقايا والصخور الأثرية الموجودة بها، وفي فترة الإستعمار برزت أهمية المركز، كما تشهد عليها النواة القديمة الأوروبية المبنية حسب المخطط الشطرنجي الذي يحوي بعض العمارات، ومع بداية حرب التحرير الوطني وبأمر من السلطات العسكرية تم اقتراح مجمع جديد “السطحة” مقابل للأول نزح إليه ما يقارب 300 ساكن إليه واستقروا في الشرق، حيث كوّنوا حياتهم، هذا المجمع الجديد بني وفق مخطط عشوائي وكثيف.
ويعود أصل تسمية منطقة عين فكرون حسب ما هو متداول بين سكان المنطقة إلى شكل جبل سيدي أونيس الذي يشبه قوقعة السلاحف وكذا العين التي ينبع ماؤها من الجبل المذكور، ويرجع البعض الآخر أصل التسمية إلى نوع من التربة (إفكرث) والتي تعني باللهجة الشاوية التربة كثيرة الحجارة والتي هي متواجدة بكثرة في المنطقـــة، وتشتهر عين فكرون بتجارة الألبسة الجاهزة المستوردة من الإمارات العربية المتحدة والصين وغيرهما، ويتمركز “سوق عين فكرون لتجارة الألبسة الجاهزة” على الطريق الذي يربطها بأم البواقي، كما كانت عين فكرون إبان الاستعمار الفرنسي تسمى بالقاهرة الصغرى نظرا لصغرها وكثرة المعارك فيها وخاصة في أريافها، ومن أهم المعارك معركة فم المزابي التي دامت حوالي 24 ساعة واستشهد فيها عدة أشخاص، كما كبدت خسائر فادحة في صفوف الفرنسيين، حيث قتل فيها عسكري برتبة ضابط إلى جانب الخسائر المادية وهذا بسبب تضاريس المنطقة التي ساعدت على انتصار المجاهدين على الفرنسيين وقد استعملت فيها الأسلحة الثقيلة كالدبابات والطائرات.
دائرة سيقوس.. آثار رومانية في انتظار الكشف
تعتبر من أهم المواقع الأثرية، حيث توجد مدينة كاملة لشعب الدولمان، غير أنه لم يتم كشف النقاب عن هذه الآثار بعد، ونظرا لوجود مدينة كاملة تحت غابة “العزري”، فإنه تم كشف القليل من هذه التحف الأثرية. وتعتبر دائرة قصر الصبيحي أقدم مدينة في الولاية، كما أن بها مدينة رومانية عبارة عن حصن وبعض المساكن.
عين مليلة…. تاريخ شفوي يستوجب التوثيق
عين مليلة أو تامليلت باللغة الأمازيغية، يصعب التحدث عن تاريخها لقلة الوثائق وندرة المكتوب عنها، فتاريخها في معظمه نتيجة ذاكرة جماعية قد لا تحقق دقة التاريخ الموثق.
فمعظم ما عرف عن تاريخ المدينة كان تاريخا شفويا منقولا عن شيوخها الذين لم يُبقِ منهم الزمن إلا القليل، ويُقال إن تاريخ مدينة عين مليلة يعود إلى أزمنة قديمة، لم يتوفر مصدر في الوثائق يؤكد هذا، حيث أنها كانت في ما سبق نقطة توقف واستراحة قبائل البدو الرّحل ومكان إقامة الحجاج والتجار المتجهين إلى بلاد الشام وأثناء العودة إلى بلاد المغرب الأقصى. كما كانت تقام بها سوق في فصل الخريف من كل سنة، وهـا بعد أن تجف البحيرات المالحة التي كانت كثيرة في الماضي، مما أكسبها اسم تامليلت بالأمازيغية والدي يعني الأرض البيضاء المالحة، وكانت هذه السوق تقام إلى غاية فترة الاستعمار الفرنسي بمنطقة الصليب جنوب شرق المدينة الحالية، وهي منطقة معروفة ببياض تربتها وملوحة مياهها.
ولم تصل الفتوحات الإسلامية لهذه المنطقة إلا في فترة متأخرة من زمن الفتح لشمال إفريقيا، غير أنهم أدركوا بعد فترة أن الفاتحين لا يريدون بهم شرا فبادروا إلى الترحاب بالفاتحين الجدد واعتناق الدين الجديد وأصبح كل سكان هذه المنطقة على دين الإسلام. كما كان لبعض الزوايا في المنطقة الدور الكبير في الحفاظ على الدين الإسلامي واللغة العربية والتقاليد المحلية (الأمازيغية)، إلى جانب دور جمعية العلماء المسلمين تحت إشراف الشيخ محمد العيد آل خليفة الذي درس بمدرسة العرفان العريقة.
عوامل طبيعية وبشرية تنتظر الدعم
السياحة هي من بين القطاعات الفعالة في التنمية والتطور الإقتصادي بولاية أم البواقي، خاصة لتوفرها على مؤهلات سياحية غنية ومتنوعة، تساعدها في ذلك العوامل الطبيعية، البشرية والتاريخية، وبذلك خصصت الولاية مناطق توسع سياحي ومواقع سياحية تفتح أبواب الإستثمار واسعة لتجسيد مشاريع واعدة مثل بناء مركبات سياحية، فنادق، مسابح وتهيئة المساحات المحيطة بالمواقع الأثرية، بخلق منتزهات ومساحات توفر شروط راحة السياح، تتمثل هذه المناطق في: أم البواقي، ماكومداس بمساحة 60 هكتارا، عين البيضاء بمساحة 80 هكتارا، سيقوس بمساحة 60 هكتارا، قصر الصبيحي بمساحة 50 هكتارا.
لمياء بن دعاس